الأربعاء، 18 نوفمبر 2015

حكاية الذئب و الكلب ... الفرق هو "الطوق"

  حكاية الذئب و الكلب ... الفرق هو "الطوق"
بقلم : أحمد أبو فرحة
حكاية الذئب و الكلب :
يحكى أن ذئبا في الغابة ظل جائعا ليومين , ثم قرر الذهاب إلى القرية المجاورة للغابة عله يرى فيها و يصطاد ما يسره , فما أن وصل مدخل القرية حتى رأى كلبا سمينا منعما يحرس احد البيوت و يحمي ممتلكات صاحب المزرعة فهم الذئب لينقض على الكلب ثم تراجع عن ذلك خشية أن يحدث ضجة و يهجم أصحاب المزرعة فيقتلوه , فما كان منه إلا أن ذهب للكلب و يحاوره , فقال الذئب للكلب : صباح الخير , ما أجملك أيها الكلب و ما أروعك !!
فرد الكلب : أهلا بك , يمكنك أن تكون مثلي سمينا مرتاحا منعما بدل أن تكون هزيلا هكذا . فرد الذئب بلهفة : و كيف ؟؟
قال الكلب : : شيء بسيط جداً، ما عليك إلا أن تمنع اللصوص وتطارد المتسللين والمتسولين والدخلاء، وأن ترضي سيدك وتتبعه وتأتمر بأمره وسيكون لك كل ما تريده من فضلات الطعام واللحم، وبعض من المرح !!
راح الذئب يتخيل تلك العيشة المنعمة الرغيدة و صار يفكر في قطع اللحم اليومية التي ستأتيه بالمجان ثم فجأة شاهد الذئب عنق الكلب خاليا من الشعر , فسأله : ما هذا يا صديقي ؟ فرد الكلب : لا شيء , ليس بالأمر المهم !! ثم كرر الذئب السؤال : بل اجبني . قال الكلب : هذا من تأثير الطوق الذي يضعه سيدي في بعض الأوقات .
قال الذئب : هل هذا يعني أنه لا يمكنك أن تجري وأن تذهب إلى حيث تشاء ومتى تشاء؟ فرد الكلب : حسناً، ليس دائماً.. ولكن .. ولكن.. لا يهم.. هل لهذا أهمية أيها الذئب؟ فرد الذئب و هو يهم بالعودة من حيث جاء : انه مهم جدا أيها الكلب !! فأنا لن استبدل حريتي بشيء من فضلات الطعام !!
 
التعليق :
لعل هذا الكلب رأى انه من "المصلحة" ان يصبح مقيدا لسيده . فهو لن يستطيع ان يقاوم ذلك السيد المسلح بانواع السلاح المختلفة !
او ربما هذا الكلب يرى في ذلك السيد رقيا و رفعة و يشعر هذا الكلب بدونية تجاهه , لذلك تراه يبدي انزعاجا اذا ما رأى سيده يصاب بأذى , حتى و لو بأذى خفيف !!
او ربما هذا الكلب بطبعه كلب و بثقافته كلب و لا يجد له مكانا في هذه الدنيا الا ان يكون خادما و "كلبا" لسيده !!
قد يساير الضعيف القوي و يتقي شره , لكن ما ان وضعت "الطوق" حول رقبتك فانتهى أمرك !!