السبت، 21 يوليو 2018

رسالة الى ثوار ادلب


رسالة الى ثوار ادلب و مجاهديها
بقلم : احمد ابو فرحة
سأقول بعض الكلمات قد تضايق جمهورا كثيرا من انصار الثورة السورية و انصار الجهاديين , و قد تفهم خطأ , لكنني سأقول ما عندي بدون لف او دوارن . و كلامي موجه بالعموم للفصائل كافة و الانصار و الجنود . لقد اعطاكم الله فرصة عظيمة من خلال الثورة السورية على مدار سنوات . حصلتم على دعم عسكري و دعم مالي و دعم لوجيستي و فتحت تركيا ابوابها مشرعة للثورة السورية و حتى ان فصائل و حركات اسلامية في العالم العربي و الاسلامي قد حددت مساراتها لفترة على مقياس الثورة السورية و كانت الثورة السورية معيار للشرف و الوقوف الى جانب الحق . حررتم مدنا و قرى و ريف , و وصلتم الى الحد الاعلى من الفتوحات . لكن عوامل كثيرة كانت سببا في انتكاستكم , اولها الاعتماد على الخارج و الارتهان كثيرا بيد الداعمين , ثانيها التصفيات الفكرية للاحزاب و الجماعات و المناهج و عبث الموتورين فكريا من كل طيف بكم . و مأساة داعش التي كانت خنجرا كبيرا في خاصرتكم , و انتم ايضا بقلة اعدادكم الفكري و سوء المواجهة معها خسرتم كثيرا ضدها . الخلاصة انكم انتم كثوار و مجاهدين كنتم السبب الاول لكل انتكاساتكم , لا احد اجبركم للاستسلام و لا احد اجبركم ان تكونوا رهائن داعميكم و لا احد اجبركم ان تصفوا معارك فكرية في ساحة الشام , انتم . نعم انتم كنتم الاساس في ما وصلتم اليه اليوم . اليوم , انتم في مرحلة تسمى "ادارة الهزيمة" , او ان تحسستم من لفظ هزيمة , سأجاريكم و اقول لكم , انتم في مهمة جديدة بالحفاظ على المكتسب الصغير الذي بيدكم - المدينة الفاضلة - ادلب . هذا اخر ما تملكون اليوم . اليوم انتم امام استحقاق كبير بأن تراجعوا كل شيء مر معكم و ان تتعاملوا بواقعية اكثر مع الاحداث و ان تعدوا اكثر لمعركة محتملة و ان تضعوا ارضية مشتركة يقوم فيها الجميع بمهماته في الدفاع عن الارض و الدين و الانسان . انتم اليوم امام استحقاق كبير باعادة بناء جيل يخلو من كل افكاركم الهدامة التي حملتوها , جيل لا يحمل اي ازمة نفسية صدرتوها للساحة , جيل يكفر بالحزبيات و الافكار . ان فشلتم في الاستحاقات الجديدة , فانه حتى ادلب ستضيع من ايديكم . فكروا لماذا تركيا تذبذبت مواقفها من الثورة السورية ؟ السبب انتم و تفرقكم و سوء ادارنكم للازمة ,  فكر ان تضع نفسك مكان الاتراك و كن متجردا و اسأل : كيف ستدعم ثوارا و مجاهدين يكرهون بعضهم اكثر مما يكرهون النظام ؟! كيف ستدعم قوة لا يراهن عليها بسبب الوهن و التشتت الذي احترفتموه ؟! اسألوا انفسكم سؤالا اخرا : كيف ينظر المسلم البسيط خارج سوريا الى الثورة ؟ هو ينظر اليها بعين بسيطة واحدة : كلهم ثورة سورية , هذا المسلم البسيط لا يعنيه اسمائكم و اسباب اقتتالكم . انتم خذلتموه و فقط . ان المرحلة اليوم : ادارة الهزيمة و الخروج باقل الخسائر و البناء و الاعداد من جديد تتطلب نفسية جديدة و اخلاصا جديدا . فهل انتم مستعدون له ؟