ما يمكن انقاذه
من جنيف 2
أحرار الشام
بقلم : احمد ابو
فرحة
لا يلزم كثير من الذكاء ليعلم المراقب
أن أمريكا و قوى البطش العربية تعيث فسادا في سوريا و تحاول إنشاء قوة على الأرض
موالية للنظام العالمي الذي أولى أولياته محاربة الإرهاب و التطرف و حرب القاعدة
بالذات . لكن مسألة التعاطي مع هذا الأمر يختلف من فصيل مجاهد إلى آخر . فالدولة
الاسلامية في العراق و الشام و بخبرتها الكبيرة في هذا المجال تريد الاستباق في
ضرب هذه القوى , في حيث أن جبهة النصرة تطبخ على نار هادئة و تنتظر الأمور لتنضج
مثل حبة التين فتسقط الحبة على الأرض من تلقاء نفسها . و لسنا هنا في صدد ترجيح من
الصائب و من الأكثر صوابا في هذا المقام .
جنيف 2 سيكون منعطفا كبيرا في تاريخ
الشعب السوري , إذ انه سيكشف للشعب الغث من السمين و ستتضح كل الرايات جلية بعد
هذا المؤتمر , فلا يغتر مغتر بالرايات الاسلامية المرفوعة في سوريا , فحتى الجاسوس
الخائن ليسوق نفسه في سوريا يرفع راية إسلامية أو يتسمى بأسماء إسلامية , و لعل
هذا من اكبر ثمار الثورة السورية , فلا مكان للأسماء البائدة من وطنية و بعثية و
شيوعية .
جنيف 2 ستوقعه الفصائل العاملة في
سوريا و لعل الجبهة الاسلامية المدعومة سعوديا هي الفصيل الأبرز في هذا التوقيع .
زهران علوش لم يلجمه حقده على التيار الجهادي في أن يفضح نفسه من أول الثورة عندما
هاجم النصرة ثم الدولة في تسجيل له و تغريدات له .
جنيف 2 سيتبعه دخول بري لقوات برية أو
جوية من خارج سوريا لضرب الإرهاب ( النصرة و الدولة ) يتبعها حرب بالوكالة من قبل الأطراف
الخائنة . لكن هنا الذي يهمنا ما يمكن إنقاذه من جنيف 2 ؟ هو لا شك فصيل لا نشك في
أفراده و (معظم) قادته , ألا و هم أحرار الشام . و لأحرار الشام صولات و جولات في
الجهاد السوري و نعلم أدبياتها و منهجها فهي لا تختلف كثيرا مع القاعدة إلا في
مسألة بارزة و هي القتال داخل إطار القطر , بينما القاعدة بجناحيها الدولة و
النصرة فهما مشروعان امميان و إن اختلفا في الأسلوب .
لهذا لا بد لفصيل أحرار الشام من
التنصل فورا من الجبهة الاسلامية و إعلان موقف صريح و واضح , أو إن استطاعوا النأي
بالجبهة الاسلامية عن هذا المؤتمر الكارثي و الذي خلاله ستشارك اغلب فصائل الجبهة
الاسلامية .
و يجدر ذكره هنا , ان الحاصل في سوريا الآن هو قتال فتنة بين مسلمين و ليس قتال ايمان و ردة , ذلك ان الله عز وجل امرنا بالاخذ بالظاهر , و بعد انضمام المنضمين الى جنيف رسميا و بدء العمل به سيكون لكل حادث حديث .
و يجدر ذكره هنا , ان الحاصل في سوريا الآن هو قتال فتنة بين مسلمين و ليس قتال ايمان و ردة , ذلك ان الله عز وجل امرنا بالاخذ بالظاهر , و بعد انضمام المنضمين الى جنيف رسميا و بدء العمل به سيكون لكل حادث حديث .
و أكثر ما سيقف عقبة أمام جنيف 2 و
خيانة الخائنين هو :
بأس الدولة و خبرتها و قوة النصرة و
شعبيتها .... ثم الورقة الرابحة انضمام أحرار الشام بأعدادهم الكبيرة إلى معسكر
الحق ضد معسكر الباطل .
19 – كانون ثاني - 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق