الاثنين، 13 يناير 2014

جبهة النصرة بوصلة الجهاد الشامي



جبهة النصرة بوصلة الجهاد الشامي
بقلم : احمد ابو فرحة
إن الأحداث الجسام التي تعصف في الشام من اقتتال بين المجاهدين كان متوقعا منذ اللحظة الأولى , لكن التوقيت كان مفاجئا لكثير من المراقبين .
و يرجع سبب القتال المتوقع باختصار إلى الإفراط و التفريط . و هو صراع لا بد منه ليميز الصفوف فيما بينها و يبرز حقيقة المنهج الصافي الوضاح .
و كل من الأطراف المتقاتلة تحمل شيئا من الحق و شيئا من الباطل , لكنها عمدت إلى خلط للأوراق متعمد  تجاه الطرف الآخر , و بالتالي كادت هذه الحالة إلى إفساد الجهاد الشامي برمته , لولا أن يسر الله لهذا الدين من يحمله و ينقي شوائبه , فهذا وعد الإله سبحانه .
فمما لا شك فيه أن هناك حملة قذرة مسعورة على الإسلام و المسلمين و على جماعة الدولة الاسلامية بالذات , و مما لا شك فيه أيضا أن أمريكا و دول الكفر و دول الخيانة ليسوا نائمين عن الشام و يدعمون و يؤسسون لرجال لهم كي يكونوا عملاء المستقبل . هذه مسلمة الكل يعلمها فلا يزاودن احد بها و يدعي انه هو الوحيد الممسك بخيوط المؤامرة !! لكن الأمر الجنوني الذي حدث هو خلط الأوراق من طرف الدولة الاسلامية و فتح النار على كل من خالفها و لم يسلم حتى من هذه النيران جبهة النصرة – الأخ غير الشقيق لتنظيم الدولة في الأسرة الواحدة !!
رأينا سيارة مفخخة يقودها انتحاري تضرب مقر لجبهة النصرة في الرقة و قبلها سيارة انتحارية تضرب مقر أحرار الشام  , و لولا أن احد قادة جبهة النصرة الثقات قال ذلك , لما تجرأ احد بالتفكير بالتصديق . و طبعا لا ننسى قضية الأمير الشهيد أبو سعد الحضرمي التي اعترفت الدولة بقتله لأنه ارتد !! فأي رسالة ستحملها الدولة الاسلامية للشعب التي تنوي حكمه !! لن يصدق احد فرية الردة بهذه الطريقة دون محكمة و لا إثبات إلا من تعصب قلبه و عقله لتنظيم الدولة .
و نأتي إلى الطرف الأخر من الفتنة الحاصلة , الجبهة الاسلامية و جزء من أحرار الشام و عصابات قطع الطريق المعروفة لدى كل الشعب السوري . فهذه الأطراف اجتمعت لقتال الدولة الاسلامية مستغلين أخطاء كثيرة لها  و هي لا تحمل نفس الأجندات , فأتباع ماكين و الغرب مأجورون يقاتلون بالوكالة عن أربابهم , و بقية الأطراف قادها التهور في الانزلاق إلى قتال الدولة و لم تأبه لوجودها في صف واحد مع المرتزقة , مما أدى بالدولة إلى خلط الأوراق و القول بأننا نقاتل صحوات . و تتحمل الأطراف الاسلامية مسؤولية كبيرة تجاه هذا الأمر , فالذي يريد هذا الدين يتناسى أحقاده و ينزل كتفه إحقاقا للحق , لا أن يقف في الصف الذي يتواجد به المدسوسون . كان لا بد أولا من تجنيب الأطراف الخائنة الصراع و تفويت الفرصة عليهم .
و يبقى خارج دائرة الاقتتال , أصحاب المنهج الصافي , تقودهم الحكمة و تعلمهم التجارب و يرمون بالحمل على رب العالمين , لا يضرهم من خالفهم و من عاداهم , ليس لهم إلا غاية واحدة , يمضون إليها بثبات , إسقاط النظام المجرم , و من ثم الاتفاق مع بقية الفصائل الاسلامية على تشكيل الدولة الاسلامية الحقيقية التي تحكم بالعدل و يبني أركانها و يتفق عليها  أصحاب الحل و العقد , و يشارك فيها عموم المسلمين , فتكون شوكة في حلوق أعداء الدين و مهدا للفتوحات و الزحف نحو روما و الأندلس من دون استباق للمراحل و لا قفز على الدرجات . يا أهل الشام : عليكم بالبوصلة ... عليكم بجبهة النصرة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق