السبت، 28 يناير 2012

الأنظمة العربية و الإصلاحات .... حكاية الأسد و الثعلب


الأنظمة العربية و الإصلاحات .... حكاية الأسد و الثعلب
بقلم : احمد ابو فرحة

ما أن نجحت بعض الثورات العربية في القضاء على رؤوس أنظمتها القمعية , و بعد النهايات المأساوية لبعض تلك الأنظمة , بدأنا نسمع عن قيام بعض الأنظمة و لا سيما الملكية منها بالقيام بإصلاحات داخلية و رفع من مستوى الدخل للفرد . لقد قامت السعودية مثلا برفع الأجور و وضع حد أدنى لها , و صرف رواتب حتى للعاطلين عن العمل و الشروع ببناء مساكن شعبية للفقراء و الكثير من الإصلاحات. و رأينا النظام الأردني يقوم برفع الأجور على مستوى الفرد أيضا و دعم بعض السلع الأساسية و حتى شملت الزيادة المتقاعدين , سبحان الله كم جميل هذا !! و المغرب المعروف عنه كنظام متعنت و متسلط جدا في سياساته ها هو أيضا يفتح مجالا للحريات و يقوم بالإصلاحات.
أين كان كل ذلك؟؟ سبحان الله هل اهتدوا إلى الرحمة بالناس فجأة واحدة؟؟

حكاية الأسد و الثعلب
يحكى مرة أن أسدا و ذئبا و ثعلبا ذهبوا ليصطادوا معا , فاصطادوا حمارا وحشيا و غزالا و أرنبا , وبعد ذلك ذهبوا و جلسوا تحت شجرة ليتقاسموا الغنائم , فقال الأسد للذئب : اقسم الصيد بمعرفتك . قال الذئب : المسألة يا سيدي واضحة بينة , أنت الزعيم فتأخذ الحمار الوحشي , و أنا اقل منك درجة فآخذ الغزال , و ذلك الثعلب يأخذ الأرنب. فما كاد الذئب ينهي كلامه حتى ضربه الأسد ضربة علقه فيها فوق الشجرة و الدماء تقطر منه على الأرض و مات ميتة شنيعة. ثم قال الأسد للثعلب : اقسم الصيد بمعرفتك . قال الثعلب : الأمر واضح جلي يا سيدي. هذا الصيد يقسم على النحو الآتي : الأرنب فطور لك و الحمار الوحشي تتناوله وقت الغداء و عند العشاء تتسلى بلحم الغزال فهو طري شهي. قال الأسد متعجبا للثعلب: من علمك الذكاء و الذوق ؟؟ قال الثعلب و هو مرعوب و عيناه معلقتان على الشجرة : الذي فوق!!!

و لكن هذه الأنظمة العربية المهترئة  اقل دهاءا و مكرا من الثعلب , فقد فاتهم القطار كما قال احد رموز هذه الأنظمة. و ها هو الأسد النائم قد بدأ يصحوا من غفلته , و هو لن يرحم من استبده لعقود . و ستكون نهاية كل نظام أشنع من الذي قبله , فعاقبة كل ظلم نهاية بقدر الظلم الذي فعل , و الجزاء من جنس العمل .
نسأل الله أن يخلصنا من مستبدينا و ينعم علينا بعيش تحت الراية التي ارتضاها لنا و أن ينتقم ممن ظلمنا و يهدي شباب امتنا إلى رشدهم و يحليهم بشجاعة الأسد فيبطشوا برؤوس الكفر بطشة تشفي صدور قوم مؤمنين . اللهم آمين.


22 – يناير - 2012


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق