السبت، 28 يناير 2012

مشروع أمريكا الجديد ... إسلام الخمس نجوم


مشروع أمريكا الجديد ... إسلام الخمس نجوم
احمد ابو فرحة

لقد استسلم الشيطان أخيرا , بعد أن باءت كل محاولات سلخ المسلمين عن دينهم بالفشل . لقد توعد الشيطان - أخزاه الله - رب العالمين بعد طرده من الجنة فقال : " فبعزتك لأغوينهم أجمعين  إلا عبادك منهم المخلصين " (سورة ص, آية 82). و قال أيضا مخاطبا رب السماوات : "قال رب بما اغويتني لازينن لهم في الأرض و لأغوينهم أجمعين (39) إلا عبادك منهم المخلصين (40)  ( سورة الحجر )   . و قد أوفى الشيطان بوعده , و لم يترك سبيلا إلا و سلكه في إبعاد الناس عن دينهم , لبس ثوب الشيوعية و فتنهم فترة من الزمان ثم فشل , بعد ذلك لبس ثوب القومية العربية و استبد العباد و البلاد و فشل , ثم لبس ثوب الوطنية العمياء و العلمانية , و حاول أن يوهم الناس إن الدين مفصول عن السياسة , فهو لا يحارب الذي يصلي إنما يحارب الإسلام السياسي و فشل أيضا . فماذا تراه يفعل؟؟

تعد الولايات المتحدة الأمريكية نائب إبليس في الأرض , و هذا لا يحتاج إلى إثباتات , فاسأل جميع أفراد الأرض , لا تكاد تخلوا بقعة من العالم إلا و لديها ثأر مع أمريكا و جرائمها اكبر من أن تعد , و لا يقف في وجه أمريكا اليوم إلا الثلة المؤمنة ممن باعوا أرواحهم رخيصة لوجه الله , فمرغوا انفها بالتراب في يوم لا تنساه مهما طال الزمن , و أدركت الولايات المتحدة بأن عدوها صلب لا ينتهي لأنه مؤيد من رب الأرباب , صحيح انه لا يملك كل أسباب المواجهة و لكنه يملك كل إرادتها . و رأت الولايات المتحدة بأن الأنظمة الاستبدادية التي تدعمها آيلة للسقوط و لأن هناك عندهم من يحسب الأمور لبعد ما بعد , أدرك الساسة الأمريكان أن أي فراغ و أي فوضى تحدث في منطقة الشرق الأوسط ستكون لمصلحة " الإسلام المتطرف " على حد تعبيرها , فصرح الرئيس الأمريكي السابق بوش الابن قبل سنوات بأنه " سيدعم الإسلام المعتدل لمحاربة الإسلام المتطرف " , و لم ينتبه وقتها الكثيرون من سيحارب بوش بمن.

لقد أعدت الولايات المتحدة الخطة جيدا و هيأت الأسباب للمشروع الجديد , الإسلام خمس نجوم أو الإسلام المعتدل كما تحب أمريكا تسميته , ذلك الإسلام الرقيق اللطيف الذي يحب الآخر و لا يكفر أحدا ولا يكره أحدا , الإسلام الناعم الذي يحترم الجميع و الذي إذا ضربه احد على خده الأيمن يدير له الأيسر من كثرة التسامح , فهو يعمل بكل شرائع الأرض و لا فرق بين العقائد فهي كلها من السماء أو غيرها و كلها متساوية,  ذلك الإسلام الذي ليس له هوية , إنما هو إسلام شكلا لا مضمونا و لا حتى عنوانا , باختصار هو الإسلام المجرد من الجهاد و العزة و الحاكمية لله.

لا أؤمن بنظرية المؤامرة بشكل مطلق , و لا اعتبر كل منحرف عن الطريق القويم  خائنا بشكل مطلق أيضا فقد يكون جاهلا , إنما ما أؤمن به هي سنة التغير و التحول و سنة الفتنة التي يختبر الله بها عباده , قال تعالى : الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) سورة العنكبوت
كما أؤمن بسياسة الترويض التي تتبعها الحركات مع أفرادها , سواء الحركات التي تحمل عقيدة الأرض أو الحركات التي تحمل عقيدة السماء بشكل منحرف أو بشكل نظري فقط , فعقيدة الولاء و البراء تنقصهم كي يكملوا ما بدؤوه بشكل صحيح , سنة الترويض تكون عندما يسلم المرء نفسه لشيخه و يقدسه و ينظر إليه بكمالية , وقتها ما أسرع الانعطاف مع المشايخ إلى أي مكان.
لقد نسي شباب الدعوة ما قاله أبو بكر رضي الله عنه : " إن رأيتموني على الحق فأعينوني و إن رأيتم في اعوجاجا فقوموني" , رحمك الله يا أبا بكر , عز في زماننا شباب تقوم مشايخها , و أين مشايخها منك!!؟ و أي اعوجاج اكبر من دخول المجالس الشركية , و أي اعوجاج اكبر من احترام الاتفاقيات مع العدو؟؟ و كيف انطلت عليكم المبررات ؟؟! سبحانك ربي من اله!!

ستكون مرحلة الإسلام " المعتدل" أو الإسلام المرفه , هي آخر مرحلة من مراحل الشيطان لفتن الناس عن دينها الحق , فقد استنفذ ما عنده , و هي لا شك  أصعب مرحلة على المسلمين و هي مرحلة مخاض " الفسطاطين" التي بشر بها الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم , لا فسحة وقتها و لا مجال للجلوس في المنتصف , اسأل الله أن يسلم المسلمين و شبابهم و أن يهديهم إلى سواء السبيل و أن تبصر المسلمين إلى الحق , و أن تعيدهم  إلى بر الأمان , أنت القادر على كل شيء و لا حول و لا قوة إلا بك.

27 – يناير - 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق