الخميس، 4 ديسمبر 2014

قصة قصيرة - الخفاش




                                                               قصة قصيرة - الخفاش
                                                   بقلم : احمد ابو فرحة

اراد الخفاش يوما تصنيف نفسه بين خليقة الله , بين طائر او بين حيوان , كون الخفاش يطير لكنه يلد ولادة و يشبه الفأر . احتار الخفاش في امر نفسه و اخذ يفكر ثم يفكر .
و بافتراض ان الطيور عالم جميل و رائع ( عالم الخير ) , الا انه يحتوي انواعا و الوانا شتى من المخلوقات . فمن الطيور ما هو شامخ ابي كالنسر و الصقر , لا يموتون الا و هم يطيرون , و هنالك مثلا الدجاجة , و هي طائر ايضا . الا انها تعد ضمن الخير , فلا تؤذي احدا و تنتج البيض . و هنالك الحمامة و اليمامة و العصافير المغردة الجميلة . اذا , فعالم الطيور ليس واحدا .
و هنالك ايضا عالم الحيوانات الشرس المفترس , يقوم على شريعة الغاب , يسود القوي و يفنى الضعيف و البقاء للاقوى . عالم مليء بالقتل و الذبح و الاعتمادية على لحوم الاخرين . لا مبادئ في عالم الحيوان . و بافتراض آخر فان عالم الحيوان هو عالم الشر .
و بعد تفكير ملي , وجد الخفاش في عالم الحيوان ما يوافق غريزته , برغم انه كان معدودا اصلا على الطيور , و لانه اختار عالم الحيوان , صار يطعن في عالم الطيور , فيقول تارة بأنه لا يقبل ان يعد مع الدجاج , و تارة اخرى يتهم النسر بالذبح و القتل , و لا يعجبه شكل الحسون و لا صوته . و لا هم للخفاش الا ان يطعن في عالم الطيور , و يمجد عالم الحيوانات الذي لن يرضى عنه - كون الخفاش له اجنحة , فهو بالنسبة لعالم الحيوان طائر , مهما مجدهم و لن يرضوا عنه حتى يخلع اجنحته و هذا صعب عليه .
المهم ان الخفاش هذا منافق , فلا الطيور تحبه و لا يحبها , و لا الحيوانات ترضى عنه , فتراه يعيش وحيدا في كهفه باسراب . و الغريب ايضا ان الخفافيش تكاثرت بكثرة هذه الايام , و باتت الخفافيش تخرج ليلا و نهارا , يسمع كلامها سرا و جهارا !!
و هذه هي قصة الخفاش , فهو لا الى اولئك و لا الى اولئك , منبوذ و ان تواجد , لا يستطيع العيش الا في اسراب لتهون على بعضها البعض .