الأحد، 19 فبراير 2012

هذا بكار ...و هذي الكاس و الراح



هذا بكار ...و هذي الكاس و الراح
بقلم : احمد ابو فرحة
 
لعل آخر الزمان عودنا أن نرى كل عجيب أمر , أما ان يصل الأمر إلى هذا الأمر , فلا بد من وقفة . بداية فلنعرف معنى كلمة " سلفية " باختصار و إيجاز , و هي فهم الدين على منهج أصحاب رسول الله و السلف الصالح , بمعنى آخر على فهم أبي بكر و عمر و عثمان و علي و طلحة و غيرهم من الأجلاء المجتبين. و عندما يسمي شخص ما نفسه " سلفيا " لا بد أن تربط بين هذا الشخص و أولئك الناس الأعلام . كان هذا حتى أتحفنا آخر الزمان بفتنة في السلفية نفسها , فأصبحنا نرى سلفية ضباط مخابرات و عملاء لأجهزة امن الدولة , و طبعا تحت مسمى نبذ الفتنة و إحقاق نعمة الأمن و الحفاظ على الدين و محاربة الخوارج  و طاعة ولي الأمر و إن جار , و الأهم هو "العبودية " للمشايخ , فأصبحت تتمنى عليهم و لو مرة في حياتك أن تسمع منهم أن هذا الشيخ أو ذاك قد أخطأ في مسألة معينة .

و هناك طرف آخر من " السلفية " من اثر الصمت و عدم الكلام عن الحاكم , و الانخراط في العلم الشرعي و الفهم الصحيح و الوقوف في المنتصف , فلا يمدحون الحاكم و لا يذمونه و لا يمدحون المجاهدين و لا يذمونهم , باستثناء بعض من المشايخ , إن تكلموا بايجابية عن المجاهدين كانت تحسب لأشخاصهم و ليس لدعوتهم , و أظن أنهم كانوا يدخرون أنفسهم للحظة حاسمة , يظهرون فيها مكتسحين , فما المانع من ذلك؟؟؟ قوة شبابية هائلة , فهم صحيح إلى حد كبير و المفروض أن هناك عدة قد أعدت لمثل تلك اللحظة , و الآية واضحة ( و اعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) , حتى أنها كانت شعارا لتيار آخر , اكتشف الناس فيما بعد انه كان إعدادا للبرلمانات!!

فماذا كان من تلك السلفية الصامتة الواعدة الفاهمة فهما صحيحا للإسلام أن تفعل في اللحظة الحاسمة ؟؟ كانت المفاجأة. كانت عملية تحول هذه الجماعة سريعة و خاطفة , أصبحوا خليطا غريبا من ( الإخوان و العلمانيين و الجهاديين ) , سبحان الله الخالق!!!
يتحدثون عن تحكيم الشريعة و وجوبها كأنهم أسياد الجهاد , يميعون الأحكام الشرعية و يلوون أعناق النصوص كالإخوان , و يدخلون البرلمانات و يتصرفون كالعلمانيين في بعض المرات, كما فعل المتحدث باسمهم " نادر بكار " , عندما حضر زفاف العلماني المنافق الزنديق عمرو حمزاوي.

و لفهم طبيعة التحول عند هذه الجماعة من خلال هذا الحدث فقط , نستعرض بعضا من مواقفهم التي كنا نستأنس بها في زمان الوحدة , ( النقاب عند المرأة واجب ) , ( ربطة العنق حرام ) , ( الموسيقى خط احمر – يعني حرام ) , ( حضور الحفلات الماجنة حرام ) , ( البرلمان شرك ) , ( لا يجوز الذهاب إلى مواطن الشبهات ) , و الكثير الكثير من المواقف المتصلبة التي تبددت في اقل من سنة . و لعل البعض من أتباع الهوى سيقول أن هذا الكاتب يكتب بلا دليل , فالجواب ان أي متتبع لحال تلك الجماعة سيقول إن تلك الأمور مسلمات عندهم و أي شخص يستطيع مراجعة أدبياتهم .

لقد حضر نادر بكار الناطق باسم حزب النور ( السلفي ) حفل الزنديق عمرو حمزاوي الذي تزوج من ممثلة الإغراء ( بسمة ) و هي غنية عن التعريف أيضا عند أصحاب المجون , في فندق في مصر تملأه البيرة و يعج بالممثلات و المتبرجات , و الموسيقى تصدح بأرجاء المنطقة كلها , حضر هذا الشيخ إلى هذا المكان , ضاربا بعرض الحائط كل المسلمات التي كانت سلفية النور تصدع بها , و المفاجأة أن ردة فعل هذا الحدث فاقت الحدث نفسه !!
نادر بكار يبرر : عمرو حمزاوي صديقي و لبيت دعوته , و لم انظر إلى المتبرجات!! عذر أقبح من ألف ذنب . و أغرار سلفية النور يبررون على صفحتهم على (الفيس بوك ): كم أنت كبير يا أستاذ نادر , مع أن عمرو حمزاوي علماني إلا انه مسلم , و الأستاذ حضر إلى الحفل لأجل الدعوة!!! أرأيتم أن ما بعد الحدث يصعق أكثر من الحدث نفسه ؟

ما هذا ؟؟ والله لا أكاد اصدق . اعلم أن سنة التغيير ماضية في غير عباد الله المصطفين , أما أن تكون سريعة إلى هذا الحد؟ هذا ما لا أصدقه , لولا نعمة التكنولوجيا الحديثة التي فضحت المفضوحين .
لله دركم يا أرباب الجهاد و أسياده !! كل يوم يكتشف الباحثون عن الحقيقة كم انتم انقياء أصفياء , كم انتم بعيدون عن مستنقعات الرذيلة و الشرك , و حتى أخطائكم الموجودة فهي أخطاء في السلوك و ليست في المنهج و أخطاء فردية , و الأهم من ذلك أن أول من ينتقدكم و يصلحكم هم محبوكم , فانتم لستم معصومين بل خطائين لكن توابين أوابين , اسأل الله العظيم أن ينصركم و يثبت أقدامكم و أن يمن الله علينا و عليكم و على المسلمين بالعيش تحت كنف راية التوحيد , انه على كل شيء قدير. و الله المستعان .

احمد ابو فرحة
16 – شباط - 2012