الخميس، 22 نوفمبر 2012

من وحي حرب 1973 ( حرب غزة 2012 )



من وحي حرب اكتوبر 73
(حرب غزة 2012)
احمد ابو فرحة

بدأت كتابة هذا المقال بعدما اغتالت "اسرائيل" احمد الجعبري – رحمه الله , القيادي في حماس و بعدما ردت حماس بعنف على الكيان الغاصب مع بقية الفصائل و وصل مدى صواريخهم إلى كل مكان في "اسرائيل" تقريبا , و لكنني توقفت عن الكتابة كي لا استبق الأحداث و انتظر ريثما ينقشع الضباب .
شهداء و جرحى و ثكلى و أيتام و معاقون و مناظر تقشعر لها الأبدان , في المقابل , ضربات قوية و مقاومة غير متوقعة و استبسال في المواجهة و مناظر عز و فخار و كلمات نارية و تهديدات و توعدات , هذا ما كان المشهد في غزة و الذي لا يستطيع أي احد ( ظاهريا ) أو (باطنيا) إلا أن يقف مع المقاومة و بالقطع يتأثر للشهداء و ذويهم.
لكن كل ذلك لا يمنعنا من قراءة التاريخ و استقراء المستقبل , لان التاريخ معهود عنه انه يكرر نفسه في كثير من الأوقات , و لذلك سنستعرض احد الحروب " البطولية " التاريخية في مسار الصراع العربي – الصهيوني , و نرى النتائج بعد الحرب و سنحاول الربط إن أمكن .

حرب أكتوبر – حرب تشرين المجيدة
هي الحرب المعروفة عام 1973 التي باغتت فيها كل من مصر السادات و سوريا الأسد "اسرائيل" , حيث حطمت مصر السادات خط بارليف في ست ساعات و استردت فيها شبه جزيرة سيناء , و قامت سوريا الأسد باسترداد أجزاء كبيرة من الجولان و كانت هذه الحرب في الظاهر ضربة قوية لإسرائيل و استعاد العرب جزءا من أمجادهم البطولية , و كان للبعد الديني أثره آنذاك بحسب رأي الكثيرين , فكلمة " الله اكبر " كانت لها وقعها على المحتل .
أيضا كانت تلك الحرب قصيرة نسبيا , بضعة أيام , و لم يكن العرب معنيون في التحرير الكامل كما هو ظاهر , إنما كانت أشبه بمهمة و انتهت , و قد مهدت تلك الحرب " البطولية " التي كان بها شهداء و تضحيات إلى صياغة اتفاق ( كامب ديفيد ) الغني عن التعريف و الذي لا زال ساريا إلى الآن , و الذي يظل موجودا بتغير الأنظمة و أشكالها و توجهاتها .
و ما كان للعرب القادة أن يوقعوا أي اتفاق ( خياني ) طويل الأمد و حاسم بدون ثمن أو مقابل , و كان لا بد تغطية نفسية و شعبية لأي اتفاق , فكانت حرب أكتوبر 73 .
و اللافت في الأمر , أن هذه الحرب كانت و لا زالت مجد يتغنى و يحتفل به كل سنة , و غطاء وطني و قومي إلى ابد الآبدين .
و بعد الحرب المجيدة ( أكتوبر – تشرين ) , شكرا روسيا على دعمك للعرب و مهما ستفعلين فيما بعد في المسلمين سيظل القومجيون يتغنون بك على دعمك , و سنظل نقارنك بدول الخليج العميلة , و سننسلخ من إسلاميتنا لأجل ذلك الدعم !! و شكرا تشيكوسلوفاكيا على دعمك لمصر أيضا .
إذا فبسبب الحرب المجيدة التي عمرها يراوح الأربعين عاما , لا زال المسلمون يعانون من ويلات ( تبعات ) هذه الحرب , و هذا تاريخ لا يحتاج إلى إثبات , نكتفي فقط بتذكره و قراءته.

حرب غزة 2012
"إسرائيل " تغتال احمد الجعبري , ثم " تتفاجأ " برد فعل المقاومة , ثم "إسرائيل" تطلب هدنة , فترفضها المقاومة !! ثم تواصل المقاومة قصفها و في كل مكان جديد تصله الصواريخ تتفاجأ إسرائيل من رد الفعل و يسقط قتلى و جرحى من الصهاينة كل يوم , ثم وساطة مصرية مباركة , أعادت إلى مصر دورها الإقليمي المجيد كما قال هنية رئيس حكومة حماس , ثم زيارات عربية رسمية إلى قطاع غزة للتأييد و المؤازرة .
أما عن المعطيات الموجودة و الظروف ما قبل هذه الحرب نجد التالي :
*)حماس مستعدة لضبط الوضع في غزة و منع إطلاق الصواريخ و منع العمليات , طبعا مقابل ثمن سياسي لحماس يضمن بقاءها في الحكم .
*)لا معنى لحصار غزة الآن من الناحية الإستراتيجية , لان حماس و حلفائها قد تسلحوا جيدا و دعموا بشكل جيد .
*)مصر اليوم الاخوانية تعطي قوة لحماس سياسيا و اقتصاديا أكثر من ذي قبل.
*)حماس شعبيتها متناقصة ( قبل الحرب الأخيرة ) , بسبب ضبط الحدود دونما ثمن و الالتزام بالهدنة من طرف واحد و قمع كل من يحاول خرقها و مطاردتها للسلفيين و قادتهم , حتى أن احد قادتهم و قبل أن تغتاله إسرائيل , كانت حماس قد نشرت له صورا بدعوى انه مطلوب قبل أيام من اغتياله .
*) في المقابل عنجهية الشعب الصهيوني لا تقبل بالاتفاق مع العرب , و كان لا بد من تحسيسهم أنهم تحت الخوف , حتى أن صفارات الإنذار قد دوت في مدن و مناطق لم تصلها الصواريخ , حتى يشعر الشعب الصهيوني أن أي اتفاق مع الجانب العربي سيكون ضرورة و لن يعترض اغلب الصهاينة على الاتفاق , اذا فهي مسألة إشعار العرب بنوع من المجد و إشعار اليهود بنوع من الجبن و التركيع , فيكون الاتفاق طويل الأمد هو الحل المرضي لكل الأطراف .

كل هذه الأمور كانت في الحسبان و لم يبق إلا شرارة الانطلاقة , و بعدها ستكون ردود الأفعال ضمن المنظومة الطبيعية لجريان الأمور , و لا يظن ظان مغفل أن المقصود بنظرية المؤامرة المتبعة هنا هي تحريك جميع الأطراف ضمن الريموت كنترول أو مثل حجارة الشطرنج , لا فهذا غباء , هنا الذي يحدث هو ( فكرة ) يقوم بها طرف معين ثم تسير الأمور بشكل طبيعي ثم نحتاج إلى لحظة ( الإنهاء ) , إذا فهي مسألة لحظات في البدء و لحظات في الانتهاء , ما عدا ذلك كله طبيعي .
و في نهاية الحرب , شكرا ايران على دعمك العسكري , شكرا مصر على دورك الرائد , و في ذلك الشكر تزكية من ارباب المقاومة لتدعم مواقفهما السياسية ايا كانت , سواء لمصر او لايران .
أما ما هو متوقع من حماس بعد هذا الاتفاق , هو ما كان يحدث من قبل مصر و سوريا بعد حرب 73, إذ سنجد ملاحقات أمنية عنيفة لكل من تسول له نفسه ضرب "إسرائيل" حتى لو بحجر , سيكون ضد الإجماع ( الوطني ) و بنظر الكثيرين لن يستطيع احد المزاودة على حماس المنتصرة , ثم ستكون فترة راحة و استقرار في غزة بعد كل الذي عاناه الشعب الغزي , و سيحدث في كل سنة احتفالات و تمجيدات لهذا الانتصار , و ستكون هذه الاحتفالات عملية تعبوية لحب حماس و ستنشأ أجيال على هذا الأمر , كما نشأت أجيال بعثية على أمجاد حرب تشرين , كما نشأت أجيال مصرية على حب الجيش المصري بعد حرب أكتوبر .

و يبقى الخاسر الأكبر , هو الشعب المسلم الذي يقاد و يتاجر به و هو لا يدري أو يدري فليس ذلك بالمهم , المهم أن هذا الشعب هو سلم الوصول للبعض , اسأل الله أن تملك الشعوب المسلمة قرارها و يسخر لها من يقودها إلى مرضاة ربها بتطبيق شرعه , فينجو و ننجو , انه القادر على كل شيء.

22 – نوفمبر - 2012

الأحد، 4 نوفمبر 2012

هل سيتعلم الاخوان من الذئب ؟



هل سيتعلم الإخوان المسلمون من الذئب ؟
احمد ابو فرحة

حكاية الذئب و الكلب :
يحكى أن ذئبا في الغابة ظل جائعا ليومين , ثم قرر الذهاب إلى القرية المجاورة للغابة عله يرى فيها و يصطاد ما يسره , فما أن وصل مدخل القرية حتى رأى كلبا سمينا منعما يحرس احد البيوت و يحمي ممتلكات صاحب المزرعة فهم الذئب لينقض على الكلب ثم تراجع عن ذلك خشية أن يحدث ضجة و يهجم أصحاب المزرعة فيقتلوه , فما كان منه إلا أن ذهب للكلب و يحاوره , فقال الذئب للكلب : صباح الخير , ما أجملك أيها الكلب و ما أروعك !!
فرد الكلب : أهلا بك , يمكنك أن تكون مثلي سمينا مرتاحا منعما بدل أن تكون هزيلا هكذا . فرد الذئب بلهفة : و كيف ؟؟
قال الكلب : : شيء بسيط جداً، ما عليك إلا أن تمنع اللصوص وتطارد المتسللين والمتسولين والدخلاء، وأن ترضي سيدك وتتبعه وتأتمر بأمره وسيكون لك كل ما تريده من فضلات الطعام واللحم، وبعض من المرح !!
راح الذئب يتخيل تلك العيشة المنعمة الرغيدة و صار يفكر في قطع اللحم اليومية التي ستأتيه بالمجان ثم فجأة شاهد الذئب عنق الكلب خاليا من الشعر , فسأله : ما هذا يا صديقي ؟ فرد الكلب : لا شيء , ليس بالأمر المهم !! ثم كرر الذئب السؤال : بل اجبني . قال الكلب : هذا من تأثير الطوق الذي يضعه سيدي في بعض الأوقات .
قال الذئب : هل هذا يعني أنه لا يمكنك أن تجري وأن تذهب إلى حيث تشاء ومتى تشاء؟ فرد الكلب : حسناً، ليس دائماً.. ولكن .. ولكن.. لا يهم.. هل لهذا أهمية أيها الذئب؟ فرد الذئب و هو يهم بالعودة من حيث جاء : انه مهم جدا أيها الكلب !! فأنا لن استبدل حريتي بشيء من فضلات الطعام !!

هل سيتعلم الإخوان من هذا الذئب ؟
لا شك أن أسهل شيء عند  فرد في البلاد العربية و الإسلامية أن يصبح مسؤولا أو ذا مكانة !! و ترجع سهولة هذا الأمر إلى خطوات بسيطة أولها التجرد من مبادئك ثم التنازل عن كرامتك و دينك ثم مصاحبة المتسلطين ثم المدح و التبرير لهم , بذلك عاجلا أم آجلا ستصبح منهم , هذا على مستوى الفرد . و إذا استعملنا النظرية النسبية هنا , نسبة و تناسب , من السهل على أي جماعة أن تصبح في الحكم !! و بنفس الخطوات الفردية , إضافة إلى الارتباط بالغرب و بالذات أمريكا و كسب رضاها , فان تلك الجماعة ستصبح في الحكم .
و إن نظرنا اليوم إلى واقع التغييرات في البلاد العربية نجد أن الإخوان هم بالحكم , و طبعا لن يجادل مجادل أو يقول سفيه بأن الإخوان أتوا إلى الحكم رغما عن أمريكا ,وما تلك الانتخابات إلا مسرحيات هزلية لا تنطلي إلا على من يريد أن تنطلي عليه .

الإخوان في مصر يأكلون بنعيم و رفاه مقابل أن يؤدوا دورهم الذي أوكل لهم , و ما حماية الحدود الصهيونية بحكاية تخفى على احد, و ما احترام الاتفاقيات مع العدو بأمر يخفى أيضا  . و ها هم الإخوان في تونس تجردوا من كل مبادئهم الإسلامية , حتى أصبحوا علمانيين أكثر من العلمانيين أنفسهم , إذ لا وجود للشريعة و مفاهيمها و تفاصيلها أي شيء في الحكم عندهم , و لا حتى طالبوا بها أصلا , إضافة إلى أنهم يحاربون من يطالب بها . و السؤال ما السبب الذي دفع " الإخوان المسلمين " تلك الدعوة التي يقولون عنها (ربانية ) إلى ترك كل ذلك ؟؟ و السؤال الأهم : ما الثمن الذي قبضوه ؟؟ انه الحكم يرعاك الله .
و سؤال إلى إخوان غزة "حماس" , أي أمر جلل دفعكم إلى القبول بحل الدولة على أراضي 67 ؟ و أي ثمن قبضتموه تجاه ذلك ؟؟ و أين الشريعة في حكمكم ؟؟
و نوجه السؤال الآن إلى إخوان الصومال , ما الذي دفعكم إلى الاتجاه نحو الغرب و الاتجاه نحو الاتحاد الإفريقي لمحاربة " المتشددين" ؟ بعد أن كنتم ضمن المحاكم الإسلامية و تقاتلون في سبيل الله . و ما الثمن الذي قبضتموه ؟؟ انه الحكم و السلطة .
بالمقابل , ما الذي دفع حركة طالبان إلى خسارة الحكم في أفغانستان ؟؟ طبعا هم خسروا الحكم و لكن ربحوا الدين , و إن شاء الله الدنيا أيضا . و لماذا لم تساوم طالبان على الشريعة ؟ و لماذا رفضت حتى الجلوس مع الأمريكان ؟؟ مع أن قضية الحكم و إعادته لطالبان أسهل كثيرا و اقل كلفة من الذي فعلتموه , ما عليهم سوى الرضوخ لأمريكا و سيسمحون لهم أيضا بتطبيق الشريعة التي لم تذكروها أصلا في حكمكم . و لكن ما قيمة تطبيق الشريعة من دون حرية ؟؟ القضية ليست قضية شريعة أصلا , هي الحرية ثم الشريعة , لان الشريعة تحت الأسر و القيد لا تفيد و اسألوا السعودية إن شئتم !!  إذا فالمقصد هي الحرية التي أدركها الذئب , فهل ستتعلمون من الذئب ؟؟

4- نوفمبر -2012

الجمعة، 2 نوفمبر 2012

لماذا الهجوم على الحركة السلفية ؟؟



لماذا الهجوم على تيارات  السلفية ؟؟
احمد ابو فرحة

كثير من العوام و الحركات و المفكرين و السياسيين يهاجمون " السلفيين " بشراسة و يصورونهم على أنهم من العصور الحجرية و يتهمونهم بالغلو و التطرف إما في السلوك كما يهاجمون " القاعدة " أو تطرف في الفكر و جهل بالسياسة و العمالة كما يهاجمون " السلفية التقليدية " , و يستطيع أي شخص لديه القدرة على الكتابة أن يصور نفسه صاحب الحضارة الراقية و صاحب الفهم السليم و صاحب الرؤية الثاقبة و السياسة البارعة بذكر موقفين أو ثلاثة عن السلفيين بشتى تياراتهم فيبدو للعامة أن ما يكتبه صحيح .
و قد اليت على نفسي في الرد أن أكون ( موضوعيا ) جدا و لأبعد الحدود حتى يحس القارئ بقلبه قبل فكره و يعرف من هم السلفيين .

اولا : مما لا شك فيه أن كثيرا من شباب الحركة السلفية يعاني من قصور في الفهم في السلفية التي يحملها , و مما لا شك فيه أيضا أن كثيرا من السلفيين يركزون على جوانب فرعية على حساب الأصول و هذا واضح جدا و يختلف من سلفي إلى آخر و يختلف أيضا بحسب التجربة و بحسب السن . هذه نقطة نأخذها على ( شباب ) السلفيين بشتى تياراتهم .

ثانيا : أيضا مما لا شك فيه انه يؤخذ على السلفية التقليدية و على مشايخها الوقوف بجانب الظلم و مؤازرته و تحريم الخروج عليه مستدلين بآيات و أحاديث و مواقف لعلماء و أئمة و إسقاطها في غير موضعها , فيفقد الناس أصحاب الفطرة السليمة في هذا الموقف الثقة في شيء اسمه سلفيين و تلقائيا يعتقدون أنهم مرتبطين بالمخابرات و الأجهزة الأمنية و وصفهم بالجبن و حب السلطة . و هذه أيضا مع منتقدي السلفية الحق الكامل بأخذها و تسجيلها عليهم .

ثالثا : كان حتى فترة قريبة جدا , مغالاة بعض الأخوة الصادقين الجهاديين في الأعمال المادية التي يقومون بها من عمليات و تفجيرات , و حرف البوصلة نوعا ما العدو الأصلي , و طبعا الظروف تختلف من بلد إلى آخر , فليست كل البلاد أفغانستان و لا العراق , و ليست تونس كفلسطين و لا الجزائر كسوريا , بمعنى أن كثيرا من الجهاديين كانوا يريدون عكس بلدانهم مثل النموذج الذي يتمنون العيش فيه و هو " أفغانستان " , و هذا خطأ كبير و في كثير من المرات كانت الأمور تنقلب عليهم و يفوتون الفرص لإنشاء جيل كما يريدون لو أنهم صبروا قليلا .
و كثيرا أيضا من التفجيرات التي قاموا بها كانت محل شبهة و الأفضل كان لو تركوها فاستغلها خصومهم. و هذه أيضا نقطة تؤخذ على الجانب الجهادي من السلفيين و لكن اليوم بحمد الله قد تنبه لها علماء الجهادية بحكم التجربة و أصبحوا يخاطبون الناس بشكل أفضل .
هذه الأمور الرئيسية في نقد السلفيين بشتى أطيافهم , و لكن بالمقابل لنرى و بعجالة من هم خصوم السلفية الذين يظهرون بمظهر الحداثة و العقل و الحنكة ؟؟؟
1- اليساريون : أناس منكوسو الفطرة , فاشلون اجتماعيا , يسقطون دوما واقع فشلهم على النظام المعمول به , فخرجوا شيئا فشيئا عن المجتمع و تقاليده و أدبياته و دينه , فأصبحوا يفكرون بطريقة لا رادع فيها و لا روحانيات , و تبنوا نظريات افشل علماء الغرب في السياسة و الاقتصاد و الفكر الاجتماعي , إذا فهم مسوخ بشرية و قد أضعت خمسة سطور و أنا اكتب عنهم .
2- التيار الحاكم , و هم مجموعة من المنتفعين و الوصوليون قادهم الجبن و حب الذات و المصلحة إلى التملق للحاكم , و هؤلاء الناس "براغماتيون" لا مبدأ لهم , يصفقون للحاكم اليوم و يهللون له , و يسبون منتقديه , فإذا أصبح منتقدوه في الحكم , رأيناهم يطبلون و يزمرون للخصوم القديمين و أصبحوا اليوم القادة الرموز . و هؤلاء لا يستحقون مقارنتهم أيضا بالسلفيين أيا كانوا .
3- الحركات الإسلامية , و التوجهات " الإسلامية " الأخرى , فالصوفيون قطعا يكرهون السلفية لأنها حدت من انتشارهم و بدعهم و خزعبلاتهم , و بقية التيارات الإسلامية الأخرى و حتى العلمانية كانت تتهم الإسلاميين بالدروشة و الهبل بسبب الصوفية  , فإذا رأينا نقدا للسلفية اجتمع الجميع مع الصوفيين و اتفقوا ضد السلفية !!
علما أن الصوفيون على مدار التاريخ كانوا مطايا للحكام !!

و أما الحركات " المحسوبة على الإسلام زورا و بهتانا , كالأحباش و الدروز و العلويون و الاحمديون القاديانيون  فهم مرتدون , و أكيد أن من حد انتشارهم الكفري و ابرز الذين واجهوهم هم السلفيون , فالأمر طبيعي أن نراهم يكرهون السلفية و يشوهون صورتها دوما بوسائل الإعلام الغربية التي تفتحها لهم .
نأتي هنا للحركة الإسلامية الأبرز في القرن الحالي و هم " الإخوان المسلمون " و مناصروهم و مؤيدوهم , علما أن مناصري الإخوان ليسوا على قلب رجل واحد في الفكر و لا حتى العقيدة , فمنهم من هو قريب جدا للسلفية و منهم من قريب جدا لليسار !!! طبعا هذه سمة تتسم بها الحركات الحاكمة لأنهم يقدمون الولاء على الانتماء , و لذلك ترى هؤلاء المؤيدين ضد السلفية مرة واحدة في هذا الموقف السياسي للحركة , و نراهم يمدحون السلفيين في ذاك الموقف , و نراهم مرة يحذرون من الشيعة و خطرهم , و موقف آخر يمدحون الشيعة , فيصاب ابن الحركة الإسلامية " الإخوان " بمرض يشبه مرض الفصام في علم النفس , اذ انه لم يستوعب إنها المصلحة البحتة التي أدت به إلى الموقف و ليست العقيدة كما يحاول أن يبرر , و كثير من المرات , يحسم المناصر نفسه في خانة معينة و لا يستطيع أن يتقلب , فتراه يؤيد الشيعة بكل ما أوتي من قوة و يدافع عن " إيران" و " سورية الأسد " و "حزب الله" و يكون قد قرب كثيرا إلى النهج اليساري الذي سبحان الله اصبح بدوره يتاجر بهؤلاء , علما أن اليسار هاجم قديما " نظام الملالي " في إيران , و نسي بطش البعثيين به , و لكنها السياسة التي لا تمت للعقيدة بصلة , و لذلك و بعد كل هذه التناقضات مجتمعة , نجدهم كلهم يهاجمون السلفيين و بشراسة مستغلين أخطائهم و ثغراتهم , و يبقى السلفيون وحدهم من ثبت على مبدأه بنسبة عالية , لا لشيء إلا أنهم يرجعون للقرآن و السنة , فلذلك تكاد تكون الفوارق بين مواقف السلفية قليلة تجاه القضايا عبر التاريخ .

و أريد الختام بنقطتين هامتين اختم بهما بعد شرح قصير مبسط لكل ما سبق :
1- سواء اتفقت أو اختلفت مع الجهاديين م همهما حملت من فكر تسميه " مقاوم " , فاعلم أنهم هم رأس حربة الجهاد ضد الامبريالية العالمية و ضد رأس الأفعى و ضد الشيطان الأكبر (أمريكا) , سواء أنكرت أم أقررت بذلك , سواء شككت أم صححت , هذه هي الشمس التي لا يمكن أن تغطى بقشة !! و لعل 11 سبتمبر اكبر شاهد على ذلك . و إذ يحسب لحماس في فلسطين أنها من ( عملت توازن في الرعب ) ضد اليهود بعملياتها البسيطة المباركة , فان الجهاديين هم من عملوا معادلة توازن الرعب مع قوى الشر العالمية التي تحيك بالمسلمين شرا أيا كان , هم من دحروا روسيا و قاتلوها في الشيشان و أفغانستان , هم من حاربوا الاتحاد الإفريقي العميل في الصومال و في نيجيريا , هم من وقف مع أهلهم في البوسنة و الهرسك , هم من ينتصر لقضايا المسحوقين من المسلمين في شتى بقاع العالم لان منظورهم أممي و ليس وطني كما غيرهم .
2- مهما كان توجهك أيها الإسلامي أو غيره , و إن أردت الرجوع إلى أمر فقهي فانك بفطرتك ترجع إلى العلماء السلفيين , و إن أبحرت في الفقه الذي تتبعه ترى أن جله مأخوذ عن السلفية إلا الأمور التي حرفها علماء الحركات كي تتماشى مع مصالحهم , و ستجد أن الثبات سمة من سمات السلفية تفتقر إليها أنت و غيرك .
و يوما ما سينشر هذا الإسلام في كل بقاع العالم و سيدخل ان شاء الله كل بيت , و طبعا بالرجوع إلى الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة .

2- نوفمبر - 2012

الاثنين، 29 أكتوبر 2012

الثورة السورية على مفترق طرق



الثورة السورية على مفترق طرق
احمد ابو فرحة

بعد توفيق الله و مشيئته , تمكن الثوار السوريون بكافة أطيافهم و ألوانهم من ترنيخ النظام السوري و إنهاك جيشه على مدى السنتين الماضيتين , بعد أن دفع الشعب السوري ثمنا باهظا لحريته , فلا يكاد يخلوا بيت من شهيد أو من مطارد , عدا عن نوعية المجازر التي ارتكبت بحقه ضد  الأطفال و الشيوخ و النساء , و كل ذلك موثق يشهد به العالم اجمع .
و ما يميز الثورة السورية عن بقية الثورات العربية أنها إلى حد ما استغنت عن الدعم الأجنبي و طبعا هذا يعفيها من الضرائب التي كانت ستدفعها في حال أنها استعانت بالغرب , مع محاولات الغرب و خصوصا فرنسا إلى فرض بعض الشخصيات التي تعد من المعارضة على الثورة السورية الميدانية , و بحمد الله يلقى هذا رفضا من قبل الشعب السوري و اكبر دليل هو الشعار الذي أطلقه ثوار سوريا يوم الجمعة الأخيرة : ( أمريكا : ألم يشبع حقدك من دمائنا ؟ )
و هذا يدل على رفض الثورة السورية في المجمل لتدخل أمريكا رغم الكوارث التي تحل بالسوريين .

لكن , الشيء المقلق حقا هو ما بعد زوال الأسد و نظامه , لان النظام السوري زائل لا محالة و مما يدل على ذلك بعض المؤشرات التي تشير إلى تخلي حلفائه عنه شيئا فشيئا و ذلك لضعف قوته على الأرض , و لا شك أن حلفاء النظام السوري يبحثون عن مصالحهم الخاصة و المصلحة تقتضي أن لا تتاجر بتجارة خاسرة .
كما أن اكبر حلفاء سوريا و هو حزب الله اللبناني و في خبر ذكرته صحيفة ( ديلي تليجراف) البريطانية يوم 28 أكتوبر, يفكر في إعادة حساباته بشأن موقفه من النظام السوري , و هذه تعد إشارة إلى أن النظام قاب قوسين أو أدنى من السقوط .
و بعد زوال هذا النظام بمشيئة الله , يبقى للثوار على الأرض مقاليد الأمور , و هنا تكمن المشكلة القادمة !!
في استعراض سريع مختصر لأطياف المعارضة السورية الفاعلة على الأرض ,نأخذ اكبر فصيلين مقاتلين على الميدان في سوريا  :
1- الجيش السوري الحر : و هو الواجهة الإعلامية الأقوى للثورة السورية المسلحة و يضم في جله أفرادا منشقين عن جيش البعث إضافة إلى بعض الشباب الثائر ميولهم وطنية , و الجيش الحر نفسه ينقسم إلى كتائب و فرق مختلفة الاتجاهات و الفكر , لكنها تتحد ( مؤقتا ) ريثما يزول نظام الأسد , و من هذه الاتجاهات الموجودة في الجيش الحر : وطني – اخوان – سلفي – علماني – إضافة إلى شباب متحمس بدون انتماء .
2- جبهة النصرة : و هي جماعة جهادية مزكاة من قبل شيوخ الجهاد تحمل الفكر السلفي الجهادي " القاعدة " , لكنها إلى الآن غير مرتبطة تنظيميا بالقاعدة , هدفها إنشاء إمارة إسلامية في سوريا على غرار " طالبان " في أفغانستان لتطبيق الشريعة , مقاتلوها في الأغلب سوريين إضافة إلى بعض من الجهاديين القادمين من بلاد مختلفة ,و هذه الجماعة هي الأخطر على امن " إسرائيل " و دول الجوار من بين فصائل سوريا المقاتلة , و لهذا يتم دوما التحذير من تنامي هذه الجماعة و التخويف منها .
و في حين يتم تسويق الثورة السورة على أنها متمثلة بالجيش الحر بنسب اغلب العمليات الميدانية ضد جيش البعث , يتم شيطنة جبهة النصرة في الإعلام العربي و الغربي من خلال نسب أي تفجير " انتحاري " سواء أكان حقيقيا ذا هدف أو غير حقيقي لها , في إشارة إلى أن هؤلاء الجماعة هدفهم التفجير و القتل , و هذا مغلوط لان جبهة النصرة و في إصداراتها الدائمة تبين استهداف ارتال عسكرية اسدية من خلال الاشتباكات و العمليات النوعية و ليس فقط بالتفجير , و هكذا حتى تصبح هذه الجماعة عند السوريين و عند الرأي العام هي الخطر القادم بعد زوال الأسد , و للأسف ينخدع بعض المقاتلين في الثورة السورية الأحرار بهذا الكلام , و لقد رأيت بنفسي على بعض صفحات الثورة السورية على" الفيسبوك"  تحذيرات من جبهة النصرة , و هذا الأمر جد خطير .
و في برنامج (بانوراما) الذي يذاع على شاشة العربية ذات التوجه المعروف ضد الجهاديين , و بحلقة عنونت " معضلة جهاديي سوريا " , يقول السيد نعمان بن عثمان مدير مؤسسة (كويليام)
البريطانية و هو يصف نفسه بالعلماني المساند للثورة السورية : " لا بد للأطراف السورية المعارضة الجلوس مع بعضها بمن فيهم جبهة النصرة و سماع وجهة نظرها و إيجاد حل مشترك , لان جبهة النصرة و بحسب دراسات مستقلة عن ثورة سوريا هي الفصيل الأقوى على الأرض و هي التي قضت مضاجع الجيش الاسدي و أنهكته بقوة و خصوصا في حلب و دمشق و ريف دمشق و هم من يبثون الرعب في صفوف الجيش النازي الاسدي  و هم يعدون بالآلاف و لا يجوز أن يلقى عليهم تصريحات و بيانات و تقليل شأن مهما كان فكرهم و أيدلوجيتهم التي أنا ضدها " انتهى كلامه .
إذا فالمؤشرات تشير إلى انه ثم مخطط ضد جماعة النصرة في الشام بعد زوال الأسد و نوع من إنكار الجميل تجاه ما فعلوه ضد النظام , و لكن السؤال الأهم : لماذا كل هذا ؟؟
بالعودة إلى الثورة السورية بشكل عام فهي كما أسلفنا لم تحتاج الغرب و لم يكن للغرب دور يذكر في التسليح و ضرب النظام , بل على العكس حاول الغرب بكل قوته أن يبقى الأسد لكن الإرادة الشعبية كانت أقوى , فلماذا كل هذا الخوف من الجهاديين في سوريا , الجواب متشعب و يتلخص في :
1- العقيدة القتالية التي يحملها قادة الجيش الحر المنشقين عن جيش الأسد هي عقيدة ليست عقيدة إسلامية ( من ناحية القتال ) , فالذي تربى عليه الجنود السوريون عبر عشرات السنين لا يمكن أن يزول بيوم و ليلة , و كره الجماعات الجهادية و وصفها بالتكفيرية و أنها ذات أجندات خارجية , هي أفكار يحملها قادة الجيش المنشقين و كثير من الأفراد أيضا .
2- طبيعة الشعب السوري طبيعة متدينة بشكل عام و لكنها لا تميل إلى " التعصب " بالمفهوم الذي يفهمه الناس , بمعنى أن سوريا ليست أفغانستان !!
3- الحدود السورية – الصهيونية المباشرة , و هذا يقود انه لو استلم الجهاديون مقاليد الحكم في سوريا ستكون معارك مع الجيش الإسرائيلي لا محالة , و هذا بحد ذاته ليس ضمن استعدادات الثوار ( غير الجهاديين ) لأسباب كثيرة , ليس لأنهم بالضرورة مرتبطين بالغرب , إنما لفهمهم انه لن تكون قدرة على إسرائيل , و سوف تجلب الحرب الويلات للشعب السوري , و هذا استعجال في الأمور حسب وجهة نظر الكثيرين .
4- التشويه المتعمد للجهاديين في كل مكان حلوا به و عبر كافة الإذاعات و شاشات التلفزة و نسب أعمال لهم و هم بريئون منها , أو تضخيم عمل سلبي و جعله يبدو كنهج عندهم , و ليست مؤامرة الجيش المصري على جهاديي سيناء ببعيد و اتهامهم بقتل الجنود المصري , و ليست قصة الطفلة الباكستانية التي نسب إلى طالبان باكستان أنها قد أصابتها بطلق ناري لأجل أنها تريد التعليم و الحرية ببعيدة أيضا , و الحرب على الجهاديين من قبل الغرب و حتى بعض" الإسلاميين " لا تخفى على احد .

و بعد كل هذا , ما الحل بالنسبة للثورة السورية ؟؟ فالجهاديون قطعا لن يغيروا أيدلوجيتهم لأجل هذه الجهة أو تلك , و الحلم الذي تربوا عليه منذ عقود و الذي يفترض أن يكون حلم أي مسلم بإقامة دولة أو إمارة إسلامية سيتم تحقيقه بإذن الله في حال أي تمكين , بل انه ليس حلم انه فرض أمر به الله عز و جل , و الكرة الآن في ملعب الطرف الآخر من الثورة السورية , و الأحرى بهم التذكر أولا أنهم مسلمون و ليس شيئا آخر ثم فهم دينهم على النحو الصحيح , و إدراك المعادلة الربانية السهلة التي تخفى على المعظم " إن تنصروا الله ينصركم " , و نصر الله بإقامة شرعه على الأرض , بذلك تنجو سوريا من حمام دم آخر على الأبواب هم في غنى عنه , و بذلك لن يتم " صوملة " او " عرقنة " سوريا كما سيحلوا  للإعلام تسمية الأزمة اللاحقة .
الأمر خطير , و يجب على العقلاء إدراكه , و يجب على الثوار الذين ضحوا بالغالي و النفيس و تركوا الغرب و مخططاته أن لا يتم تضليلهم بتلك الطريقة و أن الحل فقط يكمن في تطبيق شرع الله , لان مهر تطبيق دين الله غالي الثمن و لا تزال الدماء تراق حتى يقضي مختصمان في أي مكان في العالم لدى قاض فيحكم بما انزل الله و لا يجدوا حرجا و يسلموا تسليما .
اللهم مكن لعبادك من تطبيق شرعك الذي ارتضيت انك القادر على كل شيء .

29 – أكتوبر – 2012

الأربعاء، 1 أغسطس 2012

سيادة الرئيس مرسي : ماذا بعد البرقية إلى بيرس ؟؟


سيادة الرئيس مرسي : ماذا بعد البرقية إلى بيرس ؟؟
احمد ابو فرحة

في ظل كفر و عمالة الحكومات العربية و" الإسلامية" , و بيعها للدين و كل القضايا المصيرية , و استئثارها بالمصالح الشخصية للمتنفذين بالحكم , أصبح من المستساغ أو من غير المستهجن تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني و مع رأس كفر العالم أمريكا , فهذا نظام مصر السابق (السابق شكليا و الحالي مضمونا ) ,قد  قدم خدمات للصهاينة و حماهم أكثر بكثير من المواطنين المصريين , و أصبح أي عمل يقوم به النظام مع إسرائيل أو أمريكا طبيعيا , فليس بعد الكفر ذنب !!
و لكن ما المختلف اليوم ؟؟ لماذا يستهجن البعض إرسال الرئيس المصري محمد مرسي برقية للرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس ؟؟
البرقية في عرف السياسة اليوم هي بروتوكولية بحتة , إذ هي رد على برقية من الرئيس الإسرائيلي لنظيره المصري يهنئه فيها بالرئاسة و بقدوم شهر رمضان , و بالتالي فمن الذوق سياسيا رد هذه الرسالة , و لكن لماذا نسلط الضوء على هذا الأمر ؟؟
لقد كانت بضاعة الإخوان المسلمين منذ نشأتهم إلى اليوم , و الشعار الذي يرفعونه هو الإسلام , و ليس أي إسلام , بل الإسلام الذي يريد إرجاع الأمجاد و الإسلام الذي يضحي , و لقد خسروا شبابهم و قادتهم في سبيل هذا الأمر , فكيف لهذه الفكرة أن تستقيم مع وجود الإخوان اليوم في الحكم و مباركة من أمريكا ؟؟
الأمر بسيط , لم يعد الإخوان كما كانوا , هذا إن أحسننا النية معهم , فاليوم الإخوان المسلمون طاغوت لا يشق له غبار , و لكن المشكلة هي إقناع الناس و المخلصين منهم في هذه المسألة , و لهذا نسلط الضوء على رسالة مرسي .
و طبعا مهما نفى الإخوان هذه الرسالة , فان إعلام العدو اصدق منهم , ببساطة لان الكافر اصدق من المنافق , و هذا يذكرني عندما كنت صغيرا و أنا أعيش في فلسطين , عندما كانت لدينا ثلاث قنوات أرضية لا غير , قناة الأردن و قناة سوريا و قناة إسرائيل , و كان الشعب الفلسطيني بأغلبه يتابعون قناة العدو , لأبسط الأسباب أن العدو ينشر ما يريد و بدون خوف ولا خشية و لا "يستحمر " الناس كما كانت تفعل القنوات الرسمية اليوم و البارحة , و لهذا بالنسبة لي فان مرسي قد بعث بالرسالة , و من قمة السذاجة القول أن إسرائيل قد لفقتها لنيل من سمعة مرسي المفترض انه يعادي إسرائيل , لكنها السياسة يا قوم في حلتها الجديدة , الكذب و التحايل .

و أرفق هنا نص برقية مرسي إلى بيرس ( مترجمة ) :
الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز
   
رئيس دولة إسرائيل

    "
لقد كان من دواعي سرورى أن أتلقى تهنئتكم بحلول شهر رمضان الكريم.. وأستغل
هذا المناسبة لتكرار سعيي لبذل الجهود لإعادة عملية السلام فى الشرق الأوسط إلى مسارها الصحيح، حتى يتسنى لنا تحقيق الأمن والاستقرار لجميع الشعوب بما فيها الشعب الإسرائيلي".".
   
محمد مرسى

   
رئيس جمهورية مصر العربية

طبعا ليس أمام الإخوان المسلمين سوى الإنكار الآن , و بعد الإنكار ستأتي مرحلة الاعتراف مع التبرير , و سيقولون : ليس بها أي شيء , لقد كان صلاح الدين يراسل ريتشارد قلب الأسد !!
و لقد كان الرسول صلى الله عليه و سلم يراسل الكفار !!

الإخوان و النموذج التركي :
اردوغان سياسيا بالنسبة للإخوان هو النموذج الذي يجب أن يحتذى , فالنسبة لهم , قام بإصلاحات كثيرة و حد من تدخل العسكر و أصبحنا نرى المحجبات بدون قيود في تركيا , و كأنهم ينسون أو يتناسون أن تركيا لا زالت اقل مكان للحريات بالنسبة للمحجبات و ما فعله اردوغان لا يذكر , و بالنسبة للعلمانية فان اردوغان هو من أسس لعلمانية الحقيقة في تركيا , و الذين يسمون بالعلمانيين من سلالة أتاتورك ليسوا علمانيين , بل فاشيين ديكتاتوريين , و بالرجوع إلى تعريف العلمانية : فصل الدين عن الدولة , نجد أن اردوغان من فصل الدين عن الدولة حقا , و الذين كانوا قبله , أقصوا الدين عن الحياة !!
و بالنسبة للمواقف السياسية , تجد في تركيا قمة الخبث و المكر و النفاق , فهذا اردوغان يستعرض في تمثيلية تافهة دور البطل الذي يرفض البقاء مع بيرس و يقوم بتمثيل دور العصبي الذي يغار على الفلسطينيين و يخرج من تلك القمة , و طبعا و لبساطة المسلمين فان الأكثر يصدقون هذا الدور , و السؤال هنا : ما الذي يجلسك مع بيرس أصلا ؟؟
و ما سر المناورات التركية الإسرائيلية التي نسمع عنها دوما ؟؟ و ماذا يفعل السفير الإسرائيلي في تركيا ؟؟ و ما حجم التبادل التجاري بين إسرائيل و تركيا ؟؟
انه النفاق بحد ذاته , و لا يحتاج إلى تأويل.
ثم إن تركيا مشاركة بوحدات من جيشها في أفغانستان , و كانت قيادة النيتو في أفغانستان قبل فترة بيد الأتراك !! فما رأي الإخوان في هذا ؟؟ أم أن الأفغان ليسوا مسلمين ؟؟

هؤلاء هم الإخوان بتدليسهم على الناس و بحججهم الواهية للإصلاح , يحالفون الغرب و يقاتلون المسلمين , انظر إلى نسخة الإخوان في الصومال شيخ شريف احمد , و انظر إلى نسختهم في العراق - المرتد طارق الهاشمي , الذي بكل عمالته لم يرض عنه الصفويون , و انظر إليهم في تونس من خلال النهضة , تجد أن لا إسلام في جعبتهم , عناوين خاوية المضمون !!
و حتى في سوريا , الإخوان ضد النظام و يقاتلون به , و الإخوان في مصر يسمحون للسفن الحربية الروسية و الصينية العبور دون إنكار حتى , و التبرير و النفي هما سيدا الموقف , و إخوان فلسطين في حماس يقفون في المنتصف من الثورة السورية , مصالح لا علاقة لها بالدين .

يا سيادة الرئيس مرسي , ستكون هذا الفترة فترة تسليط الأضواء على أفعالكم , ليس لأجلنا فنحن نعرف الإخوان منذ زمن بعيد , إنما لأجل الناس البسطاء المساكين , و لأجل من به إخلاص عندكم , و سيأتي اليوم يا سيادة الرئيس المعظم المبجل ( كما تفعل الأنظمة العربية ) من أن نوقف الكتابة , عندما سيفهم الناس أن الإخوان مثلهم مثل أي نظام عربي عميل , وقتها سيلفظكم الناس كما لفظوا من قبلكم و هي سنة الله في الأرض .

1 – آب - 2012



الأحد، 1 يوليو 2012

الاسلام في الحكم ام المسلمون في الحكم ؟


الإسلام في الحكم أم المسلمون في الحكم ؟
احمد ابو فرحة

ما يميز هذا الدين هو شموليته و تطرقه لكل قضايا المسلم , من كبيرها إلى صغيرها , فهذا الدين الحنيف تدخل بأي رجل ندخل إلى الحمام , اليمين أم اليسار , و حتى هذه القضية الصغيرة , فالذي ينكرها عن سبق إصرار و عن علم يدخل نفسه في متاهات كبيرة قد تصل به إلى بعيد , فخلاصة أمر هذا الدين , أن يعرف المسلم دينه و أحكام دينه و أصوله و يبحر في فروعه ما استطاع , فيربح إن شاء الله الدنيا و الآخرة .
و من أكثر المسائل الشائكة عند المسلمين هي قضية الحكم بما انزل الله , و التي هي فريضة على كل حاكم مسلم ارتضى دين الإسلام , و الآيات صريحة و واضحة لا تحتاج إلى كثير من الذكاء أو كثير من العلم , فأي حاكم على بلاد المسلمين لا يطبق شرع الله كائنا من كان و تحت أي ذريعة كانت و من قبل  أي جماعة يأخذ احد الأحكام التالية :
1- (( و من لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون ))
2- (( و من لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الظالمون ))
3- (( و من لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الفاسقون ))

فهذه الأحكام الثلاثة : الكفر أو الظلم أو الفسوق تنطبق على أي شخص تحكم في بلاد المسلمين و لم يطبق ما انزله الله في كتابه و ارتضى الأحكام الوضعية , مع تفصيل لا أريد أن اذكره عند العلماء باختلاف عقيدة كل حاكم و يستطيع أي مسلم الرجوع إلى كتب الفقه ليرى تفصيل هذه القضية  , المهم أن نعي هذه الأصول الهامة في الحكم الإسلامي .

قبل أيام , تمكن مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي من الفوز برئاسة مصر , و صفقت له الآلاف المؤلفة من المسلمين و فرح الملايين في العالم الإسلامي و كأن نصر الله الذي وعدنا به قد نزل , و المسألة المهمة : هل وصل المسلمون إلى الحكم ؟؟ أم وصل الإسلام إلى الحكم ؟؟ أم وصل الإخوان المسلمون إلى الحكم ؟؟
قد يقول قائل : أليس فوز مرسي على شفيق مرشح الفلول شيئا رائعا نفرح به ؟؟
لا شك في ذلك , فان محمد مرسي رجل مسلم عرف عنه الالتزام و شفيق كافر مرتد عن دين الله بمحاربته الصريحة لشرع الله , نعم و إن هناك في حكم الإخوان سيكون متسع أكثر للحريات , و قد يزدهر الوضع الاقتصادي نسبة إلى عهد مبارك , و قد يفتح المجال لجميع التيارات الإسلامية سلفية و غيرها للعمل و البناء براحة أكثر , و لكن ما علاقة كل هذا بالقضية الأساسية و هي الحكم بما انزل الله ؟؟

و لو افترضنا صدق الإخوان المسلمين في التدرج في الحكم ببطء شديد , و كل ما نراه هو فعلا نواة لشيء مستقبلي الله يعلم مداه لخلافة إسلامية كما يزعمون ( هذا إن افترضنا حسن النية) ما علاقة المسلم الموحد بأحلام و خطط لجماعة معينة بالواقع ؟؟ الذي نفهمه هو ما يجري على ارض الواقع و ليس ما يدور في مطابخ جماعة معينة , الذي لا يحكم بما انزل الله كائنا من كان يأخذ احد الأحكام الثلاثة الكفر أو الظلم أو الفسوق , هذا ما ندين به لله عز و جل .

ثم هنا و في نفس السياق اذكر الإخوان المسلمين و حماس خصوصا بذلك الأمر , عندما وقعت فتح اتفاقية سلام مع " إسرائيل " جن جنون المسلمين و الإسلاميين عموما و منها حماس , مع أن وجود السلطة الفلسطينية سمح لحماس بعهد من الاستقرار ( رغم الملاحقات و الاعتقال إلا أن الاستقرار النسبي أكثر من عهد الإدارة المدنية ) و تمكنت حماس من بناء نفسها و من جمع السلاح و من ضرب العدو و من بناء المؤسسات و المستشفيات , كل هذا لم يكن أن يتم إلا في عهد و لو بسيط من الاستقرار و هو عهد السلطة الفلسطينية , أفنسمي السلطة الفلسطينية سلطة شرعية لأنه حدث نوع من الاستقرار في عهدها ؟؟ أم أن الحكم نافذ على السلطة الفلسطينية لأنهم " علمانيين " بامتياز و لا ينطبق على غيرهم كتركيا مثلا لأنهم " إسلاميين " و لكن بنكهة علمانية , لماذا هذه الازدواجية في المعايير ؟؟
إن قضية الحرية المفتوحة للجميع بما فيها للسلفيين و غيرهم لا تغير في واقع الحكم الشرعي شيئا , سواء في تونس أو في مصر أو في ليبيا أو أي مكان دخله " الخريف العربي " , قضية الحكم بما انزل الله ثابتة لا تتغير بتغير الوجوه .

و إلى الآن لم نرى من سيادة الرئيس مرسي إلا الاستعراض , فتارة نراه يصلي الفجر !! و تارة يصلي الجمعة !! و تارة يفتح معطفه ليرينا انه لا يرتدي واقي ضد الرصاص !! و استعراضات كثيرة , و كأن ذلك كثير على مسلم . كل ما نراه أمور شخصية لا علاقة لها بالحكم , و إسقاط الأمور الشخصية على واقع الحكم لأكبر درجات السذاجة , بل هي العلمانية بأم عينها .

نهاية الأمر أن الإسلام لم يصل إلى سدة الحكم في مصر و إن وصلها المسلمون أو الإخوان المسلمون , و نحن و بعد انقطاع الوحي مأمورون بالحكم على ظاهر الأشياء و ليس على النوايا , هناك أحكام شرعية تسقط على واقع فنرى النتيجة, و هذه الأحكام  اكبر من المسلمين و من الإخوان و غيرهم .
اللهم مكن الإسلام في مصر و في سائر بلاد المسلمين.

الاول من تموز - 2012

الجمعة، 8 يونيو 2012

كم يلزم اهل السنة مذبحة لمعرفة الحق ؟


كم مذبحة تلزم أهل السنة لمعرفة الحق ؟؟
احمد ابو فرحة

و الله لا اعلم من أين ابدأ ولا أين انتهي , فلقد أصبح من الذلة بمكان عند أهل السنة أن لا يراهم أعداؤهم إلا حشرات تباد على مرأى و مسمع كل العالم , و أن يجند هؤلاء الأعداء في كل مرة من يبرر هذه المجازر الخارقة من أناس معدودين على أهل السنة زورا و بهتانا , و مما لا شك فيه , و مما يحرق القلب , و مما لا يفهم شماتة لا سمح الله , أن أهل السنة يتحملون جزئا كبيرا من هوانهم و ذلهم , و لسبب بسيط , أنهم ابتعدوا عن دينهم و غيبوه عن حياتهم , فغيبهم الله عن العزة و الكرامة , و نسوا مفتاح النصر الفعال , نسوا وعد الله الذي لا يتحقق إلا بتنفيذ المسلمين ما أمرهم به رب البرية :" إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم " , فالآية معناها أوضح من وهج الشمس في عز ظهيرة يوم من اشد أيام آب , نحن منكوبون لأننا لم ننصر الله.
و فيما يلي اسرد بعضا من نماذج هوان المسلمين السنة و اعلق بما تيسر لنرى ماذا تعلمنا من بلاء الله علينا .

1- مجازر النصيرين و الشيعة في سوريا
أن ترى طفلا رضيعا عمره ستة أشهر مذبوحا من الوريد إلى الوريد في عنقه , اعلم التالي :
1- عدو حاقد فقد بشريته و إنسانيته , مشحون بعقيدة معينة تبيح له ذلك , يرى في إجرامه تقربا لمعبوده
2- استهتار منقطع النظير بالخصم و مباركة و تأييد من قوى رئيسية مهمة  فاعلة و غض طرف مخزي ممن يفترض أن يكون حليفا و مساندا للضحايا .
هل كانت تلزم هذه المجازر حتى يعلم أهل السنة من هم الشيعة و النصيريون ؟ هل فهم الآن أهل السنة انه لا تقريب بين السنة و الشيعة ؟ هل عرف أهل السنة قيمة من كان يقف ضد الشيعة؟ هل سيصبح الزرقاوي رحمه الله رمزا لكل أهل السنة بعد كل هذه المجازر ؟ هل سيتفهمون موقفه الذي كان يقفه في العراق ؟
مجزرة الشغور , مجزرة الحولة , مجزرة القبير , و القائمة تطول , و الشرح و الوصف لم يعودا نافعين , فالصور و الفيديوهات ملأت الشبكة العنكبوتية و الأخبار و البرامج , و كل هذا ما الذي نراه من أهل السنة ؟؟
انقسام بين مؤيد لبشار و معارض له ؟؟!! أو إمساك العصا من المنتصف ؟؟!! أو استنجاد بالغرب و استجداء للمجتمع الدولي ؟؟! أو تشكيل جيش حر في سوريا لا يرفع راية الإسلام ؟؟!!
رقص و غناء و هتافات و تجمعات و مظاهرات سلمية ؟؟!! سلمية ؟؟ هل بقى مجال للسلم ؟؟
حسن نصر اللات لا زال رمزا للمقاومة و العزة عند كثير من الناس؟؟!! إيران لا زالت أملا للكثيرين عند منتسبي أهل السنة ؟؟! السعودية و قطر من أطراف دعم الثورة ؟؟! كتيبة حمد بن جاسم تشكل في سوريا ؟؟!!
اقسم بالله أني لا استطيع تفسير هذه التناقضات و التخبيصات عند هؤلاء البشر , و أسأل مرة أخرى : كم مجزرة يلزم لنفهم أن عدونا لا يرحم و انه لا سبيل لنا إلا العزة و الجهاد تحت راية نقية صافية تدعوا لتحكيم الشريعة علنا جهارا نهارا مدوية , يسمعها كل من قطن هذا العالم ؟؟
إن لم يفهم أهل السنة في سوريا هذا اليوم في أقسى ظرف يعيشونه , هل سيفهمونه لاحقا ؟؟

2- مجازر الروس في الشيشان , مئات ألوف القتلى و المشردين , نسبة النساء إلى الرجال أربعة إلى واحد , قتل و اغتصاب و تدمير , ماذا رأينا بعد ذلك كله؟؟
رأينا خالد مشعل في موسكو يرد على صحفي أمريكي يسأله : انتم مجاهدون في فلسطين و الشيشان يعدون عند المسلمين مجاهدين , ما رأيك في قضية الشيشان ؟؟ يرد مشعل ( و هو رأس من رؤوس أهل السنة ) : الشيشان شأن روسي داخلي ؟!! يا لقذارة السياسة على حساب العقيدة .
و مع كل مجازر الروس نذكر أيضا ان الشعب الشيشاني نفسه منقسم ,فمنه من هو مع المقاومة الشيشانية , و منهم أيضا وهم من أهل السنة من هم موالون للروس, فكيف سينتصر هذا الشعب ؟ هل سيدرك يوما ؟؟

3- مذابح البوسنة و الهرسك 1995
لقد فعل الصرب في البوسنة و الهرسك و هم شعب مسلم سني افاعيلا لا يفعلها إلا ذئب في شياه , معسكرات للاغتصاب تضم ألوف النساء !! بطش و تنكيل و تهجير , يعد أفظع ما حدث في القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية , و السؤال : ماذا فعل أهل البوسنة ؟؟
لم يدرك الشعب البوسني أن الغرب الكافر عدو- بعد أن كانوا يعتبرونهم أصدقاء و شركاء في الوطن ( بغياب العقيدة طبعا ) - إلا بعد كل ما سبق , فجمع البوسنيون أنفسهم و قاتلوا و هب المئات من الشباب المسلم من أنحاء العالم ليدافعوا عن دين الله و عن شرف نساء البوسنة , و الخلاصة أن الحرب انتهت بإشارة من شرطي العالم أمريكا بعد أن أحرز المسلمون تقدما , لكن دورهم انتهى , و رأينا كيف بعد سنوات تم طرد المجاهدين العرب إلى ديارهم و هم غير مرغوب بهم , لا في البوسنة حيث قاتلوا و بذلوا , و لا في أوطانهم حيث أنهم يشكلون عبئا على حكامهم , و الآن يعيش البوسنيون بنظام علماني كافر متناسين كل ما حدث معهم و لا شريعة حكمت و لا عقيدة صافية رسخت بعد أحداث جسام . فمتى سيدرك البوسنيون السنة مفتاح العزة ؟

4- مجازر فلسطين
تاريخ فلسطين حافل بالمجازر منذ قيام دويلة " المسخ" و حتى اليوم , و خلاصة القول أن اغلب الفلسطينيين يعتبرون الصراع مع اليهود صراع أراضي و حدود , و القليلون من يعتبرونه صراع عقيدة , و خطورة الأمر في صراع الحدود انه لو افترضنا جدلا أن " إسرائيل" قررت أن تحل الصراع سلميا و يوافقوا على قرار 442 و 338 لرأينا أن غالبية الفلسطينيين سيوافقون !! و سيعيش الشعبين اليهودي و العربي جنبا إلى جنب بسلام متناسين الجروح و الآهات , فمتى ستتغير قناعة الفلسطينيين السنة تجاه عدوهم ؟؟!
و بالإشارة إلى فلسطين نفسها , نذكر أن من قام بمجزرة صبرا و شاتيلا عام 1982 هم اليهود و حلفائهم حزب الكتائب اللبناني النصرانيين , و حزب الكتائب اليوم حزب له احترامه في لبنان و هو حليف لتيار المستقبل السني الأكثر انتشارا في لبنان ؟؟! أليست هذه مفارقة ؟؟ فأين دماء 3500 فلسطيني بريء أريقت بوحشية في صبرا و شاتيلا ؟؟

5- مجازر الصين في الشعب الايجوري
آلاف الضحايا المسلمين من شعب الايجور المسلمين من قبل السلطات الشيوعية الصينية , فماذا فعل المسلمون ؟؟ ترى بعض المسلمين يراهن على الصين كقوة مناهضة للولايات المتحدة الأمريكية , و ترى الصين نفسها تقف مع النصيرين العلويين ضد أهل السنة في سوريا , فهل سنقف وقفة عقائدية ضد الصين ؟؟

مذابح أهل السنة في نيجيريا , مأساة المسلمين الأذربيجانيين من الأرمن , ألوف الضحايا المسلمين من نصارى اندونيسيا , مذابح الهندوس في كشمير , مذابح المسلمين في الحبشة , مذابح المسلمين في تايلاند ,تاريخ طويل و بكاء ما عاد ينفع .

لقد آن الأوان للمسلمين أن يفيقوا من سباتهم و أن يدركوا معادلة النصر , لا نصر إلا بعقيدة سليمة صافية , لا نصر إلا بشرع الله , لا تمكين إلا بتوحيد خالص , لا مكان للأهواء , لا مكان للتخاذل , ميزان العقيدة يجب أن يزن كل أمر , من اصغر الأمور إلى أعظمها , نصرة الموحدين واجبة في كل مكان , في اليمن العنوان " أنصار الشريعة " و في الصومال "الشباب المجاهدين" و في ازواد شمال مالي " أنصار الدين " , في الشيشان " المجاهدون الأبطال" , في أفغانستان و باكستان " طالبان و القاعدة " , في نيجيريا " بوكو حرام " , العنوان في سوريا "جبهة النصرة" التي لم تتضح راية الاها في الشام , لا مكان للوطنيين و العلمانيين اليوم و لو حملوا كل السلاح , هذا زمان الغربلة , في مصر الكنانة " كل من رفع لواء الشريعة و لم يدنس في انتخابات الشرك" , لا نصرة لأصحاب أنصاف الحلول , لا نصرة لمن يتلون على حساب دينه مهما طالت لحيته و مهما قصر ثوبه و مهما بلغ علمه , هذا زمان التوحيد و لا سواه .

خذلان هذه العناوين اليوم هي خيانة للدين و إن لم تستطع نصرتها بالنفس و المال , فنصرتها بالدعاء لها بإلحاح , و أخيرا فان كل مصيبة تحل على المسلم إما اختبار و بلاء و إما تكفير ذنب , اسأل الله أن يعيد للأمة مجدها و عزها و أن ينصر الموحدين في كل مكان , انه على كل شيء قدير و بالإجابة جدير.

6 –حزيران - 2012

الأحد، 3 يونيو 2012

اليس فيكم رجل ارعن ؟


أليس فيكم رجل أرعن ؟؟
احمد ابو فرحة

عند كل شعوب الأرض و حين تقع النوازل و تقع واقعة أي مشكلة , يختلط الحابل بالنابل , يدخل إلى المعمعة السفيه و المجنون و الصائل , و وقتها تفلت الأمور و ترى كل يغني على ليلاه و بعد ذلك كله يقول قائل : أليس فيكم رجل رشيد عاقل ؟؟
لكن يبدوا أن مصر حالة استثناء في كل شيء , فالسؤال اللازم في مصر : أليس منكم رجل ارعن ؟؟ أليس عندكم مجنون ؟؟ أين ردات الفعل الفردية ؟؟ و الله من هم على بعد آلاف الأميال منكم من يتقطع قهرا على ما يجري عندكم . مهزلة وراء مهزلة , و استخفاف بعقول البشر يفوق الخيال , خيانات مشرعنة , و ثقات غير مفهومة , كيف تثق الشاه بالذئب ؟؟ حدث هذا في مصر . كيف يصبح اكبر متاجر للثورة رأس حربتها ؟؟ حدث هذا في مصر . كيف يشكو الإنسان خصمه إلى خصمه ؟؟ حدث هذا في مصر . ما هذا يا كنانة ارض الله ؟؟
ما هو الشعور حين برأت المحكمة أزلام النظام ؟؟ ما هو الشعور حين يتبرأ أبناء مبارك ؟؟ ما هو الشعور بعدم إعدام مبارك ؟؟ أليس مبارك كالقذافي ان لم يكن أفظع ؟؟ فلماذا هذا ينتهي بضرب و سحل و قتل و ذاك يتنعم بالأجهزة و المكيفات التي يحرم منها ملايين المصريين ؟؟ ألا تلاحظون أن الخلل في الشعب نفسه ؟؟

أين ما سمعناه عن الصعيد ؟؟ أين اخذ الثار ؟؟ أين البندقة ؟؟ أين غسل العار ؟؟ اعتبروا المشكلة شخصية مع النظام , كيف تسمحون لقتلة أبنائكم آن تفرج عنهم المحاكم بالبراءة ؟؟ و الأدهى أن قطاعا كبيرا من الناس و من المشايخ لا زال يرى في الجيش و في المحاكم أنها نزيهة و يحرم الكلام عليها , و الله لا يعلم المرء ما يقول !! و لولا أنها مصر , أم الدنيا كما يسميها المصريون , مفتاح عز العرب و المسلمين , لما اكترث احد , و لكن إنها مصر .

لقد ثبت في الوجه القاطع , أن الأحداث الجسام التي تمر على مصر , ليست فقط اكبر من مشايخ و قيادات الأحزاب , إنما اكبر من كل الشعب , اكبر من أكثر من 90 مليون شخص , تجلببوا العقل في غير أوانه و أضاعوا فرصة قدمت لهم على طبق من ذهب , و ليس فقط أضاعوا حكم الشريعة و حسب و إنما أيضا دماء زكية سفكت بدم بارد , ضاعت هي الأخرى , و لم نرى من المصريين في جلهم إلا المزاح و النكتة و " التريقة " و اقتطاع من مسرحية هنا و إلصاقها بواقع هنا أو هناك , و كأن الأمر مجرد لعبة . ليس هكذا تنتفض الشعوب و ليس هكذا تتحرر الأوطان و ليس هكذا يغسل العار .
و في النهاية ما ابسط التبرير , " أنت لست هنا لتحكم و ترى بعينك " , حكمة الشيوخ يجب أن تغلب على طيش الشباب , واقع مصر مختلف , سيكولوجية الشعب المصري مختلفة , نحن لسنا كأفغانستان و اليمن و غيرها , أهل مكة أدرى بشعابها , و ....
نحن لم نرى حتى ردات فعل فردية ليست ممنهجة , نحن لم نسمع عن شرطي متورط تم قتله من قبل أهالي الضحية , لم نر مبارك يرشق بالبيض و الطماطم على اقل حال ,  و الذي ضرب احمد شفيق بالحذاء و هذه حالة نادرة , رأينا كيف انه تعرض للنقد من مشايخ كبار و من صفحات الانترنت , خلاصة الأمر أن إخواننا المصريين قتلتهم حكمتهم الزائدة و أدبهم الجم و بساطتهم اللامتناهية  , و في النهاية هذا ليس مقالا ينقد بقدر ما هي غصة في القلب ترجمت على الورق , اسأل الله أن يوقظ المصريين من سباتهم و أن يرجع لهذه الأمة عزتها السليبة و مجدها المهدور , اللهم آمين

2 – حزيران - 2012


الجمعة، 25 مايو 2012

النهاية الدرامية " البطولية " لفوز الاخوان


النهاية الدرامية " البطولية " لفوز الإخوان
احمد ابو فرحة

يا لقذارة السياسة و السياسيين , يا لقساوة هذا العالم , يا لجهل الشعوب , يا لمكر الأعداء!!
هكذا هي نهاية المسرحية , الإخوان المسلمون البطل المخلص الذي توافقت عليهم جميع القوى الفاعلة " الثورية " و غيرهم , و بذلك المشهد يكون قد أسدل الستار عن أكثر المسرحيات اتقانا في عالم السياسة  , مسرحية فوز الإخوان على الفلول بصراع درامي " بطولي " , ظهر فيه الإخوان بأنهم أناس زهاد عباد لا يريدون المناصب و إنما حملوا على النزول إلى الساحة دفعا لخطر الفلول , و ظهر فيه الإخوان أيضا أصحاب الحنكة السياسية الفذة و أصحاب اتخاذ القرار المناسب في الوقت الأنسب و هم ليسوا كاذبين – ما عاذ الله – و إنما ما بان من عدم مصداقية في المواقف التي كان يراها الناس متأرجحة , إنما هي الحكمة بعينها إن لم يكن الإلهام !!!!

الإخوان قبل الثورة :
لا شك أن الإخوان عذبوا في عهد النظام السابق – الحالي , هذه لا تنكر لهم , و في سبيل أي غرض الله اعلم , ربما لله , للمنصب , للمال , الله اعلم بالنوايا , النوايا ليس بحثنا في هذا المقام , نحن نحكم على الأشياء من خلال الظاهر , و هذا ما أمرنا به الإسلام .
الإخوان قبل الثورة كانوا يدخلون الانتخابات التشريعية , راضين بالنظام الكفري في عهد مبارك , يقبلون بالفتات الذي يعطى لهم في كل دورة , و كانت أقصى نتيجة يحققونها هو حصولهم على ما يقارب 100 مقعد في مجلس الشعب مع علمهم الكامل أن الانتخابات مزورة و أن شبابهم سيعتقلون أثناء الانتخابات و بعدها و سيعذبون , و مع كل المصاعب كانوا يدخلون , و في نفس الوقت لا يعادون السلطة القائمة العداء المطلق ( من الناحية العقائدية ) , بل كانوا خصوما سياسيين , فهم من جهة الثوار الوحيدون ضد النظام , يكسبون عواطف كل الشعب و الثمن شبابهم و قياداتهم و من جهة أخرى يحافظون على شعرة معاوية مع نظام مبارك . و التصريح الشهير الذي أدلى به مرشد الإخوان ( محمد بديع ) قبل الثورة بفترة وجيزة  : " مبارك أب لكل المصريين و لا مانع من ترشح جمال في انتخابات نزيهة " , هذا قبل الثورة , فهم يعلمون انه لن تكون انتخابات نزيهة في ظل النظام , و من جهة أخرى يقصد و يبرر انه لو كانت انتخابات نزيهة و دخل جمال المعترك فان الشعب سيختار الأفضل , سياسة و دهاء , و مرحلة جمع اكبر رصيد ممكن من عواطف الشعب المصري للحظة كانت لا بد أن تكون و ها نحن نراها اليوم .

الإخوان إبان الثورة :
لم يزعم الإخوان يوما بأنهم قالوا : أننا قمنا بالثورة , و كان الإخوان في أوائل شرارات الثورة يقفون في منتصف المسافة بين جميع الأطراف , فمن جهة هم ضد تخريب مصر !! و من جهة هم ضد الظلم !! و من جهة هم مع تطبيق الإسلام !! و من جهة يرون في الدولة المدنية هي الحل !!
بعض أفرادهم شاركوا بشكل فاعل في الثورة و القيادات تنفي بشكل قاطع أنهم يشاركون في الثورة , و التبرير عادة ما يكون لأجل حنكة الإخوان ( لا نريد أن يتكالب الأعداء علينا ) , لكونهم " إسلاميين " و الغرب يخاف من حكم الإسلاميين , و لكن الذي كان يرى تصريحات الإخوان من هنا و هناك و التي كانت تقابل بغضب من بعض الأوساط الإسلامية , ما كانت إلا رسائل طمأنة للغرب للحظة التي ستأتي , و اجتماعات قادة الإخوان و القادة الغربيين طبعا لم تكن عبثية .



الإخوان بعد الثورة :
بعد الثورة و بعد حسم نزول الإخوان إلى شارع الثورة هم و السلفيين , أصبح الإخوان و بتاريخهم " النضالي " وجه الثورة المصرية الأبرز , و أصحاب الكلمة الفصل في كل شيء , فهم أصحاب العلاقات القوية مع الغرب و أصحاب الطاقة الشبابية الهائلة , و أصحاب البرنامج
( الإسلامي – العلماني ) الذي يرضي المسلمين و الغرب في آن واحد , و كانت أي محاولة ثورية لإنهاء حكم العسكر في مصر مصيرها الفشل , لعدم نزول الإخوان و أتباعهم من الناحية السياسية ( السلفيون) , و ما أحداث العباسية ببعيد , قمع الثوار بلا هوادة و قضي على آخر محاولات الثورة الحقيقة ( التي وجهتها ضد العسكر ) , و أيضا الإخوان انتصفوا المسافة , فمن جهة أدانوا العنف غير المبرر !! و من ناحية أخرى لم يقفوا الوقفة الصارمة ضد ذباحي مصر
 ( العسكر ) الوقفة التي يجب أن يقفها اكبر تجمع بشري و تنظيم سياسي في مصر , فهم شعارهم منتصف المسافة بين الجميع حتى بلوغ الغاية .

الإخوان و الانتخابات التشريعية :
هذه النقطة مهمة جدا هنا , و تبين الحجم الحقيقي أو الوزن الفعلي للقوى المصرية , و التي تفند نظرية أن ( احمد شفيق ) مرشح " الفلول" على حد الوصف , أصبح في المرتبة الثانية في الانتخابات الرئاسية  بعد محمد مرسي , وتفند نزاهة الانتخابات.
نتائج الانتخابات البرلمانية النهائية : الحرية و العدالة 46 % من مجموع الأصوات , النور السلفي 23 % , و الفلول بشتى أطيافهم لم يحصلوا على أكثر من 10 % , فسبحان الله الذي جعل الفلول ثانيا في الانتخابات الرئاسية !!
لقد لعب التشرذم بين الصف " الإسلامي" دوره و الإخوان هم السبب في هذا التشرذم , و تم تشتيت أصوات الإسلاميين  لمصلحة الفلول , و لقد كان بمقدور الإخوان دعم أبو الفتوح , فهو ليس بعيدا عنهم لا فكريا ولا عقائديا و يستطيعون احتواءه , و كان بالإمكان دعم حازم صلاح من أول الطريق , قبل الكذبة التي أبعدته عن انتخابات الرئاسة , و كان بإمكانهم أن يرشحوا مرشحهم من أول المضمار و وقتها لن يشق الصف " الإسلامي الديمقراطي" , و لكنهم كانوا يعلمون ماذا يفعلون, و كيف و متى سيتصرفون على غفلة من الناس .

بعبع " الفلول " أو فزاعة "الفلول"
في عالم السياسة , إذا أردت أن تلمع شخصا ما أو حزبا ما , فما عليك إلا أن تظهر أسوأ ما في خصمه , فكل ما برزت شيطنة الخصم , زادت الثقة في ملائكية من تدعم .
و القاعدة الأبرز في هذا السياق , أيهما أفضل : الإخوان أم النظام السابق ؟؟ سؤال يطرحه أي شخص يريد دعم الإخوان , سؤال سيسكت أي شخص لا يحب الإخوان و له تحفظات عليهم , و بالطبع فان إجابة أي ناخب ستقول : الإخوان .
السؤال هنا : هل بلغ الاستهتار بالشعب و الاستخفاف بالعقول و( استحمار) الناس , أن يسمح العسكر لأحد أفراد النظام السابق أن يمسك البلاد بعد أن احتووا آخر محركات الثورة ؟؟
قطعا لا , و أنما كان بعبع الفلول لتخويف الناس و إجبارهم مكرهين أو مختارين لانتخاب الإخوان المسلمين , و بالقطع سيفوز الإخوان في الإعادة , و ليس أي فوز , فحتى " حمدين صباحي " القومي العلماني يدعوا أنصاره لاختيار مرسي و كذلك النور , و بذلك قد تمت شرعنة استلام الإخوان لمقاليد البلاد و الكل راض , و لا ننسى أن هذا العصر هو عصر الإخوان المسلمين في شتى بقاع العالم , افسيختلف الوضع في مصر ؟؟
و إن فاز احد مرشحي الفلول في الانتخابات الرئاسية , فايضا سيكون برضى الإخوان , و سيكون الغرب قد وصل مرحلة من تسفيه الشعوب العربية و الشعب المصري خاصة مرحلة لا يمكن وصفها , و كلتا الحالتين فوز الإخوان أو فوز احمد شفيق , لا يوجد فرق بينهم لا عند الغرب الذي اخذ تطمينات من الجميع و لا عند الشعب , فحتى لو رجع شفيق لن يكون إلا واجهة عرض لنظام يريده الغرب , و الإسلام الحقيقي لن يطبق من أي طرف .
فالغرب و أذنابهم العسكر يعملون أشبه ما يكون ب ( مخطط سير العمليات ) الذي يقوم عليه أي برنامج حاسوبي , إذا نجحت الخطة (أ) فالخطوة التالية هي .. , و إن فشلت , فان خطة ( ب) تحل محلها , فان فشلت ..... و هكذا حتى يتم تحقيق مخرجات أي برنامج .

بقي أن نقول أن سنة الله ماضي في التغيير , و مشيئة الله نافذة , و لا بد من هذه المرحلة , مرحلة حكم الإخوان , فالتغيير الحقيقي يمر بمراحل كثيرة قبل الوصول إلى الحكم الإسلامي الرشيد , و لقد رسم الإخوان مخططاتهم قديما و دفعوا تكاليف هذه المرحلة مسبقا , و عقدوا الصفقات مع العسكر و مع الغرب , و هذه مسلمة لا يقبل النقاش فيها أصلا , و لكن الذي يذهل العقول هو الاستخفاف بعقول البشر و دقة إتقان إخراج هذه المسرحية , التي انتهت ببطولة الإخوان و احتواء الجميع و رضاهم .

25 – أيار - 2012