كم مذبحة
تلزم أهل السنة لمعرفة الحق ؟؟
احمد ابو فرحة
و الله لا اعلم من أين
ابدأ ولا أين انتهي , فلقد أصبح من الذلة بمكان عند أهل السنة أن لا يراهم أعداؤهم
إلا حشرات تباد على مرأى و مسمع كل العالم , و أن يجند هؤلاء الأعداء في كل مرة من
يبرر هذه المجازر الخارقة من أناس معدودين على أهل السنة زورا و بهتانا , و مما لا
شك فيه , و مما يحرق القلب , و مما لا يفهم شماتة لا سمح الله , أن أهل السنة
يتحملون جزئا كبيرا من هوانهم و ذلهم , و لسبب بسيط , أنهم ابتعدوا عن دينهم و
غيبوه عن حياتهم , فغيبهم الله عن العزة و الكرامة , و نسوا مفتاح النصر الفعال ,
نسوا وعد الله الذي لا يتحقق إلا بتنفيذ المسلمين ما أمرهم به رب البرية :" إن
تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم " , فالآية معناها أوضح من وهج الشمس في
عز ظهيرة يوم من اشد أيام آب , نحن منكوبون لأننا لم ننصر الله.
و فيما يلي اسرد بعضا
من نماذج هوان المسلمين السنة و اعلق بما تيسر لنرى ماذا تعلمنا من بلاء الله
علينا .
1- مجازر النصيرين و
الشيعة في سوريا
أن ترى طفلا رضيعا
عمره ستة أشهر مذبوحا من الوريد إلى الوريد في عنقه , اعلم التالي :
1- عدو حاقد فقد
بشريته و إنسانيته , مشحون بعقيدة معينة تبيح له ذلك , يرى في إجرامه تقربا
لمعبوده
2- استهتار منقطع
النظير بالخصم و مباركة و تأييد من قوى رئيسية مهمة فاعلة و غض طرف مخزي ممن يفترض أن يكون حليفا و
مساندا للضحايا .
هل كانت تلزم هذه
المجازر حتى يعلم أهل السنة من هم الشيعة و النصيريون ؟ هل فهم الآن أهل السنة انه
لا تقريب بين السنة و الشيعة ؟ هل عرف أهل السنة قيمة من كان يقف ضد الشيعة؟ هل
سيصبح الزرقاوي رحمه الله رمزا لكل أهل السنة بعد كل هذه المجازر ؟ هل سيتفهمون
موقفه الذي كان يقفه في العراق ؟
مجزرة الشغور , مجزرة
الحولة , مجزرة القبير , و القائمة تطول , و الشرح و الوصف لم يعودا نافعين ,
فالصور و الفيديوهات ملأت الشبكة العنكبوتية و الأخبار و البرامج , و كل هذا ما
الذي نراه من أهل السنة ؟؟
انقسام بين مؤيد
لبشار و معارض له ؟؟!! أو إمساك العصا من المنتصف ؟؟!! أو استنجاد بالغرب و استجداء
للمجتمع الدولي ؟؟! أو تشكيل جيش حر في سوريا لا يرفع راية الإسلام ؟؟!!
رقص و غناء و هتافات
و تجمعات و مظاهرات سلمية ؟؟!! سلمية ؟؟ هل بقى مجال للسلم ؟؟
حسن نصر اللات لا زال
رمزا للمقاومة و العزة عند كثير من الناس؟؟!! إيران لا زالت أملا للكثيرين عند
منتسبي أهل السنة ؟؟! السعودية و قطر من أطراف دعم الثورة ؟؟! كتيبة حمد بن جاسم
تشكل في سوريا ؟؟!!
اقسم بالله أني لا
استطيع تفسير هذه التناقضات و التخبيصات عند هؤلاء البشر , و أسأل مرة أخرى : كم
مجزرة يلزم لنفهم أن عدونا لا يرحم و انه لا سبيل لنا إلا العزة و الجهاد تحت راية
نقية صافية تدعوا لتحكيم الشريعة علنا جهارا نهارا مدوية , يسمعها كل من قطن هذا
العالم ؟؟
إن لم يفهم أهل السنة
في سوريا هذا اليوم في أقسى ظرف يعيشونه , هل سيفهمونه لاحقا ؟؟
2- مجازر الروس في
الشيشان , مئات ألوف القتلى و المشردين , نسبة النساء إلى الرجال أربعة إلى واحد ,
قتل و اغتصاب و تدمير , ماذا رأينا بعد ذلك كله؟؟
رأينا خالد مشعل في
موسكو يرد على صحفي أمريكي يسأله : انتم مجاهدون في فلسطين و الشيشان يعدون عند
المسلمين مجاهدين , ما رأيك في قضية الشيشان ؟؟ يرد مشعل ( و هو رأس من رؤوس أهل
السنة ) : الشيشان شأن روسي داخلي ؟!! يا لقذارة السياسة على حساب العقيدة .
و مع كل مجازر الروس
نذكر أيضا ان الشعب الشيشاني نفسه منقسم ,فمنه من هو مع المقاومة الشيشانية , و
منهم أيضا وهم من أهل السنة من هم موالون للروس, فكيف سينتصر هذا الشعب ؟ هل سيدرك
يوما ؟؟
3- مذابح البوسنة و
الهرسك 1995
لقد فعل الصرب في
البوسنة و الهرسك و هم شعب مسلم سني افاعيلا لا يفعلها إلا ذئب في شياه , معسكرات
للاغتصاب تضم ألوف النساء !! بطش و تنكيل و تهجير , يعد أفظع ما حدث في القارة الأوروبية
منذ الحرب العالمية الثانية , و السؤال : ماذا فعل أهل البوسنة ؟؟
لم يدرك الشعب
البوسني أن الغرب الكافر عدو- بعد أن كانوا يعتبرونهم أصدقاء و شركاء في الوطن (
بغياب العقيدة طبعا ) - إلا بعد كل ما سبق , فجمع البوسنيون أنفسهم و قاتلوا و هب
المئات من الشباب المسلم من أنحاء العالم ليدافعوا عن دين الله و عن شرف نساء
البوسنة , و الخلاصة أن الحرب انتهت بإشارة من شرطي العالم أمريكا بعد أن أحرز
المسلمون تقدما , لكن دورهم انتهى , و رأينا كيف بعد سنوات تم طرد المجاهدين العرب
إلى ديارهم و هم غير مرغوب بهم , لا في البوسنة حيث قاتلوا و بذلوا , و لا في أوطانهم
حيث أنهم يشكلون عبئا على حكامهم , و الآن يعيش البوسنيون بنظام علماني كافر
متناسين كل ما حدث معهم و لا شريعة حكمت و لا عقيدة صافية رسخت بعد أحداث جسام .
فمتى سيدرك البوسنيون السنة مفتاح العزة ؟
4- مجازر فلسطين
تاريخ فلسطين حافل
بالمجازر منذ قيام دويلة " المسخ" و حتى اليوم , و خلاصة القول أن اغلب
الفلسطينيين يعتبرون الصراع مع اليهود صراع أراضي و حدود , و القليلون من يعتبرونه
صراع عقيدة , و خطورة الأمر في صراع الحدود انه لو افترضنا جدلا أن " إسرائيل"
قررت أن تحل الصراع سلميا و يوافقوا على قرار 442 و 338 لرأينا أن غالبية
الفلسطينيين سيوافقون !! و سيعيش الشعبين اليهودي و العربي جنبا إلى جنب بسلام
متناسين الجروح و الآهات , فمتى ستتغير قناعة الفلسطينيين السنة تجاه عدوهم ؟؟!
و بالإشارة إلى
فلسطين نفسها , نذكر أن من قام بمجزرة صبرا و شاتيلا عام 1982 هم اليهود و حلفائهم
حزب الكتائب اللبناني النصرانيين , و حزب الكتائب اليوم حزب له احترامه في لبنان و
هو حليف لتيار المستقبل السني الأكثر انتشارا في لبنان ؟؟! أليست هذه مفارقة ؟؟
فأين دماء 3500 فلسطيني بريء أريقت بوحشية في صبرا و شاتيلا ؟؟
5- مجازر الصين في
الشعب الايجوري
آلاف الضحايا
المسلمين من شعب الايجور المسلمين من قبل السلطات الشيوعية الصينية , فماذا فعل
المسلمون ؟؟ ترى بعض المسلمين يراهن على الصين كقوة مناهضة للولايات المتحدة الأمريكية
, و ترى الصين نفسها تقف مع النصيرين العلويين ضد أهل السنة في سوريا , فهل سنقف
وقفة عقائدية ضد الصين ؟؟
مذابح أهل السنة في
نيجيريا , مأساة المسلمين الأذربيجانيين من الأرمن , ألوف الضحايا المسلمين من
نصارى اندونيسيا , مذابح الهندوس في كشمير , مذابح المسلمين في الحبشة , مذابح
المسلمين في تايلاند ,تاريخ طويل و بكاء ما عاد ينفع .
لقد آن الأوان
للمسلمين أن يفيقوا من سباتهم و أن يدركوا معادلة النصر , لا نصر إلا بعقيدة سليمة
صافية , لا نصر إلا بشرع الله , لا تمكين إلا بتوحيد خالص , لا مكان للأهواء , لا
مكان للتخاذل , ميزان العقيدة يجب أن يزن كل أمر , من اصغر الأمور إلى أعظمها ,
نصرة الموحدين واجبة في كل مكان , في اليمن العنوان " أنصار الشريعة " و
في الصومال "الشباب المجاهدين" و في ازواد شمال مالي " أنصار الدين
" , في الشيشان " المجاهدون الأبطال" , في أفغانستان و باكستان
" طالبان و القاعدة " , في نيجيريا " بوكو حرام " , العنوان
في سوريا "جبهة النصرة" التي لم تتضح راية الاها في الشام , لا مكان
للوطنيين و العلمانيين اليوم و لو حملوا كل السلاح , هذا زمان الغربلة , في مصر
الكنانة " كل من رفع لواء الشريعة و لم يدنس في انتخابات الشرك" , لا
نصرة لأصحاب أنصاف الحلول , لا نصرة لمن يتلون على حساب دينه مهما طالت لحيته و
مهما قصر ثوبه و مهما بلغ علمه , هذا زمان التوحيد و لا سواه .
خذلان هذه العناوين
اليوم هي خيانة للدين و إن لم تستطع نصرتها بالنفس و المال , فنصرتها بالدعاء لها بإلحاح
, و أخيرا فان كل مصيبة تحل على المسلم إما اختبار و بلاء و إما تكفير ذنب , اسأل
الله أن يعيد للأمة مجدها و عزها و أن ينصر الموحدين في كل مكان , انه على كل شيء
قدير و بالإجابة جدير.
6 –حزيران - 2012