الأحد، 22 يناير 2012

يمكن لآلة الزمن أن تعمل .... بقليل من الشجاعة و كثير من الصبر


يمكن لآلة الزمن أن تعمل .... بقليل من الشجاعة و كثير من الصبر

لطالما حلم البشر باختراع آلة للزمن تعيدهم إلى نقطة معينة منه كي يغيروا حدثا جرى بما لا تشتهي سفنهم , لكن رب العالمين يقضي مشيئته و لا راد لقضائه , و لكنه أيضا قضائه من يعطي الفرصة للمصريين اليوم من تعديل المسار.

 لقد قام الشعب المصري بثورة قبل سنة تقريبا و أطاح برأس الحكم , ثورة ضحى فيها المصريون بشبابهم و أموالهم و خسروا الكثير لأجل هذه الثورة. و لكن ركب موجة الثورة من يفترض أن يشعلوها أصلا , فسرقوا الثورة و اخذوا يقسمون فتات ما يعطيه المجلس العسكري الممسك بمقاليد الحكم و الذي هو يمثل فعليا النظام الحاكم. و ما كان مبارك إلا ( فاترينة ) عرض لهذا النظام. فما إن زال حتى اقنع لصوص الثورة الشعب بأن كل النظام زال.

و رأى الشعب بأم عينيه الفرق بين أيام مبارك و أيام ما بعد مبارك , الحدود كما هي , الاتفاقيات كما هي , الضرب و السحل كما هو , إن لم يصبح أسوأ , حتى رموز النظام السابق لا زالوا يلعبون في سياسة البلد , و مهزلة محاكمة مبارك لا تنطلي على طفل صغير . لا شيء تغير سوى أن من كان بالمعارضة بالأمس أصبح الآن مبارك!!

و الذي يتبين اليوم أن الفرصة مواتية يوم الخامس و العشرين من يناير لتغيير المسار , لا زال جزء من الشارع ملتهب , أطياف سياسية متلونة اجتمعت على فكرة واحدة و هي إنهاء حكم العسكر و تسليم السلطة إلى سلطة مدنية يحكمها الشعب بشكل حقيقي و ليس مجرد ذر للرماد في العيون, فإلى الميدان يا شعب مصر العظيم.

يجب أن يستغل الإسلاميون المخلصون هذه الفرصة بوجود بعض الناس معهم و حتى بعض التيارات غير الإسلامية . لا تضيعوا الفرصة على أنفسكم لأنها لن تتكرر بهذا الزخم , و عندها سيقود الإسلاميون الحقيقيون الثورة من جديد و ستكون إن شاء الله إسلامية حقيقية و ترفع راية " لا اله إلا الله" و سيطبق الإسلام بشكل جدي لان الشعب يريده و ستزول عقبة العسكر بإذن الله.

اذكر هنا انه مهما كانت قوة الجيش , فإنها لن تستطيع الوقوف أمام إرادة الناس و سيسقط الجيش و سيخنع أمام صخرة تحديكم , و لا حساب في ذلك اليوم للضحايا , لأنه لو استمر الجيش في حكمه , ستكون الضحية شرع الله و أرواحنا جميعها فداءا لله و شرعه , اثبتوا على بركة الله  و تذكروا صمودكم العام الماضي و انجازاتكم و اعلموا أن الله غالب على أمره و لو كره الكافرون.
اختم كلامي : " إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم"
احمد أبو فرحة
20 – يناير - 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق