الاثنين، 7 يوليو 2014

سنة هابيل لا تنفع مع الخوارج يا صحاب الورع البارد



سنة هابيل لا تنفع مع الخوارج يا أصحاب الورع البارد
بقلم : احمد ابو فرحة
قال تعالى : " لئن بسطت الي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين * إني أريد أن تبوء بإثمي و إثمك فتكون من أصحاب النار و ذلك جزاء الظالمين * فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين ) 27 – 30 من سورة المائدة
ترينا هذه الآيات الكريمة ورع هابيل عندما رفض قتل أخيه قابيل بسبب حسده له عندما تقبل الله قربان هابيل و لم يتقبل قربان قابيل . و ضرب هابيل أروع الأمثلة في الورع و البعد عن فتنة القتل و الله يقول أن قابيل جزاءه الخسران المبين .
ورع هابيل  لم يكن لأجل إقامة دين أو ضمن مشروع رباني قضى في سبيله آلاف الشهداء و الجرحى و المعتقلين , ذلك المشروع الذي تصفيه داعش باحترافية عالية و ما قتلتهم داعش من الجهاديين بسنة و نيف يفوق ما قتلتهم أمريكا في سنوات . مشروع تكالب عليه الشرق و الغرب بعدده و عتاده و عدته و ما نال منه . لكن الخوارج نالوا منه و يصرون على إنهائه .
يقاتل الداعشي بعقيدة خارجية قوية , مفادها ان كل من ليس معي فهو صحوجي عميل سأتلذذ في جز رقبته , في المقابل , نجد كثيرا من المقاتلين و الجند يقولون : إخواننا قد بغوا علينا !! أو هم جماعة جهادية لكن لهم أخطائهم !! ربنا يصلحهم !!
أبشركم فهذا ليس ورع , هذه سذاجة و حمق . الداعشي يعتبر من سواه مرتد , و من سواه "يتورع" في قتاله أو بنعته بالخارجية !! إنهم لا يكفرون بالكبيرة !! خرجوا على من ؟ ! ما سر هذه الفتوحات العظيمة !! فيرجع الشك الى قلب هذا المسكين : ربما هم على حق !!
أي حق ؟ حق تهجير آلاف العائلات من دير الزور ليناموا في العراء بشبابهم و نسائهم و أطفالهم و عجائزهم ؟؟ حق ذبح المجاهدين المخالفين من الوريد إلى الوريد و التباهي بهذا بنشر الفيديوهات  ؟ حق ترك النظام النصيري باتفاق ضمني ان اتركني اقتل المخالفين و سأتركك دون قتال ؟ حق تعذيب الناس بطرق وحشية لم تعرفها القرون الوسطى بكل ظلاميتها ؟ ام حق اغتصاب حق الأمة في إعلان خلافة على منهاج العبوة و الفتوة دون استشارة احد من ثقات الأرض ؟ أي حق تتكلمون عنه يا مترددين ؟ و الله ان عمل وحشي واحد قامت به هذه العصابة كفيل بحربها حرب خوارج . لقد فعل الخوارج الأوائل فعلة جعلت علي يستأصلهم , عندما قتلوا زوجة خباب بن الارت و بقروا بطنها . لكن خوارج اليوم فعلوا الأفاعيل الأكثر بطشا من حادثة قتل زوجة خباب , لكن ,, لا علي لهم !!
هل هم خوارج ام ليسوا خوارج ؟؟ الجواب سهل . يا ليتهم خوارج . يا ليتهم بصدق الخوارج الاوائل , و يا ليتهم بوضوح الخوارج الاوائل . هؤلاء الدواعش أكثر شرا من الخوارج . لكننا نقول خوارج لانه لا يوجد في عقيدة السنة جماعة قريبة إلى أوصافهم مثل الخوارج , نقولها تقريبيا .
لقد انتصر بعض مئات من الدواعش على آلاف المجاهدين بسبب قوة عقيدة الدواعش إن من يقابلهم صحوات , و بسبب ضعف عقيدة المجاهدين في موضوع الخوارج , فالغالبية مترددة خوارج أم لا ؟ سذاجة و سطحية . مثل هؤلاء لا يستحقون ان يحملوا مشروعا عظيما لبناء او إرجاع خلافة راشدة . مثل أولئك يدعون ورعا أكثر من النبي صلى الله عليه و سلم نفسه حينما قال اقتلوهم قتل عاد . عندما أباد شأفتهم علي لم يسأل كل واحد منهم عن عقيدته على انفراد , فقد يكون منهم (أي الخوارج ) من هم أكثر تدينا من كثيرين من جند علي , لكن علي حاربهم لأنهم آذوا المسلمين و سفكوا دمائهم و حاربهم كمنهج متكامل  , و لم يحاربهم لأنهم يكفرون بالكبيرة . بالعكس , أعطاهم مجالا أن يكونوا بين المسلمين بهذا الفكر , لكن عندما رآهم صالوا على المسلمين و قتلوهم  استأصلهم عن بكرة أبيهم. فموضوع الخارجية مرهون بقتل المسلمين و قد تحقق هذا بالدواعش .
و لعل القصور في موضوع الخوارج يكمن في ثغرة من ثغرات التيار الجهادي , انه سمح لأنصاره برمي المخالفين بالإرجاء التي هي عكس الخارجية , و لكثرة رمي المخالفين بالخارجية للتيار الجهادي , تشكل في اللاوعي الجمعي النفسي الداخلي لمنتسبي التيار أن هذه الكلمة مرتبطة بالمرجئة الذين يرمون المجاهدين بالخوارج . و أصبح هناك نوع من الاشراط النفسي , كل ما ذكرت كلمة خوارج , يتبادر إلى الذهن المرجئة !
لا بد من شحن المجاهدين بعقيدة سليمة : هناك كفار و هناك مرتدون و هناك روافض و هناك خوارج أيضا . و إن لم يستفق هذا التيار من غفلته تجاه الخوارج ليبتلعونهم كما يبتلع الحوت الأسماك !!
و تبقى لطيفة هنا أحب أن اختم بها هذا المقال , و هي عود على بدء الافتتاحية , سمي "الأهبل" أهبلا نتيجة لهابيل ... و سميت "القبيلة" قبيلة نسبة إلى قابيل لأنه تكاثر و أصبح له أولاد و أحفاد ثم قبيلة , و أخشى أن يبقى البعض "هبلانا" و الخوارج يتكاثرون و تصبح لهم قبائل !!

الجمعة، 4 يوليو 2014

رد شرعي من الشيخ امين عبد الله جعفر على اعلان خلافة البغدادي



                         
رد شرعي من الشيخ امين بن عبد الله جعفر على اعلان خلافة البغدادي


مخطئٌ من يظنُّ أنَّ فئته أو جماعته أو فصيله الجهادي دولة خلافةٍ, وأنَّ أميره خليفة المسلمين وأمير المؤمنين, وأنَّ الخلافة قامت بمجرد إعلانها ببيانٍ صوتي أو تصويرٍ مرئي, ومن ثم يرتب على ذلك تأصيلات شرعية من أنَّ البيعة للأمير بيعة خلافة وإمامة عامة, وأنَّ من خلعها من عنقه دون أن يكون ثمة كفرٌ بواح فقد نقض بيعته, وإن مات دون أنْ يبايع مات ميتةً جاهلية .. ذلك كلُّه ليس بصحيح, لا من حيث الشرع ولا من حيث الواقع والحقيقة, بل ذلك انحراف من حيث الشرع, ووهم وتخيلات من حيث الواقع, فبيعة الخلافة العامة لا تنعقد ولا يصير المرء بها إماماً إلا بمبايعة جمهور الناس من أهل الحل والعقد = الشورى, وأهل القدرة والقوة = الشوكة, فتلك الخلافة العامة والإمامة العظمى, وهذا ما أشار إليه الإمام أحمد بن حنبل حين سأله ابن هانئ, فقال : ( سألت أبا عبدالله – يعني أحمد بن حنبل – عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم " من مات وليس له إمام مات ميتةً جاهلية" ما معناه ؟
قال : تدري ما الإمام ؟ الإمام الذي يجتمع المسلمون عليه كلهم يقول هذا إمام. فهذا معناه.) مسائل أحمد رواية ابن هانئ ( 2/ 185 ), والسنة لأبي بكر الخلال ( 1 / 80 – 81).
وقال الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم (12/ 77) : ( أمَّا البيعة فقد اتفق العلماء على أنَّه لا يشترط لصحتها مبايعة كلِّ الناس, ولا كلِّ أهل الحل والعقد, وإنَّما يشترط مبايعة من تيسر إجماعهم من العلماء والرؤساء ووجوه الناس. )
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية ( 8 / 335 – 336 ) : (لا ريب أنَّ الإجماع المعتبر في الإمامة لا يضر فيه تخلف الواحد والاثنين والطائفة القليلة, فإنَّه لو اعتبر ذلك لم يكد ينعقد إجماعٌ على إمامة ... فإنَّه لا يشترط في الخلافة إلا اتفاق أهل الشوكة والجمهور الذين يُقام بهم الأمر, بحيث يمكن أنْ يُقام بهم مقاصد الإمامة. )
وقال أيضاً في منهاج السنة ( 1 / 530 – 533 ) : ( والكلام هنا في مقامين:
أحدهما: في كون أبي بكر كان هو المستحق للإمامة, وأنَّ مبايعتهم له مما يحبه الله ورسوله, فهذا ثابت بالنصوص والإجماع.
والثاني: أنَّه متى صار إماماً فذلك بمبايعة أهل القدرة له, وكذلك عمر لما عهد إليه أبو بكر إنما صار إماماً لما بايعوه وأطاعوه, ولو قدر أنَّهم لم ينفذوا عهد أبي بكر ولم يبايعوه لم يصر إماماً, سواء كان ذلك جائزاً أو غير جائز.
فالحل والحرمة متعلقٌ بالأفعال, وأما نفس الولاية والسلطان فهو عبارة عن القدرة الحاصلة, ثم قد تحصل على وجهٍ يحبه الله ورسوله كسلطان الخلفاء الراشدين, وقد تحصل على وجهٍ فيه معصية كسلطان الظالمين.
ولو قدر أنَّ عمر وطائفةً معه بايعوه وامتنع سائر الصحابة عن البيعة لم يصر إماماً بذلك, وإنَّما صار إماماً بمبايعة جمهور الصحابة الذين هم أهل القدرة والشوكة, ولهذا لم يضر تخلف سعد بن عبادة لأنَّ ذلك لا يقدح في مقصود الولاية, فإنَّ المقصود حصول القدرة والسلطان اللذين بهما تحصل مصالح الإمامة, وذلك قد حصل بموافقة الجمهور على ذلك.
فمن قال إنَّه يصير إماماً بموافقة واحد أو اثنين أو أربعة وليسوا هم ذوي القدرة والشوكة فقد غلط, كما أنَّ من ظن أنَّ تخلف الواحد او الاثنين والعشرة يضره فقد غلط.
وأبو بكر بايعه المهاجرون والأنصار الذين هم بطانة رسول الله صلى الله عليه وسلم والذين بهم صار للإسلام قوة وعزة وبهم قهر المشركون وبهم فتحت جزيرة العرب فجمهور الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم هم الذين بايعوا أبا بكر. وأما كون عمر أو غيره سبق إلى البيعة فلا بد في كل بيعةٍ من سابق ولو قدر أنَّ بعض الناس كان كارهاً للبيعة لم يقدح ذلك في مقصودها فإنَّ نفس الاستحقاق لها ثابتٌ بالأدلة الشرعية الدالة على أنَّه أحقهم بها ومع قيام الأدلة الشرعية لا يضر من خالفها ونفس حصولها ووجودها ثابت بحصول القدرة والسلطان بمطاوعة ذوي الشوكة.
فالدين الحق لا بد فيه من الكتاب الهادي والسيف الناصر كما قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ}.
فالكتاب يبين ما أمر الله به وما نهى عنه والسيف ينصر ذلك ويؤيده, وأبو بكر ثبت بالكتاب والسنة أنَّ الله أمر بمبايعته والذين بايعوه كانوا أهل السيف المطيعين لله في ذلك, فانعقدت خلافة النبوة في حقه بالكتاب والحديد.
وأما عمر فإنَّ أبا بكر عهد إليه وبايعه المسلمون بعد موت أبي بكر فصار إماماً لما حصلت له القدرة والسلطان بمبايعتهم له.
أيضاً عثمان لم يصر إماماً باختيار بعضهم بل بمبايعة الناس له, وجميع المسلمين بايعوا عثمان بن عفان ولم يتخلف عن بيعته أحد, قال الإمام أحمد في رواية حمدان بن علي: " ما كان في القوم أوكد بيعة من عثمان كانت بإجماعهم " فلما بايعه ذوو الشوكة والقدرة صار إماماً, وإلا فلو قُدّر أنَّ عبد الرحمن بايعه ولم يبايعه علي ولا غيره من الصحابة أهل الشوكة لم يصر إماماً.)
منقول عن  https://twitter.com/alnor32

الأربعاء، 2 يوليو 2014

رسالة ابو ماريا القحطاني الى كل من صمت عن داعش



رسالة ابو ماريا القحطاني الى كل من صمت عن داعش
..............................
إن الغلاة بجميع صورهم بلاء على الأمة ولقد عشعش فكرهم وتركز في العقود الأخيرة في ساحات الجهاد فمادخلوا ساحة إلا وأفسدوا فيها والجزائر والعراق
والشام لايخفى على أحد ما فعلوه .والغلو انتشر لأنه لم يجد من يرد عليه بحزم إلا ومن رد عليهم رد على استحياء ،ونشاهد الآن كل عام يظهر الزوابري
بحلة جديدة ، فيوم يعلن دولة ويوم يعلن خلافة تحت صمت مطبق من قبل قادات الجهاد وشرعييهم وهنا نتسأئل هل الصمت عليه تأييد ؟ أم حياد أجوف ؟
أم أن هناك مازال يحمل فكر الغلاة ويخشى أن يعلن بدعته ؟أم لايوجد طلبة علم يأصلون ويردون على سذاجة خوارج العصر؟ أم صنم إخوة المنهج يمنع من قول الحق ويوجب المداهنة وأصبح ذلك الصنم مقدم على قول الله وقول رسوله ؟ هذا ما يتسآئل الكثير من محبي الجهاد وأنصاره ؟؟؟؟؟؟؟
ولابد من التحدث بشفافية وأمام الناس دون غموض فالغموض هو الذي دمر ساحة الشام وغير الشام وعدم الوضوح وإعلان البراءة من الغلاة والمنحرفين
يجعلنا نعيد نظر بكثير ممن حولنا ومن يحسبون على الحركة الجهادية وطلبة ،فمواقفهم ركيكة اتجاه الغلاة ،ومنهم من يعتذر خشية أن يشق صفه لأن معه
في جماعة الغلاة بحجة إحتوائهم ،فنقول له عليك الآن أن تعلنها وتميز صفوفكم وهذه نعمة من الله أن يخرج عنك الغلاة فالإسلام ليس بحاجة لإحفاد ذي الخويصرة ولو كان فيهم خير ما أمر رسول الله بقتلهم واستأصالهم ،فهل الحياد الأجوف علاج أم العلاج النبوي ؟ فالطريقة السنية هي المفاصلة الآن
والغلاة بإعلانهم وغطرستهم جعلهم الله سببا في التمحيص وكي يعرف من في رأسه الغلو وهوس الدول وهوس الإعلانات ومن مازال ينتمي لهم فكريا لاتنظيميا
وهكذا يجب أن تكون المفاصلة في جميع الساحات ولابد من قطع الرجاء بصلاح ذي الخويصرة والتعاطف معهم خلاف للعلاج الرباني وستعرف الأمة ما نتكلم عنه
إن طبق فسيكون الغلاة ومنظريهم في خندق واحد ولقد عرف عنهم أنهم ماعملوا عملا يصب بصالح المسلمين وكل أعمالهم خدمة لأعداء الدين فلم يأتوا بخير
ومن تأمل منهم الخير فليراجع السنة والسير ويعرف أن عليه أن يراجع حساباته ، ونحن من هنا بينا موقفنا أمام الله ثم أمام المسلمين أننا لسنا إخوة لذي الخويصرة ولا لإبن ملجم وغيره من المجرمين فإنا نبغضهم في الله ولا نلتقي مع من استحل دماء المسلمين وكفرهم . ومن يداهنهم لابد عليه من التوبة الى الله . وهذا موقفنا بإذن الله لايتبدل ولايهمنا مشجعي الفرق والجماعات والتنظيمات ولا نريد إلا الحق ونسعى لإتباعه بإذن الله .

الثلاثاء، 1 يوليو 2014

بعد خلافة الخوارج آن للقاعدة ان تتغربل


بعد خلافة الخوارج
آن للقاعدة ان تتغربل
                                                                 بقلم : احمد ابو فرحة


لن يكون هنالك مقدمات و سأدخل الموضوع مباشرة دون لف او مواربة . هذا الوحش الفاتك بأهل السنة و المتخصص بدمائها دخل من بوابة السلفية الجهادية و من باب القاعدة بالذات. ذبح المسلمين و عاث في الارض فسادا باسم القاعدة بعد ان نهل من ادبياتها و فهم الادبيات هذه على مزاجه . كبر هذا الوحش و هو في حضن القاعدة و لم تكن الاصوات العاقلة مسموعة في عالم مجنون اهوج . في بداية الامر سموا انفسهم دولة و بحد ذات الاسم فانه كان مشكلة لانه و بكل بساطة أي مخالف لهذه الجماعة سيكون مخالفا لـ"دولة العراق الاسلامية" . و بهذا الاسم اصبح الجهاد في ارض العراق حكرا على هذه الجماعة و كل الدماء التي ستسال فهي دماء مشبوهة .و بعد هذا الامر يسر الله لنا الجولاني لينأى بجبهة النصرة عن ذلك الوحش الفاتك , فعم السرور عشاق الجهاد العادل الذي يحفظ للمسلمين دمائهم . و كان ما كان من الانفصال . و بعدها اجرمت داعش في سوريا اجراما فاقت فيه اجرام آل كابوني قائد عصابات امريكا في الزمن الغابر . كل هذا باسم الدين و باسم الولاء و البراء و باسم الجهاد و باسم الصحوات و هذه الاسماء و المفاهيم التي لم يصححها قادة و علماء الجهاد في زمن العراق و لم يقفوا وقفة حازمة منها حتى اصبح الاصل في ساحات الجهاد الغلو و الطيش و الذبح و اصبح معيار كثرة الدماء دليلا على صحة المنهج . هذا ما كان للاسف . و بعد هذا كله , و بعد اغتيال الشيخ ابو خالد السوري رحمه الله , توعد الجولاني باقصاء داعش من الشام و العراق و نعلم انه كان قادرا . لكن للاسف وقف في وجهه قادة و علماء محسوبين على القاعدة و على السلفية الجهادية بحجة انهم لا يريدون ظلم هذه الجماعة المارقة و اكتفوا بقتالهم في اماكن القتال فقط ! فرأينا داعش تنعم بالامان في حضن النصرة في القلمون و تحت حمايتها في لحظة كان بامكان الفصائل اجلائهم الى المريخ , لكن العدل الاجوف حمى الدواعش !! حصار قاس لداعش على دير الزور و مناطق اخرى و هم في مناطق اخرى محميون تحت اسم اخوة العقيدة و المنهج !!
بعد كل جرائم داعش و تحديها و تسفيهها لعلماء الجهاد و قادته و تحديدا للشيخ الظواهري , كان لا بد من فروع القاعدة في العالم من كلمة حاسمة مانعة لقطع دابر هذه الجماعة , لكنها وقفت وقفة حيادية و اكتفت بالنصح العام في غفلة من خطر هذه الجماعة او ربما من خوف بشق داخلي داخل كل جماعة تتبع القاعدة لانه من المؤكد سيكون هناك متعاطفون مع داعش داخل فروع القاعدة . الجميع صمت او تكلم كلاما عاما , حتى صرح العدناني باقامة الخلافة و بسط نفوذه الوهمي على كل الارض متحديا الجميع دون مواربة او خجل :
اما ان تبايعوا امير المؤمنين او انكم خوارج دمائكم ستصبح شلالات !! اليس هذا معنى اقامة الخلافة دون مشورة احد غير قادة داعش ؟
و اعلان الخلافة هذا متوقع , فلطالما دندن الدواعش على وتر القرشية و لطالما قدموا البغدادي "مولانا امير المؤمنين " , بل ان تصرف داعش من اول لحظة اسست فيها تصرف على اساس انهم خلافة و بيعة عامة و ليست دولة و لسانهم الكاذب يقول لا ليست بيعة عامة , و اصحاب اخوة العقيدة و الجهاد يتوسمون خيرا و يصدقون بسذاجة !!
ابشروا يا ابناء الجهاد و يا عشاق السلاح , فان فتنة الخوارج قد دخلت كل بلد , ففي كل بلد ستراق الدماء باسم امير المؤمنين , فإما ان تقفوا وقفة واحدة لتنهوا هذه المهزلة او فليعش الخوارج زمانهم يتلذذون بدمائنا و يستأنسون بأشلائنا . أليس هذا ما قاله متحدث الخلافة ؟!