السبت، 28 يناير 2012

مشروع أمريكا الجديد ... إسلام الخمس نجوم


مشروع أمريكا الجديد ... إسلام الخمس نجوم
احمد ابو فرحة

لقد استسلم الشيطان أخيرا , بعد أن باءت كل محاولات سلخ المسلمين عن دينهم بالفشل . لقد توعد الشيطان - أخزاه الله - رب العالمين بعد طرده من الجنة فقال : " فبعزتك لأغوينهم أجمعين  إلا عبادك منهم المخلصين " (سورة ص, آية 82). و قال أيضا مخاطبا رب السماوات : "قال رب بما اغويتني لازينن لهم في الأرض و لأغوينهم أجمعين (39) إلا عبادك منهم المخلصين (40)  ( سورة الحجر )   . و قد أوفى الشيطان بوعده , و لم يترك سبيلا إلا و سلكه في إبعاد الناس عن دينهم , لبس ثوب الشيوعية و فتنهم فترة من الزمان ثم فشل , بعد ذلك لبس ثوب القومية العربية و استبد العباد و البلاد و فشل , ثم لبس ثوب الوطنية العمياء و العلمانية , و حاول أن يوهم الناس إن الدين مفصول عن السياسة , فهو لا يحارب الذي يصلي إنما يحارب الإسلام السياسي و فشل أيضا . فماذا تراه يفعل؟؟

تعد الولايات المتحدة الأمريكية نائب إبليس في الأرض , و هذا لا يحتاج إلى إثباتات , فاسأل جميع أفراد الأرض , لا تكاد تخلوا بقعة من العالم إلا و لديها ثأر مع أمريكا و جرائمها اكبر من أن تعد , و لا يقف في وجه أمريكا اليوم إلا الثلة المؤمنة ممن باعوا أرواحهم رخيصة لوجه الله , فمرغوا انفها بالتراب في يوم لا تنساه مهما طال الزمن , و أدركت الولايات المتحدة بأن عدوها صلب لا ينتهي لأنه مؤيد من رب الأرباب , صحيح انه لا يملك كل أسباب المواجهة و لكنه يملك كل إرادتها . و رأت الولايات المتحدة بأن الأنظمة الاستبدادية التي تدعمها آيلة للسقوط و لأن هناك عندهم من يحسب الأمور لبعد ما بعد , أدرك الساسة الأمريكان أن أي فراغ و أي فوضى تحدث في منطقة الشرق الأوسط ستكون لمصلحة " الإسلام المتطرف " على حد تعبيرها , فصرح الرئيس الأمريكي السابق بوش الابن قبل سنوات بأنه " سيدعم الإسلام المعتدل لمحاربة الإسلام المتطرف " , و لم ينتبه وقتها الكثيرون من سيحارب بوش بمن.

لقد أعدت الولايات المتحدة الخطة جيدا و هيأت الأسباب للمشروع الجديد , الإسلام خمس نجوم أو الإسلام المعتدل كما تحب أمريكا تسميته , ذلك الإسلام الرقيق اللطيف الذي يحب الآخر و لا يكفر أحدا ولا يكره أحدا , الإسلام الناعم الذي يحترم الجميع و الذي إذا ضربه احد على خده الأيمن يدير له الأيسر من كثرة التسامح , فهو يعمل بكل شرائع الأرض و لا فرق بين العقائد فهي كلها من السماء أو غيرها و كلها متساوية,  ذلك الإسلام الذي ليس له هوية , إنما هو إسلام شكلا لا مضمونا و لا حتى عنوانا , باختصار هو الإسلام المجرد من الجهاد و العزة و الحاكمية لله.

لا أؤمن بنظرية المؤامرة بشكل مطلق , و لا اعتبر كل منحرف عن الطريق القويم  خائنا بشكل مطلق أيضا فقد يكون جاهلا , إنما ما أؤمن به هي سنة التغير و التحول و سنة الفتنة التي يختبر الله بها عباده , قال تعالى : الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) سورة العنكبوت
كما أؤمن بسياسة الترويض التي تتبعها الحركات مع أفرادها , سواء الحركات التي تحمل عقيدة الأرض أو الحركات التي تحمل عقيدة السماء بشكل منحرف أو بشكل نظري فقط , فعقيدة الولاء و البراء تنقصهم كي يكملوا ما بدؤوه بشكل صحيح , سنة الترويض تكون عندما يسلم المرء نفسه لشيخه و يقدسه و ينظر إليه بكمالية , وقتها ما أسرع الانعطاف مع المشايخ إلى أي مكان.
لقد نسي شباب الدعوة ما قاله أبو بكر رضي الله عنه : " إن رأيتموني على الحق فأعينوني و إن رأيتم في اعوجاجا فقوموني" , رحمك الله يا أبا بكر , عز في زماننا شباب تقوم مشايخها , و أين مشايخها منك!!؟ و أي اعوجاج اكبر من دخول المجالس الشركية , و أي اعوجاج اكبر من احترام الاتفاقيات مع العدو؟؟ و كيف انطلت عليكم المبررات ؟؟! سبحانك ربي من اله!!

ستكون مرحلة الإسلام " المعتدل" أو الإسلام المرفه , هي آخر مرحلة من مراحل الشيطان لفتن الناس عن دينها الحق , فقد استنفذ ما عنده , و هي لا شك  أصعب مرحلة على المسلمين و هي مرحلة مخاض " الفسطاطين" التي بشر بها الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم , لا فسحة وقتها و لا مجال للجلوس في المنتصف , اسأل الله أن يسلم المسلمين و شبابهم و أن يهديهم إلى سواء السبيل و أن تبصر المسلمين إلى الحق , و أن تعيدهم  إلى بر الأمان , أنت القادر على كل شيء و لا حول و لا قوة إلا بك.

27 – يناير - 2012

الأنظمة العربية و الإصلاحات .... حكاية الأسد و الثعلب


الأنظمة العربية و الإصلاحات .... حكاية الأسد و الثعلب
بقلم : احمد ابو فرحة

ما أن نجحت بعض الثورات العربية في القضاء على رؤوس أنظمتها القمعية , و بعد النهايات المأساوية لبعض تلك الأنظمة , بدأنا نسمع عن قيام بعض الأنظمة و لا سيما الملكية منها بالقيام بإصلاحات داخلية و رفع من مستوى الدخل للفرد . لقد قامت السعودية مثلا برفع الأجور و وضع حد أدنى لها , و صرف رواتب حتى للعاطلين عن العمل و الشروع ببناء مساكن شعبية للفقراء و الكثير من الإصلاحات. و رأينا النظام الأردني يقوم برفع الأجور على مستوى الفرد أيضا و دعم بعض السلع الأساسية و حتى شملت الزيادة المتقاعدين , سبحان الله كم جميل هذا !! و المغرب المعروف عنه كنظام متعنت و متسلط جدا في سياساته ها هو أيضا يفتح مجالا للحريات و يقوم بالإصلاحات.
أين كان كل ذلك؟؟ سبحان الله هل اهتدوا إلى الرحمة بالناس فجأة واحدة؟؟

حكاية الأسد و الثعلب
يحكى مرة أن أسدا و ذئبا و ثعلبا ذهبوا ليصطادوا معا , فاصطادوا حمارا وحشيا و غزالا و أرنبا , وبعد ذلك ذهبوا و جلسوا تحت شجرة ليتقاسموا الغنائم , فقال الأسد للذئب : اقسم الصيد بمعرفتك . قال الذئب : المسألة يا سيدي واضحة بينة , أنت الزعيم فتأخذ الحمار الوحشي , و أنا اقل منك درجة فآخذ الغزال , و ذلك الثعلب يأخذ الأرنب. فما كاد الذئب ينهي كلامه حتى ضربه الأسد ضربة علقه فيها فوق الشجرة و الدماء تقطر منه على الأرض و مات ميتة شنيعة. ثم قال الأسد للثعلب : اقسم الصيد بمعرفتك . قال الثعلب : الأمر واضح جلي يا سيدي. هذا الصيد يقسم على النحو الآتي : الأرنب فطور لك و الحمار الوحشي تتناوله وقت الغداء و عند العشاء تتسلى بلحم الغزال فهو طري شهي. قال الأسد متعجبا للثعلب: من علمك الذكاء و الذوق ؟؟ قال الثعلب و هو مرعوب و عيناه معلقتان على الشجرة : الذي فوق!!!

و لكن هذه الأنظمة العربية المهترئة  اقل دهاءا و مكرا من الثعلب , فقد فاتهم القطار كما قال احد رموز هذه الأنظمة. و ها هو الأسد النائم قد بدأ يصحوا من غفلته , و هو لن يرحم من استبده لعقود . و ستكون نهاية كل نظام أشنع من الذي قبله , فعاقبة كل ظلم نهاية بقدر الظلم الذي فعل , و الجزاء من جنس العمل .
نسأل الله أن يخلصنا من مستبدينا و ينعم علينا بعيش تحت الراية التي ارتضاها لنا و أن ينتقم ممن ظلمنا و يهدي شباب امتنا إلى رشدهم و يحليهم بشجاعة الأسد فيبطشوا برؤوس الكفر بطشة تشفي صدور قوم مؤمنين . اللهم آمين.


22 – يناير - 2012


ضعف إخراج الدراما السورية ..اجتماعيا و سياسيا


ضعف إخراج الدراما السورية ..اجتماعيا و سياسيا
بقلم : احمد ابو فرحة

ظهر في العقدين الأخيرين انتشار واسع للدراما السورية , و كانت الأعمال الدرامية السورية تعرض على كل القنوات العربية و ذلك بحسب النقاد , لحسن الإخراج و دقته و تقريبه كثيرا من عالم الواقع , و قد أثرت الدراما السورية على المجتمعات العربية بشكل سيء , بنشر القيم الرذيلة و الحض على الاختلاط و بث السموم للمشاهدين من خلال تشويه صورة المجاهدين و تصويرهم بأنهم قتلة و مجرمون و أحيانا شواذ!! و كان للأسف الجمهور العربي يصدق كليا أو جزئيا تلك السموم , و طبعا كانت الحكومة تدعم هذا الإنتاج.

و لكن بعد الثورة السورية , و من خلال متابعة الإعلام الرسمي السوري و غير الرسمي , اكتشفنا ان الدراما السورية السياسية وصلت في انحطاطها لحد " الهبل " , فترى التلفزيون السوري الذي كان نفسه ينتج الدراما , يستهتر بالمشاهد إلى ابعد حد , إلى حد تشعر و كأنك ستتقيأ لو واصلت المشاهدة , فمرة يعرض صور تلفزيونية لبعض القتلة و المجرمين و أحيانا من " الشبيحة " , يلقنوهم كلاما على اساس انهم من المجموعات الارهابية و يدلون باعترافاتهم بطريقة تافهة للغاية و هذا كلام لا يختلف اثنين من ذوي العقول عليه .
و تستمر المهزلة , و يستمر الاستخفاف بالمشاهد , فيخرج التلفزيون السوري اعترافات لشخص يدعى " احمد علي صيطوف " يدعي بأنه كان يرسم المظاهرات السورية في تركيا عن طريق برنامج حاسوبي ثلاثي الابعاد , و يجزم هذا الشخص بأن المظاهرات التي تعرض في الجزيرة من تصميمه!!! فبالله أي حد وصل النظام السوري من الاستهتار بأرواح الناس و حتى الاستهتار بعقولهم .

هذه الاحداث كلها و تلك التفاهات دفعت الناس الى التفكير مليا في كذب وسائل الاعلام الرسمية , و اصبحت الناس تعيد حساباتها في كل فكرة اخذتها عن طريق ذلك الاعلام, و سيكتشف الناس ان اكذوبة " ممانعة و مقاومة النظام السوري " , ما هي الا دراما سورية فاشلة نجحت في ترويجها لفترة و هاي هي تنهار الان.
نأتي الان الى المهزلة الكبرى في الاعلام السوري , التفجيرات التي تحصل ايام الجمعة و تستهدف المدنيين , طبعا الاعلام السوري يريد ان يظهر بموقف الضحية , و انه يحارب الافكار الارهابية و انه حامي حمى المواطنين من بطش الارهابيين و ايضا يريد ان يتقرب من الغرب بذلك المفهوم " مكافحة الارهاب" , لكن كل ذلك لن ينفعه لان الطريقة التي يتبعها النظام في ذلك كله لا ينطلي على طفل صغير , اخراج التفجيرات و محاولة الصاقها بالقاعدة مسخرة ستؤتي ثمارا عكسية على نظام سوريا المنهار .

ان النظام السوري يحفر قبره بيده , و يضع الأسافين الأخيرة في نعشه , لان المشاهد و الجمهور العربي يكتشف زيف الأفكار التي روجتها الحكومات ضد الاسلاميين عموما و الجهاديين خصوصا , صرنا نسمع أناسا يدافعون عنهم ضد الاتهامات المفبركة , و اصبحت الحقائق واضحة , فالدراما التي شوهت صورة المجاهدين هي نفسها الان تمحو ما روجت اليه سابقا , و انكشفت الانظمة و انكشف حلفاؤها من مدعي المقاومة و سيلفظهم الناس كما ستلفظ الانظمة , و الله غالب على امره و لو كره الكافرون .

الأحد، 22 يناير 2012

يمكن لآلة الزمن أن تعمل .... بقليل من الشجاعة و كثير من الصبر


يمكن لآلة الزمن أن تعمل .... بقليل من الشجاعة و كثير من الصبر

لطالما حلم البشر باختراع آلة للزمن تعيدهم إلى نقطة معينة منه كي يغيروا حدثا جرى بما لا تشتهي سفنهم , لكن رب العالمين يقضي مشيئته و لا راد لقضائه , و لكنه أيضا قضائه من يعطي الفرصة للمصريين اليوم من تعديل المسار.

 لقد قام الشعب المصري بثورة قبل سنة تقريبا و أطاح برأس الحكم , ثورة ضحى فيها المصريون بشبابهم و أموالهم و خسروا الكثير لأجل هذه الثورة. و لكن ركب موجة الثورة من يفترض أن يشعلوها أصلا , فسرقوا الثورة و اخذوا يقسمون فتات ما يعطيه المجلس العسكري الممسك بمقاليد الحكم و الذي هو يمثل فعليا النظام الحاكم. و ما كان مبارك إلا ( فاترينة ) عرض لهذا النظام. فما إن زال حتى اقنع لصوص الثورة الشعب بأن كل النظام زال.

و رأى الشعب بأم عينيه الفرق بين أيام مبارك و أيام ما بعد مبارك , الحدود كما هي , الاتفاقيات كما هي , الضرب و السحل كما هو , إن لم يصبح أسوأ , حتى رموز النظام السابق لا زالوا يلعبون في سياسة البلد , و مهزلة محاكمة مبارك لا تنطلي على طفل صغير . لا شيء تغير سوى أن من كان بالمعارضة بالأمس أصبح الآن مبارك!!

و الذي يتبين اليوم أن الفرصة مواتية يوم الخامس و العشرين من يناير لتغيير المسار , لا زال جزء من الشارع ملتهب , أطياف سياسية متلونة اجتمعت على فكرة واحدة و هي إنهاء حكم العسكر و تسليم السلطة إلى سلطة مدنية يحكمها الشعب بشكل حقيقي و ليس مجرد ذر للرماد في العيون, فإلى الميدان يا شعب مصر العظيم.

يجب أن يستغل الإسلاميون المخلصون هذه الفرصة بوجود بعض الناس معهم و حتى بعض التيارات غير الإسلامية . لا تضيعوا الفرصة على أنفسكم لأنها لن تتكرر بهذا الزخم , و عندها سيقود الإسلاميون الحقيقيون الثورة من جديد و ستكون إن شاء الله إسلامية حقيقية و ترفع راية " لا اله إلا الله" و سيطبق الإسلام بشكل جدي لان الشعب يريده و ستزول عقبة العسكر بإذن الله.

اذكر هنا انه مهما كانت قوة الجيش , فإنها لن تستطيع الوقوف أمام إرادة الناس و سيسقط الجيش و سيخنع أمام صخرة تحديكم , و لا حساب في ذلك اليوم للضحايا , لأنه لو استمر الجيش في حكمه , ستكون الضحية شرع الله و أرواحنا جميعها فداءا لله و شرعه , اثبتوا على بركة الله  و تذكروا صمودكم العام الماضي و انجازاتكم و اعلموا أن الله غالب على أمره و لو كره الكافرون.
اختم كلامي : " إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم"
احمد أبو فرحة
20 – يناير - 2012

الجمعة، 20 يناير 2012

الفرق بين مساوئ الإخوان المسلمين اليوم و مساوئهم في الأمس!!


الفرق بين مساوئ الإخوان المسلمين اليوم و مساوئهم في الأمس!!
بقلم : احمد ابو فرحة

كي اكون منصفا , ان اشهد بالحق , فلا ينكر فضل الإخوان المسلمين على الشعوب العربية في فترة من الفترات , حيث كانوا تقريبا هم الحاملين الوحيدين لراية الإسلام , بغض النظر عن كيفية حمله. , و لكنهم كانوا يحملونها حيث لم يكن احد يجرؤ ان يحملها.
لكن هذا لا يعني ان حسناتهم هذه لا يمكن ان تذهب هباءا منثورا في جيلهم هذا , فالآن أصبحت  دراسة العقيدة و الإسلام الحق أيسر شيء يمكن دراسته لكثرة المشايخ و الوعاظ في هذا الزمان و انتشار النت و وسائل الاتصالات بشكل عام.
ان اردنا ان نحصي مخالفات الاخوان الشرعية و اعمالهم الشركية و تمييعاتهم لدين محمد صلى الله عليه و سلم , فاننا سنحتاج اى ثلثي ورق الارض كي نكتبها و نرد عليها , فلم يتركوا شبهة الا و دخلوها , لم يتركوا باب للشيطان الا و طرقوه , ما تركوا سبيلا لتغيير الدين الا و سلكوه.
لكن الفرق الكبير الان , اننا كنا نقول يفعلون هذا من باب انهم مستضعفون , و نبرر لهم لا لشيء الا لأننا نريد ان نشعر بأخوة معهم , فنسكت اكثر مما نرد عن تخبيصاتهم لاجل اننا كلنا كنا مستضعفين.
و لكن الان الوضع مختلف تماما , الفرق بين الوضع القديم و الجديد كالفرق بين السماوات و الارض , هم الان اقويا , الان نحن في زمان الكل يعبر عن رأيه و لا خوف , نحن رأينا كيف ان مئات المسلمين احتجوا على استشهاد الشيخ اسامة بن لادن في عقر دار بريطانيا و امريكا , و لم يتعرض لهم احد لانه تعبير عن الرأي.
لقد سقطت اخر وريقة توت عن الاخوان , و اكتشفنا ان فكرهم المائع العلماني هذا ليس لانهم مستضعفون , انما هو فيروس فكري انتشر في عقولهم و لوثة قذرة تقودهم الى التفكير بطريقة يستحي ان يفكر بها العلماني , فو الله بعض العلمانيين يرتكبون الحرام و لا يتجرؤون ان يقولوا انه حلال , و لكن هؤلاء يلبسون الحق بالباطل عن سبق اصرار و ترصد , و يأتون بدين جديد , دين ديمقراطي , اقسم بفاطر السماء لا يمت لدين العزة , لدين محمد بشيء , انما دينهم زينوه بالاسلام, و هنا انا لا اكفر احدا منهم و لا اكفر فكرهم , لانهم قد يعذرون بالجهل , و لكن من يصر فله حكم مختلف .
الاخوان المسلمون الان هم طاغوت العرب الجديد , طاغوت يربي اللحية و يلبس الحجاب , و يتكلم كالمسلمين .
اللهم يا رب العالمين عليك بمن حاد عن دينك , و تب على من له قلب مخلص و ارشده الى سواء السبيل , اللهم امين امين

احمد ابو فرحة
22 – تشرين اول - 2011

ثقافة المباريات في قضايا الأمة الكبرى!!


ثقافة المباريات في قضايا الأمة الكبرى!!

في عالم الرياضة , يلعب فريقان على ارض الملعب , يتنافسان لإحراز بطولة معينة , و يأتي من فوقهم المستثمرون في ذلك النادي أو ذاك يتنافسون من خلال نواديهم على الأرباح التي قد تصل إلى الملايين , و يأتي تحت... طرف اللاعبين , الجمهور المتفرج الذي يحدد الفريق الذي يشجعه من خلال حبه للاعب معين أو أي سبب خاضع للهوى الذاتي. فترى الناس في المباريات ينقسمون إلى طرفين , و ليس بالضرورة أن يكون ناديك الذي تشجعه الآن في المباريات هو ناديك المفضل , إنما ممكن أن يكون نكاية في خصمك من الفريق الآخر , أو لثأر قديم مع ناديك , أو أي سبب آخر. كل ذلك مقبول في عالم الرياضة لأنه عالم قائم أصلا على السخافة و السفاهة أو في أحسن أحواله قائم على التسلية.

لكن ذلك العالم للأسف , و تلك الثقافة بالتحديد نجدها عند المسلمين في الأحداث الكبرى و الحروب , تجدهم مقسومين دائما بين مؤيد و معارض. الحقيقة أن هذا الأمر جلل , لان الميزان الذي يدفع العامة للوقوف هنا او هناك ليس ميزان الشرع.

دعنا نضرب الأمثلة كي نستوضح الأمر جيدا , في حرب الكيان الصهيوني مع حزب الله اللبناني , غالبية الناس العوام وقفوا قلبا و قالبا مع حزب الله الشيعي , و بعض آخر من الناس وقف ضد حزب الله الشيعي!! و أعلن انه ضده ( و لم يصرح بأنه مع الطرف الآخر أي الكيان الصهيوني) , فأين الحق؟؟
لنضع النقاط على الحروف أولا: دولة اليهود دولة محاربة للإسلام باطشة بأهله و هذا لا غبار عليه , و حزب الله حزب شيعي , نعتقد نحن السنة بكفر أئمة الشيعة و عماماتهم ( أي أصحاب العمائم ) و لا نكفر الشيعي العامي لمجرد انه شيعي حتى يتبين انه يحمل ضلالاتهم و يعتقد بمعتقدهم . أضف إلى ذلك فان دولة اليهود باغية و الشيعة ( كشعب ) قوم مستضعفون مقارنة مع دولة اليهود , ففي هذه الحال لا يجوز لك كمسلم الوقوف مع الكيان الصهيوني بأي شكل لان هذا من الكفر , و لا يجوز لك أن تقف مع حزب الله علانية و بصراحة لان عمائمهم كافرة و لهم أجندات شيعية لا تخفى على احد , و لا يجوز لك أن تقف ضد عوام الشيعة لأنهم مستضعفون و ليسوا كفارا بالعين( أي كل فرد كافر مطلقا ) , إذا فما الحل ؟؟ الحل أخي أن تصمت , لان في صمتك خير , و إن وقوفك مع أي طرف هو شهادة له , و انك توافق جل تصرفاته , مع العلم أن الميل القلبي يختلف عن التصريح في هذه الحال من الضبابية , فانا كمسلم أحب أن يضرب الكيان الصهيوني من أي طرف و لا أحب الظلم حتى لعوام الشيعة , لكن المسألة معقدة و الذي ينتبه لهذا الأمر قليلون.
أتذكر هنا موقفا أضحكني عندما سئل رجل دين يقال له علامة : ما هو التأصيل الشرعي من وقوفك بالكامل مع حزب الله و هم من الشيعة , فأجاب فضيلته : ( عندنا إحنا المصريين متل بيئوول أنا و اخويا على ابن عمي و أنا و ابن عمي على الغريب ) !! يا له من تأصيل شرعي رائع ,أين ميزان الشرع يا شيخ ؟؟ فعلا لا يخرج هذا الكلام الشرعي البحت إلا من عالم علامة حبر فهامة!!
و الأفضل هنا في هذا الضباب أن تقول الشرع و لا تقف مع احد , فيسجل الموقف عليك.
كذلك الحال مع أمريكا و إيران , فحالها حال حزب الله و إسرائيل.

مثال آخر: الثورة الليبية ضد الطاغية معمر القذافي , هناك طرفان , طرف طاغية غني عن التعريف في جرمه و كفره و بطشه , و طرف آخر و هي الثورة غير المحددة الراية تتعاون مع الحلف الأمريكي الأوروبي , ولا يشك احد عاقل بأن للكفار الأمريكان و الأوروبيين مآرب من وقوفهم مع الثوار , فما الحل؟؟ مع أي جهة أقف؟؟
الأصل لي كمسلم أن أحارب الظلم و الطغيان لكن بشرط أن تكون رايتي و غايتي لإعلاء كلمة الله , و إلا فما الفائدة من القتال , فان وقفت مع الطاغية فهذا يعني أنني موافق لجل ما يفعل و اكسب إثمه و قد أصبح من أعوان الطاغوت , و إن وقفت مع النيتو و الثوار الذين لا تتضح رايتهم فإنني على خطأ أيضا , فالحل أن اصمت أفضل لي.
قد يقول البعض: ألا يجب الوقوف مع الثوار؟؟ طبعا يسأل و كله حيرة . نعم أخي , إذا أردت أن تحرض على القتال فحرض على القتال على أصوله لأنك بذلك ستساهم في قيام كيان طاغوتي آخر , إذا كان الأساسات مهترئة فسيهدم البنيان سريعا , و عليك بالموقف الشرعي , ضد معمر و ضد الناتو !!!

مثال آخر : في الحالة المصرية إطراف و ليس طرف أو طرفين , طرف الإخوان و السلفية و طرف العلمانيين , هؤلاء ضمن لعبة الانتخابات , و طرف علماني آخر في ميدان التحرير رايته غير إسلامية , فمع من أقف؟؟ الحل أخي بأن لا تقف مع احد في هذه الحالة بغض النظر عن ميلك القلبي الذي هو مع الإسلام , لان وقوفك مع الإخوان أو السلفية في هذه الحال يعني انك رضيت بالديمقراطية الكفرية و انك ضمنيا توافق على كل ما يقوله الإخوان و السلفية , و الأدهى انه عندما تكتشف بعد فترة مثلا أنهم لم يطبقوا شريعة و أن النظام الذي سيقيمونه علماني أيضا , ستكتشف انك قد ساهمت في قيام كيان غير إسلامي و لو برأيك .
الحل أخي أن تصمت , فالصمت حل حيث تنعدم الحلول , و للأسف نرى أناسا ينطقون في وقت لزوم الصمت و نرى أناسا آخرين يصمتون وقت الكلام , لان العقيدة و الدين ليستا المقياس عند الأغلب , و تلك هي المشكلة.
كذلك الأمر في الثورة السورية , طرف طاغية و طرف ثائر مظلوم مسحوق مستضعف و لكن للأسف غير واضح الراية , فان لم يرفع الثوار السوريون راية الإسلام في أقسى وقت يمر عليه , إن لم يرفع السوريون راية الإسلام في الوقت الذي يموت فيه كل يوم 30 شخص أو يزيد , لا يرفع الثوار السوريون راية الإسلام في لحظات قد كسروا فيها قيدهم و يصرحون بكل شيء , يشتمون النظام و رأسه , إن لم يرفع السوريون راية الإسلام في كل ما سبق , متى سيرفعونها إذا؟؟ وقت الرخاء؟؟
لست مكلفا أيها المسلم بما هو فوق طاقتك , و لست مكلفا بالنتائج فالنتائج على رب العالمين , إنما أنت مكلف بتحكيم شريعة الرحمن في كل شيء , حتى رأيك و وجهتك السياسية , و مكلف أيضا بالدعاء للمسلمين عامة و المجاهدين المخلصين خاصة , هذا إن كنت ضعيفا لا تقوى على التغيير بيدك ,و لست أخي مجبرا على أنصاف الحلول أيا كانت , فأنصاف الحلول تقود إلى المهانة و التنازل عن الدين.
قال الله تعالى : ( فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر)
و قال : ( فذكر إن نفعت الذكرى , سيذكر من يخشى )
و قال سبحانه : ( فذكر إنما الذكرى تنفع المؤمنين )
و قال صلى الله عليه و سلم : ( من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت )
أخوكم : احمد أبو فرحة
24 – ديسمبر -  2011
ملاحظة : كتب هذا المقال قبل وجود جبهة النصرة في سوريا , اذ لم يكن هناك راية و عقيدة واضحين

إسلاميو مصر .... في بلاد العجائب


إسلاميو مصر .... في بلاد العجائب




                                                                  بقلم : احمد ابو فرحة
يذكرنا العنوان بتلك الرواية الشهيرة التي تتحدث عن الطفلة " اليس " الصغيرة التي تعيش في عالم وردي جميل , عالم طفولي بامتياز , تبني عليه آمالها و أحلامها , و في اغلب المرات لا تكاد تفرق بين عالم الخيال و عالم الواقع .
طبعا هذا لطفلة صغيرة تفكيرها محدود مقبول , أما إن استمر الطفل بعد ما يكبر و يشب على نفس نمط التفكير فانه ينتقل من حالة الخيال الجميل إلى حالة المرض النفسي العضال , حيث يكون لا مسؤولا و لا يستطيع احد الاعتماد عليه في شيء.

و إذا دققنا النظر في حالة إسلاميي مصر , و اعني الأفراد و ليس القادة الدهاقنة  الذين يفسدون و يضلون عن علم , فإننا نرى واقعا مماثلا لهؤلاء الإسلاميين من عدم المسؤولية و الأنوثة في التفكير و أحلام الطفولة.
تجدهم مفتونين بشيوخهم لحد كبير قد يصل إلى التقديس , فكل ما يقوله المشايخ هو عين الصواب و لا يقبل الانتقاد حتى , متناسين بأنهم ك "سلفية " أو حتى أفراد من الإخوان الذين تعلموا العلم , يتناسون بأنهم أصحاب الدليل , و يستطيعون فهم الواقع بعيونهم و قلوبهم و ليس بعيون الآخرين.

 يحلمون بالدولة المصرية " الإسلامية " التي تطبق الشريعة , بعد أن انتهت الثورة بسلام و زال الطاغية , و الحمد لله الخسائر قليلة , و ها نحن سنخوض الانتخابات , حتى و لو اعتبرناها شركا في الماضي , فهي وسيلة لبناء مستقبل مصر الإسلامي!! و ها هو الجيش الذي حمى الثورة , و اصطف مع الشعب سيسلمنا مقاليد الحكم لنحكم بالشريعة بعد الانتخابات التي فزنا فيها و سحقنا العلمانيين, بغض النظر مما يقوله قادة الجيش بأن البرلمان الجديد لن يكون له صلاحيات مطلقة لإنشاء الدستور , هذا ليس مهما , المهم انه سيسلمنا الحكم بعد الانتخابات بطريقة سلمية!!

 و طبعا ستكون الحرية مفتوحة للجميع في المستقبل الوردي و سندعو للإسلام بطريقة ديمقراطية سلمية , و ليس مهما شأن أخواتنا اللواتي اسلمن بعد النصرانية و هن الآن يقبعن في زنازين الكنائس و نحن لم و لن نستطيع تحريك أي ساكن لأننا اضعف من الوهن , هذا كله ليس مهما , المهم سيكون هناك حرية في مستقبل مصر الجديد, مصر الإسلامية.

و إسرائيل و ما أدراك ما إسرائيل , تلك عدوتنا سنحاربها بكل ما يؤتينا الله من قوة , و لكن لسنا نحن , فالجيش العربي المصري الإسلامي الأبي , و بعد أن نطبق الشريعة سنأمره في المستقبل البعيد أو القريب لتحرير بلادنا فلسطين و بيت المقدس , و إن ظهرت من الجيش تصريحات أو من قادتنا بشأن احترام اتفاقية كامب ديفيد و حماية مصالح مصر الإستراتيجية.  و مهما فعل الجيش بالمتظاهرين من تنكيل و تسحيل للفتيات و إيذاء هذا ليس مهما , فالجيش بإذن الله إسلامي. أي فتاة يسحلها الجيش و بدت عورتها, فالحق عليها , لو لبست أكثر لما بان شيء , و ما ينزلها أصلا إلى الشارع ؟؟ حرام خروج المرأة من بيتها!!! كل تلك الأمور سفاسف , فلنتغاضاها ,  المهم أن نحلم و نستمر في حلمنا.

و بعد ذلك سيزدهر الاقتصاد المصري بإذن الله , و ها هم مشايخنا وضعوا خططا اقتصادية رهيبة لتحسين الاقتصاد و زيادة الدخل , و سيكون هناك سياحة " دينية" , و سنزيد من ثمن الغاز المصدر إلى عدونا , فهيهات هيهات أن يعود الزمان الذي كنا  فيه أضحوكة , و غير ذلك من الخطط الجميلة , و طبعا أمريكا ليس لها أي شأن في مصر , و ليس لها أي وجود و لا أي ذراع في بلدنا و لن تؤثر شيئا , يا الله كم ستكون الحياة جميلة .

هل بهذه الأحلام الطفولية ستقام دولة الإسلام؟؟؟ أين فهمكم للواقع ؟؟ متى ستدركون أن ما حصل ليس ثورة كاملة؟؟ متى ستعرفون أن الجيش حمى نفسه و لم يحم الثورة؟؟ هل ستدركون أن من قام بالثورة ليس انتم , بل ركبتم موجتها بعد سبات عميق و خوف و جبن ؟؟ متى ستعلمون أن الحل سهل؟؟
 الحل بأن تفكروا كرجال و ليس كأطفال , لان نجاح الثورة و لو بشكلها المنقوص هذا , قام بلحظة رجولة واحدة , لحظة قرر فيها الشعب أن ينهي مبارك , و صمد و انتهى . ألن تكون هناك لحظة رجولة أخرى لإيقاف الجيش عند حده و إجباره فعلا على الخضوع لكم ؟؟

الأمر بسيط , و الحل بسيط , الحل بوقفة رجولية صلبة ينهي فيها الشعب ما بدأه , و يحد من هذه المهزلة التي قادت بإسلاميي مصر إلى الخنوع مرة أخرى , بعد أن كسروا الجبن الذي عاشوه عقودا, و ها هو يرجع مرة أخرى عن طريق "الأحبار" .
نسأل الله الهداية و التوفيق لشباب الأمة , و نسأل الله أن ينضج عقولهم , و يكسر خوفهم , و يحررهم من قيود قادة الاستسلام , انه القادر على ذلك.
قال تعالى : " إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم"

15 – 1 - 2012

القرضاوي من " فقه الغناء و الموسيقى " الى " فقه الكنائس"


القرضاوي من " فقه الغناء و الموسيقى " إلى "فقه الكنائس "

أتردد كثيرا قبل أن اكتب عن شيخ معين أو فقيه معين , و ذلك لمحدودية علمي الشرعي و حساسية ردة أفعال أتباع هذا الشيخ أو ذاك , فأحيانا كثيرة و بسبب التعصب الأعمى يزيد من اندفاع مطموسي القلوب نحو مشايخهم عندما يرون أحدا ينتقدهم و يجاوبون باستعلاء و بطريقة قذافية تهكمية : من أنت؟؟؟؟ من أنت حتى تتكلم عن الشيخ , و يقولون بعض المرات عبارات جارحة ك " لا يضير السحاب نباح الكلاب " , فقط لأنك انتقدت شيخهم!!

و لكن الحق أبلج و الباطل لجلج , و المسلم يذود عن دينه حتى من الذين يفترض أن يحرسوه , فهذا الدين اسما من المشايخ و الأتباع و الحركات و أي نهج , و هناك مسلمات , ينبغي لأي شخص اخترقها مهما بلغ علمه أن يوضع عند حده , حتى يبرئ المسلم ذمته أمام رب الأرباب.

اختلف الفقهاء قديما و حديثا, قليلا و كثيرا , و لم نسمع عن أي فقيه أن آراءه تطابقت بالكلية مع فقيه معتمد آخر أو مع إجماع الأمة , هذا طبيعي فالاختلاف سنة و الأفهام متفاوتة , لكن يبقى الفقيه يجتهد في أمور ليس فيها نصوص قطعية , و إن اجتهد فأصاب فله أجران و إن اخطأ " سهوا لا عمدا " فله اجر واحد.

أما عن حالة الشيخ القرضاوي فإنها مختلفة كثيرا لا قليلا , فالقرضاوي خالف إجماع السلف في كثير من المواطن , و المشكلة ليس فقط انه خالف , بل انه جعل لهذا الاختلاف فقه!!!!

عندنا في منهج السلف مثلا أن الموسيقى حرام بالإجماع , و شذ عن القاعدة قليل جدا من الفقهاء كابن حزم الذي أباحها بشروط , فتبقى مسألة إجماع حرمة الموسيقى متفق عليها باستثناء فلان مثلا الذي قال كذا و كذا .
القرضاوي لم يكتف بقول أن الموسيقى حلال و رد كثيرا على المخالفين , اقصد مخالفيه باستعلاء و ادعاء للحضارة و فهم الواقع إلى أن وصل الحد به إلى تأليف كتاب " فقه الغناء و الموسيقى " , الذي وصل عدد صفحاته أكثر من 250 , و الخطير في الأمر أن القرضاوي نقل مسألة الخلاف في الموسيقى إلى أن جعلها فقها قائما بذاته في أدبياته , فيتبادر إلى ذهن أتباعه بأن الموسيقى ضرورة للمسلم , الفقه في الشيء يعني ضرورته في حياة المسلم , و يصبح هذا المقلد الأعمى لا يرى إلا ما يراه القرضاوي و يعتقد أنها مسلمة , فالأمر خطير و يجب الانتباه له.

و لنعرج إلى قضية اخطر من الموسيقى , القرضاوي يعده الكثيرون فقيها ثائرا له صولاته و جولاته ضد الطواغيت , و الحق يقال أن القرضاوي اليوم يختلف عن القرضاوي قديما , فالقرضاوي قديما ساهم في الدعوة بشكل ايجابي و كان منارة للكثيرين إلا أن سنة التغيير و التبديل نالت من الشيخ , كما نالت أيضا من أتباعه . القرضاوي في فتوى عجيبة له , يرد عليها ليس أنا فقط , إنما اصغر طفل يحب هذا الدين , في بداية الحرب على أفغانستان و عندما سأله مسلمون يعيشون في أمريكا يخدمون في الجيش الأمريكي : ماذا نفعل عندما نذهب إلى أفغانستان ؟ فرد الفقيه و هو أنصار الدولة المدنية و المواطنة: بما أنكم مواطنون أمريكيون و مهنتكم الجندية , عليكم أن تمتثلوا لأوامر القادة , و بما أنكم مسلمون و الأفغان مسلمون عليكم التفريق بين من هو مقاتل و من هو مدني!! و أنصحكم بان لا تكونوا في المقدمة , بل اشتغلوا كطباخين آو مساعدين لا مقاتلين خوفا من الحرج !!!
طبعا الرد للقارئ و ليس لي أو لغيري مع أن الكثيرين ردوا , فاستحق شيخنا بكل فخر لقب " فقيه المارينز " .
طبعا فهمه للوسطية هذا , و الوسطية منه و من أتباعه براء , قاده إلى مثل هذه الألقاب , و لا زال أنصاره يدافعون عن تلك المسلمة!!

قضية أخرى جديدة لا بد من التطرق إليها , و هي فتواه بجواز تهنئة النصارى بأعيادهم و الذهاب إلى الكنيسة , و كالعادة لا تخلو فتوى " العلامة" كما يطلقون عليه من تجريح و استهزاء بالعلماء , فقد تخطى العلامة موضوع الاختلاف مع انه ليس واردا أصلا في هذه المسألة إلى مرحلة الاستهزاء بالمخالفين . يقول فضيلته في نص فتواه : "هو الذي جعلني أخالف شيخ الإسلام ابن تيمية في تحريمه تهنئة النصارى وغيرهم بأعيادهم، وأجيز ذلك إذا كانوا مسالمين للمسلمين، وخصوصا من كان بينه وبين المسلم صلة خاصة، كالأقارب والجيران في المسكن، والزملاء"
و في هذه النقطة نرد على الشيخ بنفس أسلوب أتباعه , من أنت حتى تقول انك تخالف شيخ الإسلام؟؟؟ هل وصل بك الحد إلى ابن تيمية ؟؟
ثم يكمل الشيخ قائلا متهكما : " إن كثيرا من المشايخ أو العلماء، يعيشون في الكتب، ولا يعيشون في الواقع، بل هم غائبون عن فقه الواقع، أو قل: فقه الواقع غائب عنهم، لأنهم لم يقرؤوا كتاب الحياة، كما قرؤوا كتب الأقدمين. ولهذا تأتي فتواهم، وكأنها خارجة من المقابر!! "
نقول للشيخ : الكتب التي تتحدث عنها و التي يعيش بها مخالفوك , هي من حفظت هذا الدين بإرادة رب العالمين , هذه الكتب التي ردت كيد الزنادقة قديما و حديثا و منها تعلمنا و حضرتك الفقه , و تقول الواقع و تتذرع دائما بالواقع , ما دخل الواقع بأمور العقائد ؟؟؟ العقيدة ثابتة بتغير الواقع , و بعد ذلك تقول " كتاب الحياة " , أي حياة و أي كتاب تتحدث , حياة الغرب الذي فتنت به ؟؟ أم الحياة بين أحضان الطواغيت ؟؟ أم الحياة الجميلة بجانب قاعدة السيلية ؟؟! لقد شطحت يا شيخ و شطح أنصارك . ثم تقول : كأنها خارجة من المقابر , تقصد الأموات في المقابر , تقصد ابن حنبل و الشافعي و الحسن البصري و ابن تيمية و ابن قدامة و غيرهم . هذه المقابر التي تتحدث عنها يا شيخ هي حياتنا , تلك أمهات الكتب هي دليلنا بعد الكتاب و السنة , أولئك الذين تخالفهم و تتهكم عليهم هم قدوتنا و ليس الذين يصافحون النساء و يستمعون لام كلثوم و يحتفلون بأعياد الميلاد بعد الثمانين , أولئك قدوتنا و سيرهم مفخرة لنا و لكل المسلمين و هم اسما من أن يلمزهم احد .
خلاصة القول , اتق الله يا شيخ أنت و أتباعك , و إن هذا الدين سينتشر بإذن الله في شتى بقاع المعمورة و سيدخل كل بيت , بعز عزيز أو ذل ذليل , و سيكون انتشاره ليس بالأفهام السقيمة المتردية , إنما بفهم سلف الأمة النقي , بفهم من هم بالمقابر , و كل تلك السحب التي تحاول أن تغطي سماء فقهائنا ستزول بإذن الله و سيفضحها الله , انه القادر على كل شيء , اللهم اهد شبابنا إلى دينك و أصلح حالهم و تب على ضالهم , اللهم آمين آمين.

احمد أبو فرحة
18 – يناير - 2012