الأربعاء، 23 ديسمبر 2015

الفصائل الشامية و سراديب النجاة

الفصائل الشامية و سراديب النجاة
احمد ابو فرحة

يحكى أن رجلا كان محبوسا عند ملك ظالم في غرفة في قاع القصر , و ذات يوم أتى الملك للرجل و قال له سأعطيك فرصة للنجاة بنفسك من هذا السجن , و سأفتح لك كل السراديب التي قد تؤدي إلى خارج السجن , بشرط أن تكون هذه الفرصة فقط حتى الصباح , و اتفق الرجل و الملك على هذا و فتح الباب و خرج الملك . بدأ هذا السجين بالدخول إلى السراديب واحدا تلو الآخر و بسرعة , كي يهرب قبل الفترة المحددة , و من نفق إلى آخر و من سرداب مظلم إلى سرداب أكثر ظلمة حتى خارت قوى هذا الرجل و استسلم للتعب بعد عناء شديد و نام و طلع الصباح دون أن ينفد بجلده و يهرب من السجن. أتى عليه الملك و وجده منهار القوى ثم سأله : لماذا لم تخرج من السجن ؟؟ سأله باستغراب و دهشة شديدين, فأجاب الرجل : لقد حاولت يا سيدي الهروب إلى الحرية من كل السراديب و لم يفلح أيا منها في الوصول إلى غايتي , فأجاب الملك : عجبا لك أيها الرجل !! كم أنت غبي !! حاولت في كل السراديب و نسيت الباب الذي أوصدته لك مفتوحا !!!!!!

لقد قاد تفكير هذا الرجل الأرعن إلى اللاشيء , لأنه لم يفكر بمنطقية و لا حكمة , فضاعت فرصته بالنجاة.
و اني لاتسائل مستغربا متعجبا : ما الذي يجعل فصائل الشام تدخل كل سراديب الفوضى و الاختلاف و التنافر و تنسى الباب الرباني الذي هو بطبيعة الحال امرا لا بابا : ( و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا )
كل اسباب الاتحاد موجودة من اجتماع للعالم عليهم و فتك ملل الكفر و الزندقة بهم .
الهذا الحد وصل بالمسلمين ان لا ينسوا احقادهم و صراعاتهم الفكرية في احلك الظروف ؟ ان لم تكن الوحدة تحت الشدة و العناء فهل ستكون وحدة في الترف و الرخاء ؟
ما بال المسلمين و الجماعات يكررون تجاربهم و لا يتعلمون ؟ لماذا لا يجلسون بينهم و يستفيدون من اخطاء بعضهم و يضعوا لهم ميثاق شرف شرعي يفوتون به الفرصة على اعداء الدين لتمزيقهم ؟
الغرب و اذنابهم يعملون ليل نهار على حدوث اقتتال بين المسلمين سنة , فهذا لهم غاية . فما بال السنة يساعدوهم على هذا الشقاق ؟!
الباب المفتوح امامكم يغنيكم عن كل الدهاليز و السراديب : اجلسوا و اتفقوا على حد ادنى من المطالب الشرعية يتوافق عليها الجميع و وقتها تقلبون الطاولة على عدوكم و الا فانتم شركاء العدو في ذبح و قهر المسلمين بطريقة او بأخرى .
نحن نفهم الاية : "ان تنصروا الله ينصركم " , ففيها فعل شرط مختص بالمسلمين و هي نصرة الله و هي بازالة الفرقة و التوحد على اساس الشرع . و في الاية جواب شرط و هو نصر الله و الله لا يخلف وعده . فان عدم حدوث الثانية فبسبب عدم حدوث الاولى و الكرة بملعبكم ....