من يصنع الغلو و
يتحمل مسؤوليته ؟
داعش دولة الغلو
بقلم : احمد ابو
فرحة
من كان يتخيل يوما أن تكون القاعدة
حمامة سلام بكل ما تحملته من تشويه و حرب و سجن لأنصارها إلى جانب جماعة تعد على
المجاهدين ؟ سنين من التشويه الممنهج من دراما و أفلام و تسخير شيوخ ضرار على
القاعدة و فجأة تأتي جماعة ترمي القاعدة بالميوعة و الهوان و تهدر دماء أبنائها ؟
هل تقدرون حجم الكارثة ؟ هل تقدرون ماهية أولئك البشر الذين يرمون أبو محمد
المقدسي (المنظر التكفيري الأول في هذا العصر حسب زعم مناوئي القاعدة ) انه متخاذل
و منبطح و إلى ما شئت من هذه الأوصاف ؟ لا بد أن أولئك البشر قوم بلغوا من الغلو
مكانا سابقوا السحاب في علوهم نحو غلوهم .
و لكن بعد هذا كله , لا بد لنا أن
نعلم الأسباب الحقيقية للغلو و كيف أصبح مستشريا إلى هذا الحد , علنا نتعلم , و لا
بد للجميع أن يتحمل مسؤولية الحد منه و إلا لن يبقى احد إلا و سيكتوي بناره .
أسباب انتشار الغلو :
1-
الطواغيت المرتدين الذين تقلدوا مقاليد الحكم في البلاد الإسلامية و
العربية و حربهم للدين و محاربتهم للإسلام و وضع الشباب المسلم في غرف التحقيق و
التعذيب و السجون التي هي فقاسة للغلو و منعهم للحريات الدينية و الفكرية , كل ذلك
لا محالة سبب الغلو الأول عند الشباب .
2- الناس بشكل عام الذين يغرقون في
الملاهي الدنيوية و نظرتهم السطحية للدين و نبذهم للشباب الملتزم في كثير من
المرات . حتى ن يصل الأمر بعض المرات ان ينبذ الأب ابنه و ابنته إذا أرادوا التقرب
أكثر من الدين . و لأنهم شباب صغار قد لا يتحملون الأمر مما ينحى بهم منحى التطرف أما
تشددا أكثر او تفريطا و كلاهما غلو .
3- فشل التيار الإسلامي التقليدي من إخوان
و سلفية و حزب تحرير في إقامة حكم إسلامي , بل و على العكس من فشل إلى آخر مما أدى
إلى إحساس كثير من الشباب الإسلامي بالخذلان . فالذي يلقي نظرة متفحصة دقيقة نرى أن
البلد التي تخاذل فيها التيار الإسلامي و بالذات الإخوان المسلمين أكثر ترى فيها
الغلو أكثر .
أ- العراق : الدولة التي تنطلق منها
داعش , كان أداء الإخوان الأكثر قذارة بين إخوان العالم , تحالف الاخوان مع
المالكي العميل لبناء العراق و حربهم على من اراد الجهاد على ارض الرافدين !! و
كذلك بقية الحركات الإسلامية تركت الساحة الجهادية الا من رحم .
ب- تونس : استبشر الشباب الاسلامي
خيرا في حركة النهضة الاخوانية , و للاسف كان الاخوان بسياستهم العلمانية في تونس
دافعا كبيرا للشباب نحو الغلو كافرين بأي وسيلة الا العنف حتى لو كان غير ممنهجا .
ج- مصر : فشل الاخوان في ادارة دفة
الصراع مع العلمانية بصفتهم الحركة الاكبر في الساحة المصرية , و ادى فشلهم الى
فقدان الحكم و التنازل عن شرع الله و تقتيل كثير من زهرات الشباب و الشابات بدم
بارد دون استراتيجية تحمي هؤلاء الشباب . و لذلك شعر اغلبية الشباب بالاحباط و
اصبح لديهم ردة فعل عنيفة . و ردة الفعل هذه جيدة , لكن غير الجيد ان تكون غير
مضبوطة و شعواء . اما بالنسبة لعمالة سلفية برهامي فهذا اقل من ان نحلل امره .
هذه البلدان نرى انها هي المورد
الاكبر لداعش , و نستخلص ان البلد التي فشل فيها التيار الاسلامي اكثر كان حاضنة
اكبر للغلاة .
4- سكوت شيوخ الجهاد العالمي عن مظاهر
كثيرة من مظاهر الغلو و اكتفائهم بالمراسلات الداخلية مع داعش في العراق مع انها
ظلمت كثيرا من الجماعات الاسلامية هناك و اهمها انصار الاسلام , مع ان انصار
الاسلام ارسلت بيانا شهيرا تبين فيها مظالم الجماعة الى الشيخ ايمن . و مع ذلك كان
انتقاد الشيوخ و المنظرين على استحياء لداعش .
5- بعض الشيوخ الذين يتبنون مسألة
التوسع في التكفير و تكفير الجاهل و لا يعذرون في هذه المسألة كالحازمي و الجزولي
. فبعد أن كانوا غير معلومين , أصبحوا مرجعيات كبيرة لداعش لانهم وافقوا هواهم .
فالغلو هناك من بذر بذرته , و هناك من
سقى نبته , و هناك من تبناه فترة , و هناك من تعامى عنه و قلل من خطره , و هناك من كان معني بوجوده كالطواغيبت و هناك و
هناك , الى ان اصبح الغلو دولة متمثلة بداعش .
نسأل الله ان يرد الغلاة الى طريق
الرشاد اوان يبيدهم كما باد عاد , لانهم خطر كبير ان لم يضع له حد في الشام ,
ستكتوي كل بلاد المسلمين بنارهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق