الخميس، 7 مايو 2015

تعليقا على تكفير مشايخ السفلية الجهادية لحكومة حماس

الاخوة الكرام , لي بعض التعليقات على موضوع ان بعض مشايخ السلفية الجهادية كالشيخ ابو محمد المقدسي و الشيخ هاني السباعي كفروا حكومات الاسلاميين التي لم تحكم شرع الله و بالذات - حكومة حماس
اولا لا بد من توضيح انني انا العبد الفقير اخالف المشايخ الكرام في هذه الفتاوي و اعتبر الاسلاميين عموما ما خرجوا و عذبوا في السجون و ما قاموا على دعواتهم الا لخدمة هذا الدين , فمنهم من اصاب و منهم من اخطأ و منهم من ضل و منهم من دخل بدماء المسلمين عن قصد او غير قصد , و كل الاسلاميين يخطؤون و يصيبون و لهم ما لهم و عليهم ما عليهم , و تختلف درجات خطأهم من حادثة لاخرى و من منطقة لاخرى , و من اجتهاد لآخر و من بدعة لاخرى و انهم قد يرتكبون محرمات كبرى , لكن بالمجمل هم مسلمون اخوة
و لا يخلو امر الاسلاميين من خطأ فادح كبير في بعض الحالات و وقوع في شرك العمالة , كما حدث مع الحزب الاسلامي العراقي الذي ساند الروافض و مع شيخ شريف احمد الذي والى الامريكان صراحة , فمثل هؤلاء لا مجال لعذرهم و قضيتهم ليست قضية تحكيم شرع الله او عدم تحكيمه , انما عمالة صريحة للغرب .
و ان قضية تحكيم الشرع و اعلانها ليست هي القضية الكبرى و المفصل , لأن الامر ليس مجرد شعارات ترفع و اقامة لبعض الحدود , و ما الدولة السعودية عنكم ببعيد , تقيم الشرع ظاهريا و تتعاون مع الامريكان ظاهريا علنا و دعمت السيسي الذي ذبح المسلمين , فما قيمة تطبيقها للشرع الحنيف ؟
و ان بعض الاخوة يريدون ان يضعوا اجتهادات المشايخ في تكفير حكومات الاسلاميين و الدواعش في سلة واحدة ,و هذا امر غير عادل و غير منصف و فيه تجني على المشايخ و ان خالفناهم.


شيوخ السلفية الجهادية عندما كفروا حكومات الاسلاميين التي لا تحكم بشرع الله , انما لاجتهاد عندهم و تأصيل مبني على معطيات و منهجية عندهم , لا كالدواعش الذين يكفرون لاجل الحرب على خصومهم و اسقاطهم و النيل منهم و ذبحهم . و هنا مثالا , الشيخ هاني السباعي و الشيخ ابو محمد المقدسي عندما كفروا حكومة حماس , كانوا يقفون معها في حربها ضد الصهاينة و نصحوا الشباب الجهادي في عدم التصادم مع حماس , و شددوا على ان حكومة حماس أمر , و ان القسام و حماس بشكل عام أمر آخر , بل و مدحوا ابناء القسام و ابناء حماس عموما . هذا ان دل يدل منهجية عندهم قد توافقها و قد تختلف معها , و لم يحاولوا يوما التحريض بالقيام بأعمال ضد حماس . شأنهم في هذا شأن حزب التحرير الاسلامي الذي يقول ان حكومة حماس عميلة , و الكل يعلم تبني حزب التحرير لنظرية المؤامرة , بل و قال حزب التحرير عن اسامة بن لادن و الظواهري انهم العاب امريكية و خطاباتهم تخرج من البيت الابيض .
و قد صرح عصام العريان عضو مجلس شورى الاخوان المسلمين عندما توفي ابن لادن رحمه الله , ان العالم قد تخلص من نصف الشر بعد موت ابن لادن .
اذا نرى ان الجميع يكفرون بعضهم سياسيا .
في هذه النقطة , مقارنة اجتهاد المشايخ في تكفير حكومات الاسلاميين مع تكفير داعش , تجني على المشايخ الكرام .

و ان هؤلاء المشايخ قد وقفوا مع الاخوان المسلمين في مصر في محنتهم و مع مرسي الذي يخالفونه , فقال الشيخ المقدسي في رسالة له ان حذاء مرسي اشرف من كل العلمانيين , و للشيخ هاني السباعي فيديوهات كثيرة تقف مع الاخوان المسلمين في مصر و هو يخالفهم , فالقضية عند المشايخ ليست مجرد النيل من الاخوان المسلمين , انما مخالفات للشرع حسب ما هم يعتقدونه , و هنا فارق كبير عن الدواعش , بل لا مجال للمقارنة اصلا . فالدواعش نالوا من هؤلاء الشيوخ و غيرهم اكثر مما نالوا من الاخوان .

 الحل في هذه النقطة , ان تتم مناظرة بين حماس و هؤلاء المشايخ في هذا الشأن , فقد يتبين للمشايخ امور لا يعلموها , و قد تستفيدون من المشايخ . و نحن نعلم ان حماس لها ادلتها التي تستند الى الشرع في هذا الموضوع , و هنا نخالفها , لكن الجماعة لم ينكروا الشرع و يتأولون .
و اني اوصي اخواني في حماس بتبيين الموقف الشرعي و أن يبدأوا فعلا و لو بشكل بطيء و تدريجي في تطبيق الشرع و ان يركزوا على قضية الشرع , لأن كثيرا من اتباعهم من الجيل الجديد فعلا لا يعطي للشرع اهمية كما هو حال الجيل القديم من الاخوان الذي تربى على حب الشرع و العمل على تحكيمه . هذه نصيحة من محب .
كما و اتمنى على شيوخ التيار الجهادي ان يسمعوا اكثر من الاسلاميين و ان يحسنوا الظن بهم و ان تكون صياغة افكارهم و نصحهم بما لا يفتح مجالا للغلو بين شباب التيار الجهادي الذي يتميز بالعنفوان الزائد و بعض الغلظة .
و اخيرا , ليس هذا والله امساكا للعصاة من الوسط , فما تعودت هذا , انما هذه وجهة نظري التي اعبر عنها بخبرتي المتواضعة بحماس الذين اعيش بينهم في فلسطين و خبرتي ايضا بالشباب الجهادي .
المرحلة يا اخوان صعبة و تحتاج اي بصيص امل للتقارب و الاصلاح الجاد , الاعداء يمكرون و يحيكون المؤامرات و نحن مشغولون ببعضنا .... أفلا نرتقي قليلا .
اخوكم المحب : احمد ابو فرحة