الثلاثاء، 13 مايو 2014

من يصنع الغلو و يتحمل مسؤوليته ؟



من يصنع الغلو و يتحمل مسؤوليته ؟
داعش دولة الغلو
بقلم : احمد ابو فرحة
من كان يتخيل يوما أن تكون القاعدة حمامة سلام بكل ما تحملته من تشويه و حرب و سجن لأنصارها إلى جانب جماعة تعد على المجاهدين ؟ سنين من التشويه الممنهج من دراما و أفلام و تسخير شيوخ ضرار على القاعدة و فجأة تأتي جماعة ترمي القاعدة بالميوعة و الهوان و تهدر دماء أبنائها ؟ هل تقدرون حجم الكارثة ؟ هل تقدرون ماهية أولئك البشر الذين يرمون أبو محمد المقدسي (المنظر التكفيري الأول في هذا العصر حسب زعم مناوئي القاعدة ) انه متخاذل و منبطح و إلى ما شئت من هذه الأوصاف ؟ لا بد أن أولئك البشر قوم بلغوا من الغلو مكانا سابقوا السحاب في علوهم نحو غلوهم .
و لكن بعد هذا كله , لا بد لنا أن نعلم الأسباب الحقيقية للغلو و كيف أصبح مستشريا إلى هذا الحد , علنا نتعلم , و لا بد للجميع أن يتحمل مسؤولية الحد منه و إلا لن يبقى احد إلا و سيكتوي بناره .
أسباب انتشار الغلو :
1-  الطواغيت المرتدين الذين تقلدوا مقاليد الحكم في البلاد الإسلامية و العربية و حربهم للدين و محاربتهم للإسلام و وضع الشباب المسلم في غرف التحقيق و التعذيب و السجون التي هي فقاسة للغلو و منعهم للحريات الدينية و الفكرية , كل ذلك لا محالة سبب الغلو الأول عند الشباب .
2- الناس بشكل عام الذين يغرقون في الملاهي الدنيوية و نظرتهم السطحية للدين و نبذهم للشباب الملتزم في كثير من المرات . حتى ن يصل الأمر بعض المرات ان ينبذ الأب ابنه و ابنته إذا أرادوا التقرب أكثر من الدين . و لأنهم شباب صغار قد لا يتحملون الأمر مما ينحى بهم منحى التطرف أما تشددا أكثر او تفريطا و كلاهما غلو .
3- فشل التيار الإسلامي التقليدي من إخوان و سلفية و حزب تحرير في إقامة حكم إسلامي , بل و على العكس من فشل إلى آخر مما أدى إلى إحساس كثير من الشباب الإسلامي بالخذلان . فالذي يلقي نظرة متفحصة دقيقة نرى أن البلد التي تخاذل فيها التيار الإسلامي و بالذات الإخوان المسلمين أكثر ترى فيها الغلو أكثر .
أ- العراق : الدولة التي تنطلق منها داعش , كان أداء الإخوان الأكثر قذارة بين إخوان العالم , تحالف الاخوان مع المالكي العميل لبناء العراق و حربهم على من اراد الجهاد على ارض الرافدين !! و كذلك بقية الحركات الإسلامية تركت الساحة الجهادية الا من رحم .
ب- تونس : استبشر الشباب الاسلامي خيرا في حركة النهضة الاخوانية , و للاسف كان الاخوان بسياستهم العلمانية في تونس دافعا كبيرا للشباب نحو الغلو كافرين بأي وسيلة الا العنف حتى لو كان غير ممنهجا .
ج- مصر : فشل الاخوان في ادارة دفة الصراع مع العلمانية بصفتهم الحركة الاكبر في الساحة المصرية , و ادى فشلهم الى فقدان الحكم و التنازل عن شرع الله و تقتيل كثير من زهرات الشباب و الشابات بدم بارد دون استراتيجية تحمي هؤلاء الشباب . و لذلك شعر اغلبية الشباب بالاحباط و اصبح لديهم ردة فعل عنيفة . و ردة الفعل هذه جيدة , لكن غير الجيد ان تكون غير مضبوطة و شعواء . اما بالنسبة لعمالة سلفية برهامي فهذا اقل من ان نحلل امره .
هذه البلدان نرى انها هي المورد الاكبر لداعش , و نستخلص ان البلد التي فشل فيها التيار الاسلامي اكثر كان حاضنة اكبر للغلاة .
4- سكوت شيوخ الجهاد العالمي عن مظاهر كثيرة من مظاهر الغلو و اكتفائهم بالمراسلات الداخلية مع داعش في العراق مع انها ظلمت كثيرا من الجماعات الاسلامية هناك و اهمها انصار الاسلام , مع ان انصار الاسلام ارسلت بيانا شهيرا تبين فيها مظالم الجماعة الى الشيخ ايمن . و مع ذلك كان انتقاد الشيوخ و المنظرين على استحياء لداعش .
5- بعض الشيوخ الذين يتبنون مسألة التوسع في التكفير و تكفير الجاهل و لا يعذرون في هذه المسألة كالحازمي و الجزولي . فبعد أن كانوا غير معلومين , أصبحوا مرجعيات كبيرة لداعش لانهم وافقوا هواهم .
فالغلو هناك من بذر بذرته , و هناك من سقى نبته , و هناك من تبناه فترة , و هناك من تعامى عنه و قلل من خطره , و هناك من كان معني بوجوده كالطواغيبت و هناك و هناك , الى ان اصبح الغلو دولة متمثلة بداعش .
نسأل الله ان يرد الغلاة الى طريق الرشاد اوان يبيدهم كما باد عاد , لانهم خطر كبير ان لم يضع له حد في الشام , ستكتوي كل بلاد المسلمين بنارهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق