السبت، 28 يناير 2012

ضعف إخراج الدراما السورية ..اجتماعيا و سياسيا


ضعف إخراج الدراما السورية ..اجتماعيا و سياسيا
بقلم : احمد ابو فرحة

ظهر في العقدين الأخيرين انتشار واسع للدراما السورية , و كانت الأعمال الدرامية السورية تعرض على كل القنوات العربية و ذلك بحسب النقاد , لحسن الإخراج و دقته و تقريبه كثيرا من عالم الواقع , و قد أثرت الدراما السورية على المجتمعات العربية بشكل سيء , بنشر القيم الرذيلة و الحض على الاختلاط و بث السموم للمشاهدين من خلال تشويه صورة المجاهدين و تصويرهم بأنهم قتلة و مجرمون و أحيانا شواذ!! و كان للأسف الجمهور العربي يصدق كليا أو جزئيا تلك السموم , و طبعا كانت الحكومة تدعم هذا الإنتاج.

و لكن بعد الثورة السورية , و من خلال متابعة الإعلام الرسمي السوري و غير الرسمي , اكتشفنا ان الدراما السورية السياسية وصلت في انحطاطها لحد " الهبل " , فترى التلفزيون السوري الذي كان نفسه ينتج الدراما , يستهتر بالمشاهد إلى ابعد حد , إلى حد تشعر و كأنك ستتقيأ لو واصلت المشاهدة , فمرة يعرض صور تلفزيونية لبعض القتلة و المجرمين و أحيانا من " الشبيحة " , يلقنوهم كلاما على اساس انهم من المجموعات الارهابية و يدلون باعترافاتهم بطريقة تافهة للغاية و هذا كلام لا يختلف اثنين من ذوي العقول عليه .
و تستمر المهزلة , و يستمر الاستخفاف بالمشاهد , فيخرج التلفزيون السوري اعترافات لشخص يدعى " احمد علي صيطوف " يدعي بأنه كان يرسم المظاهرات السورية في تركيا عن طريق برنامج حاسوبي ثلاثي الابعاد , و يجزم هذا الشخص بأن المظاهرات التي تعرض في الجزيرة من تصميمه!!! فبالله أي حد وصل النظام السوري من الاستهتار بأرواح الناس و حتى الاستهتار بعقولهم .

هذه الاحداث كلها و تلك التفاهات دفعت الناس الى التفكير مليا في كذب وسائل الاعلام الرسمية , و اصبحت الناس تعيد حساباتها في كل فكرة اخذتها عن طريق ذلك الاعلام, و سيكتشف الناس ان اكذوبة " ممانعة و مقاومة النظام السوري " , ما هي الا دراما سورية فاشلة نجحت في ترويجها لفترة و هاي هي تنهار الان.
نأتي الان الى المهزلة الكبرى في الاعلام السوري , التفجيرات التي تحصل ايام الجمعة و تستهدف المدنيين , طبعا الاعلام السوري يريد ان يظهر بموقف الضحية , و انه يحارب الافكار الارهابية و انه حامي حمى المواطنين من بطش الارهابيين و ايضا يريد ان يتقرب من الغرب بذلك المفهوم " مكافحة الارهاب" , لكن كل ذلك لن ينفعه لان الطريقة التي يتبعها النظام في ذلك كله لا ينطلي على طفل صغير , اخراج التفجيرات و محاولة الصاقها بالقاعدة مسخرة ستؤتي ثمارا عكسية على نظام سوريا المنهار .

ان النظام السوري يحفر قبره بيده , و يضع الأسافين الأخيرة في نعشه , لان المشاهد و الجمهور العربي يكتشف زيف الأفكار التي روجتها الحكومات ضد الاسلاميين عموما و الجهاديين خصوصا , صرنا نسمع أناسا يدافعون عنهم ضد الاتهامات المفبركة , و اصبحت الحقائق واضحة , فالدراما التي شوهت صورة المجاهدين هي نفسها الان تمحو ما روجت اليه سابقا , و انكشفت الانظمة و انكشف حلفاؤها من مدعي المقاومة و سيلفظهم الناس كما ستلفظ الانظمة , و الله غالب على امره و لو كره الكافرون .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق