الأربعاء، 26 فبراير 2014

استمراء الظلم



استمراء الظلم  ...
بقلم : احمد ابو فرحة 
عندما يستشري الظلم و البغي و العدوان و يسكت عنه الساكتون يصبح في العقل اللا الواعي للناس ان هذا الامر طبيعي و يصبح معتاد (غير مستهجن) , و لذلك ان اراد المظلوم دفع ظلمه سيلاقي معارضة حتى من الذين تعرضوا لظلم معه لأن عملية دفع الظلم لم تكن سائدة عند الناس ابتداء !!
لذلك عندما اجرمت امريكا في الامم البشرية قاطبة و حصدت ارواح ملايين البشر رأينا الكثيرين يتباكون على عدة الاف من القتلى علما انها ردة فعل بسيطة لا تكاد تذكر من تاريخ امريكا . و للعلم فانه حتى بعض من مشايخ الجهاد القلائل وقفوا ضد 11 سبتمبر . انه استمراء الظلم
الى انظرة اقرب , عاثت الانظمة الكفرية الاستبدادية فسادا و تقتيلا الى درجة تبرأ منها ابليس , و عندما قام بعض الشباب بمحاولة دفع الظلم عن انفسهم وجدنا علماء فضلا عن غالبية الناس تقف ضدهم !! انه استمراء الظلم
الى نظرة اكثر قربا , فكثير من الحركات الاسلامية و غير الاسلامية اذاقوا التيار الجهادي تنكيلا كحماس مثلا او اخوان مصر اثناء الحكم او النهضة في تونس و رأينا كثيرا حتى من الشيوخ الجهاديين استهجن حادثة او حادثتين لرفع الظلم . نحن هنا لسنا بصدد ان يفعل الشباب قلاقل في اماكن ليست ارضا مناسبة للعمل الجهادي , انما نوضح نظرة نفسية , كيف انه يتم استمراء الظلم و استهجان ردة الفعل بحجة الورع .
ننتقل الى البيت الداخلي الجهادي , نجد نفس الامر , فلعل الشيوخ بعد سماعهم تلك الجماعة فجرت و قتلت و بعثت انتحاري الى جماعة اخرى و قتلت و ذبحت و سلبت قد استمرأوا فعل تلك الجماعة و يستهجنون ردة فعل قد تصدر من اي جماعة جهادية اخرى تريد رفع الظلم عن نفسها !!
و من الامور المحفوظة في ذاكرتي , صورة لجندي بريطاني ابيض يمسك بسكين يذبح رجلا اسودا في جنوب افريقيا و هذا الرجل من حلاوة روحه يعض الجندي البريطاني الذي يذبحه بالسكين ...
فتضع صحيفة بريطانية الصورة و تكتب عليها :
انظروا الى قذارة السود , عبد اسود يعض جندي من جنودنا !!!!
و العالم يصدق !!
ورع في غير محله يعني ضياع الأمة !!
افلا يتذكر الشيوخ و العلماء ؟


هناك تعليق واحد: