السبت، 21 أبريل 2012

متى سيفهم المصريون اللعبة ؟


متى سيفهم المصريون اللعبة؟
تساؤلات و أفكار
احمد أبو فرحة

لا بد أن اسأل أولا أسئلة تقض مضاجعي, ما هي قيمة الشريعة الإسلامية عند المسلمين؟؟ و ما معناها ؟؟ و ما واجبنا تجاهها ؟؟ و هل دمائنا نستبيحها لأجل أي شيء إلا لأجل الشريعة؟؟

في تونس و قبل شهور معدودة , أقدم شاب على حرق نفسه و قتلها لأجل فتات الدنيا و لأجل انه لم يستطع المواجهة مع أي عنصر من عناصر النظام , و لثقافة الذل و الهوان و الهزيمة التي تجرعها المسلمون عبر سنين , و التي غذاها فينا الشيوخ و المفكرين و غيرهم , حتى أصبحنا نستمرئ هذا الذل ليل نهار , و لكل ذلك لم يستطع الشاب التونسي إيذاء أي احد أو التفكير في ذلك , لم يستطع سوى إيذاء نفسه و تنفيس غضبه إلا فيها.
 و بعدها قامت شرارة الثورة التونسية لأجل ما يسمى " الحرية" و بذلت الدماء حتى أزال التونسيون قناع النظام , و اعتبر ذلك الشاب المنتحر شهيدا و بطلا قوميا , مع انه كان اجبن أن يعبر ما في قلبه , و ضحايا الثورة آنذاك شهداء مغفور لهم عند الشيوخ متصدري الساحات الإعلامية .
و هنا السؤال البريء الذي يحتاج إلى إجابة : لماذا لا تبذل الدماء لأجل الشريعة ؟؟ لماذا لا يتورع المسلمون في مقابلة ربهم بأبهى صورة ؟؟ لماذا يعتبر من يريد بذل دمه لأجل الشريعة مفسدا في الأرض و غير واقعي و يريد الفتنة ؟؟ لماذا يزهق المسلمون ما يقارب مئة روح لأجل مباراة تافهة ؟؟ مع أن مئة روح صادقة تزهق في سبيل الله قد يكن كفيلات لإقامة شرع الله؟؟
أخشى أن يكون الجواب مرا , و أليما و قد يحمل على أوجه كثيرة , أخشى أن فاقد الشيء لا يعطيه !! و يشهد الله إني لا اكفر الناس المسلمين فهم أهل قبلة في المجمل , لكن هم لا يحملونها لا في قلوبهم و لا في عقولهم حق الحمل حتى يضحوا من اجلها , فلقد فوتوا الفرصة تلو الفرصة في مصر و قد ساعدهم في تفويت هذه الفرص لحى طويلة و أثواب قصيرة و عقول تجارية , حتى رأينا أن شريعة الله مغيبة حتى بعد ما يسمر " الثورة ".

إن الحرب على الإسلام مستعرة , أوارها يشتد بقدر ما نفوت الفرص و بقدر السذاجة التي يتحلى الأغلب بها , و بقدر اللعب تحت الطاولة من أطراف يفترض بها أن تسير بركب الإسلام , حسبنا الله و نعم الوكيل.
قبل يوم , تم استبعاد عشرة مرشحين مصريين من السباق الرئاسي , كان المستهدف من ذلك شخص واحد لا غيره , مشكلته الوحيدة انه نطق بكلمة (إسلام) أكثر من غيره , و قال كلمة شريعة و حدود , فجن جنون الغرب الكافر و غضب على المتحكمين الإسلاميين في مصر , و بالطبع لعب دور الجبن عند السلفية و قياداتها و لعب دور المصالح عند الإخوان و قياداتهم , و أصبح المكر مشتركا على من يريد حمل لواء الشريعة حتى و إن كان منقوصا ناعما.

أريد أن اسأل أسئلة و أريد مجيبا عليها :
1- لماذا لم يدعم حزب النور السلفي الشيخ حازم منذ البداية بشكل رسمي؟؟ أليسوا طلاب شريعة كما يزعمون ؟؟ و الشيخ حازم يريد تطبيقها , فلماذا خذل السلفيون الشيخ حازم و لأي غرض؟؟
لماذا قال نادر بكار الناطق باسم حزب النور إن الشيخ حازم "ثائر" و غير واقعي و لا يصلح للمرحلة؟؟ هل الثورية عيب يا أرباب الجبن؟؟و ما أبعاد هذا الكلام الفكرية و النفسية عند سلفية النور؟؟ و لماذا فرح نادر بكار عندما استبعد الشيخ حازم من الرئاسة , و قال في مداخلة مع عمرو أديب  ما نصه " فلننظر إلى النصف المملوء من الكأس , قد يكون استبعاد الشيخ حازم و خيرت الشاطر فيه خير للبلاد " , يقصد أن استبعاد الشيخ حازم يجنب ويلات أمريكا و الغرب . الم يئن الأوان أن نعرف ما هو حزب النور؟؟ و لماذا أنشئ بتلك السرعة؟؟


2- لماذا هذا الرد الباهت من الإخوان المسلمين على استبعاد الشاطر؟؟ الم يكونوا يعلمون أن الشاطر لديه مشاكل قانونية في كونه مرشحا؟؟ و ما قصة تسوية أموره بسرعة قبل الزج به في الانتخابات ؟؟ أم أنها كانت لعبة مدروسة لتشتيت الأصوات عن الشيخ حازم ؟؟ و من ثم فان استبعادهما مع بعض يرجع لنا السيناريو القديم المقرف المقزز بأن الإخوان ضحية دوما فيكسبون عواطف الشعب المصري المسكين؟؟! و هل من مصلحة الإخوان أصلا أن يكون الرئيس منهم؟؟ هل سيكرروا ما حدث لحماس فلسطين؟؟ الم ينل الإخوان مرادهم بأخذ الأغلبية في البرلمان ؟؟  أليس هذا حلم الإخوان الذي تحقق؟؟

3- متى سيقتنع المصريون بأن المجلس العسكري هو النظام و ليس مبارك؟؟ و إن اقتنعوا بذلك ما الذي يجب أن يحدث؟؟ هل لا زال المصريون يصدقون أن الجيش يد واحدة مع الشعب كما قال بعض الدجالين من الشيوخ ؟؟ و على قصة الشيوخ , هل أي شخص يقال له شيخ أصبح كلامه منزلا ؟؟ ألا يمكن أن يكون ( الشيخ الديناري ) في الكوتشينة أفضل من ذاك الشيخ الذي يغير على المسلمين دينهم ؟؟ هل لا زال المصريون يسمون ما حدث " ثورة " ؟؟

4- و أنت يا شيخ حازم , و نحن نحسبك إن شاء الله صادقا , متى ستنتهج الطريقة الشرعية لإقامة حكم الله في مصر؟؟ الم تجرب هذه الطريق الغربية و رأيت بأم عينيك ما فعلوه بك؟؟ ألا تريد أن تستغل هذا الشباب الثائر الذي يساندك و مستعد للتضحية ليس لأجلك , إنما لفكرتك؟؟ ألا تريد أن تكمل المشوار؟؟ الم يحن الأوان يا شيخ حازم للحظة التغيير الحقيقي ؟؟ ألا تدرك يا شيخ حازم انك محط أنظار الكثير من أنصار الشريعة في العالم؟؟ ألا تدرك يا شيخ حازم انه لو تغيرت مصر بشكل حقيقي سيتغير كل العالم العربي ؟؟

و هذا سؤال لنفسي :
هل سأعيش يوما ما في ظل الشريعة؟؟
15 – ابريل – 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق