يمكن لآلة الزمن أن تعمل .... بقليل من
الشجاعة و كثير من الصبر
لطالما حلم البشر
باختراع آلة للزمن تعيدهم إلى نقطة معينة منه كي يغيروا حدثا جرى بما لا تشتهي
سفنهم , لكن رب العالمين يقضي مشيئته و لا راد لقضائه , و لكنه أيضا قضائه من يعطي
الفرصة للمصريين اليوم من تعديل المسار.
لقد قام الشعب المصري بثورة قبل سنة تقريبا و
أطاح برأس الحكم , ثورة ضحى فيها المصريون بشبابهم و أموالهم و خسروا الكثير لأجل
هذه الثورة. و لكن ركب موجة الثورة من يفترض أن يشعلوها أصلا , فسرقوا الثورة و
اخذوا يقسمون فتات ما يعطيه المجلس العسكري الممسك بمقاليد الحكم و الذي هو يمثل
فعليا النظام الحاكم. و ما كان مبارك إلا ( فاترينة ) عرض لهذا النظام. فما إن زال
حتى اقنع لصوص الثورة الشعب بأن كل النظام زال.
و رأى الشعب بأم
عينيه الفرق بين أيام مبارك و أيام ما بعد مبارك , الحدود كما هي , الاتفاقيات كما
هي , الضرب و السحل كما هو , إن لم يصبح أسوأ , حتى رموز النظام السابق لا زالوا
يلعبون في سياسة البلد , و مهزلة محاكمة مبارك لا تنطلي على طفل صغير . لا شيء
تغير سوى أن من كان بالمعارضة بالأمس أصبح الآن مبارك!!
و الذي يتبين اليوم
أن الفرصة مواتية يوم الخامس و العشرين من يناير لتغيير المسار , لا زال جزء من
الشارع ملتهب , أطياف سياسية متلونة اجتمعت على فكرة واحدة و هي إنهاء حكم العسكر
و تسليم السلطة إلى سلطة مدنية يحكمها الشعب بشكل حقيقي و ليس مجرد ذر للرماد في
العيون, فإلى الميدان يا شعب مصر العظيم.
يجب أن يستغل
الإسلاميون المخلصون هذه الفرصة بوجود بعض الناس معهم و حتى بعض التيارات غير
الإسلامية . لا تضيعوا الفرصة على أنفسكم لأنها لن تتكرر بهذا الزخم , و عندها
سيقود الإسلاميون الحقيقيون الثورة من جديد و ستكون إن شاء الله إسلامية حقيقية و
ترفع راية " لا اله إلا الله" و سيطبق الإسلام بشكل جدي لان الشعب يريده
و ستزول عقبة العسكر بإذن الله.
اذكر هنا انه مهما
كانت قوة الجيش , فإنها لن تستطيع الوقوف أمام إرادة الناس و سيسقط الجيش و سيخنع
أمام صخرة تحديكم , و لا حساب في ذلك اليوم للضحايا , لأنه لو استمر الجيش في حكمه
, ستكون الضحية شرع الله و أرواحنا جميعها فداءا لله و شرعه , اثبتوا على بركة
الله و تذكروا صمودكم العام الماضي و
انجازاتكم و اعلموا أن الله غالب على أمره و لو كره الكافرون.
اختم كلامي : "
إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم"
احمد أبو فرحة
20 – يناير - 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق