السبت، 5 أبريل 2014

فلسفة حول داعش بقلم : احمد ابو فرحة



فلسفة حول داعش
بقلم : احمد ابو فرحة

قد يتخيل البعض ان مشكلة داعش هي وليدة العام الماضي بعد اعلانها في الشام و قبلها في العراق . مخطئ من ظن للحظة ان هذه المشكلة عمرها عام واحد فقط . داعش و ان اخذت هذا الاسم حديثا الا ان هذا اللفظ يعبر عن معاني كثيرة و ارث كبير و واقع موجود نراه سياسيا و عسكريا و حتى في شتى مجالات الحياة , فداعش اكبر و اعظم ان تحصر في تنظيم او في جماعة او حتى في دولة !! هي منهج حياة ينتهجه كثيرون خاضوا غمار الحياة و فهموا ما وجب فهمه بطريقة مقلوبة و عاشوا بطريقة معكوسة و تظاهروا بمثاليات و قيم قد تنطبق على أي شخص الا هم . داعش مشكلة عمرها عمر التاريخ و ان لم تكن لها اسم مبلور بعد .
و للإنصاف فان الانسان لا يولد داعشيا بالفطرة , فالفطرة السليمة تتنافى مع مفاهيم و سلوكيات داعش , و يصبح الانسان داعشيا بعد اكتمال عوامل قاسية و ظروف معينة .
و لا تنحصر الطريقة الداعشية في التعامل في دين محدد!! مخطئ من ظن هذا , فهناك داعشي نصراني و هناك داعشي يهودي و هناك داعشي بعثي و داعشي اسلامي و داعشي اخواني و داعشي تحت صفوف القاعدة . فكرة داعش في أي مكان قد تجدها . و قد يكون المرء داعشيا بشكل جزئي و قد يكون كليا . داعش بيئة خصبة لكل مأزوم نفسي و كل حاقد بسبب ظلم و كل سادي قذر و لكل متنطع يحب البروز و لكل منبوذ اجتماعي و لكل فاشل في حياته اراد ان يعوض تكرار فشله فاختار هذا الطريق . و قد تكون داعش كل اولئك .
و اكثر ما يفرح به الطواغيت و الدول الاستعمارية وجود داعش بين ظهراني الشعوب . لان داعش ببساطة تريحهم من كثير من المهام . فداعش بالمفهوم العسكري المقاتل تعني خلل في ترتيب الاولويات لخدمة الاعداء . كما ان احد تعريفات داعش هي كل فكرة او كل مفهوم او كل محاولة تتحدى سنن الحياة في التغيير بطريقة تخدم الاعداء من جهة و ترضي الغرور من جهة اخرى اضافة الى اذى من حولك من جهة ثالثة .
قد يخطط الاعداء لسنوات طوال لمكر معين , فيأتي من يحمل فكر داعش و يسهل عليهم هذا الامر بفترة قصيرة وجيزة باسم المثاليات .
حتى تنضم لفكر داعش , و على عكس كل الحركات الاخرى التي تطرح اجمل ما عندها للجذب , فان داعش تطرح اقذر ما عند الاخرين بتخوين و تكفير مما يلاقي استحسانا في النفوس المريضة , و بعد انتقاد الجميع و غياب لغة التآلف , تصبح بؤرة بث الاشاعات و بؤرة السب على الاخرين قبلة يحج اليها كل من يرى الامور بعين الكره و الحقد و الغل .
كما ان فكر داعش بسيط جدا و قوي في نفس الوقت , اذ يقوم الامر على مثالية معينة مسلمة بها , و طبعا فان عكس هذه المثالية هي الشر بعينه , ثم تقوم بعد ذلك بسلسلة من الاسقاطات السقيمة الشيطانية بمتسلسلات عجيبة تطعن بها كل البشر الا من يقف في صفك عن طريق المثالية الفرضية الاولى , و تصبح في دقائق منظر و قائدا و مكفرا و مفكرا و عالما يشار اليك بالبنان عند الدواعش .
كما ان داعش لا تعترف بحدود و هذه اشهد لها بها , ففي كل العالم عشرات من داعش باسماء اخرى , و اضيف انها لا تعترف بتاريخ احد و لا بقدسية احد , و هذه الاخرى نشهد لها بها , فالكل عندهم تحت المطرقة و لا كرامة لاحد . و قد يصل الامر الى تسفيه مؤسس داعش نفسه اذا اراد للحظة ان يوقف مسارا خاطئا او حتى اراد ان يلتوي لمصلحة معينة لا تتناسب و اهواء الدواعش . مشكلة صعبة و لا حل معها الا بانقاذ رباني . فقل لي بربك كيف تستطيع ايقاف شخص مستعد للقتل و الذبح و قتل نفسه و تفجيرها بك اذا اعتقد انك كافر و انه يتقرب للقاء ربه عن طريق اشلائك ؟ معادلة صعبة قد تكون فيها انت الضحية دائما .
في داعش , احذف من قاموسك كلمة "الاستغراب " و " الاندهاش" من أي شيء . عادي ان ترى أي شيء و عادي ان تسمع أي شيء. رؤوس مقطوعة لمجاهدين !! اسيد يوضع على وجوه المجاهدين !! تقتيل للعشرات بلحظات !! تباهي بتشويه الجثث !!
كل ذلك رأيناه و سمعنا تبريراته . لا مجال لنفسيتك السوية ان تتحمل كل ذلك , فلذلك تجبر اجبارا ان تقف في وجه داعش , و هم بالأصل لا يريدون احدا معهم و لا يهمهم احد , و لسان حالهم يقول : لا نريدك و ليتك تصبح ضدنا لنعيش على اشلائك و نتلذذ بشراب دمائك كما قال متحدثهم !!
كما ان داعش قد تكون في المجال الاقتصادي !! عجبا . نعم قد يفكر المرء بطريقة داعشية في مشروع معين دون حساب للسوق و أي شيء سوى انه يريد اقامة ذلك المشروع , فيصب عليه الوقت و الجهد و المال و بالأخير لا يحسب حساب للواقع , فيخسر خسارة عنيفة تودي به , ذلك هو الاقتصاد الداعشي !!
و الادهى ان تسمع ان هناك طريقة رياضية داعشية في اللعب !! فقد يظن فريق رياضي انه قاب قوسين او ادنى من النصر و هو ليس لديه أي مقومات , فيدخل المباراة دون حساب او اعداد او حتى خطة , فيخسر الفريق خسارة قد تجعل كل اعضاء الفريق يعتزلون اللعب نهائيا !!
لكن الذي يبشر بعد كل هذا , ان ظاهرة داعش ظاهرة مؤقتة , تصل الى ذروتها ثم ما تبرح ان تزال الى الهاوية , فما كانت حياة لتمشي و يقودها اناس ممن يحملون فكر داعش .
و لداعش مزايا و فوائد و حسنات كثيرة , لكن عندما تصبح خطرا عليك , وجب عليك ان تخفي كل المحاسن لأنه مهما كثرت المحاسن لن تصل الى عمل سادي واحد يخرق فطرة المسلمين !!
و امر آخر , فليس هناك شخص لم يمر في حياته في حالات داعشية , فكاتب المقال هذا كان يوما قريبا منهم و كل شخص مهما كان الا و دخل في تلك المرحلة المؤقتة من حياته قبل الاستيقاظ !
قد يقولون في نهاية المقام : انت حاقد على داعش و قبلك مليء بالحقد و كثير من التهم , و اجيب اخيرا : اقسم بالله غير حانث انني استنفذت كل مقاومتي لكره احد و كل انصافي و استنفذت كل ما عندي من موضوعية و كل ما عندي من دفاع , لكن دون جدوى و اضطررت اخيرا ان اقف في صف المسلمين ضد الفكر الداعشي المدمر و لعل قسمي قد ينطبق على آلاف مؤلفة غيري و الله المستعان .





هناك 4 تعليقات:

  1. ما هذا !! أي جنون في الفكر او في التعبير عن كره وحقد هائلين !! اقصد بذلك كاتب الصفحة !! هل تتصور بانك سوف تضحك على عقول البسطاء من القراء من خلال هذا التدليس الخسيس؟!! يكفي ايها الأزعر ان الامريكان ودول الحلف الصليبي ضدهم !! ضد قيادة الدولة الاسلامية ؟!! للأسف ليس لدى الدولة الجهاز الاعلامي القادر على ايصال فكرهم الحقيقي واهدافهم للعالم!! انها الحرب الشاملة ضد اعداء الله واعداء الشعوب !!

    ردحذف
  2. سأل أحدهم، ماهو دليلك او كيف توصلت الى ان هذه الخلافة ((( راشدة ))) ؟. فكان الجواب: الدليل على انها خلافة راشدة، تطبيق الشريعة، وإحياء البراء من الكفار والطواغيت، وإحياء الجهاد، وأخذ الجزية، والكفر بالأمم المتحدة وديمقراطيتها، وإقامة الأخلاق والآداب الاجتماعية وفرضها بقوة الدولة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن المنكر حدود سايكس بيكو، واجتماع دول الكفر عليها. وليس في الجماعات الأخرى شيء من ذلك إلا مبتور أو مشوه أو مدجن. أولئك إخواني فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع.(منقول عن John Adam ).

    ردحذف
  3. لااقول الا هزلت...ودولة الاسلام اتية

    ردحذف
  4. هم دواعش وأنتم فواحش !
    هم للطغاة يجاهدون وأنتم لهم تتزلفون وتودوا لو يدهنوا فتدهنون !
    باقية ... وتتمدد
    وإن رغمت انوف !

    ردحذف