نظرة الصغير و نظرة الكبير
الاسلاميون
احمد أبو فرحة
افتتح
مقالي هذا ببيتي شعر المتنبي اللذان يصفان واقع شباب الإخوان و اغلب شباب السلفية
, و واقع الشباب الإسلامي عامة , قال المتنبي :
عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم
تأتي العَزائِم******* ُوَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ
وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها*******و
تَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ
أظن أن معنى البيتين
مفهوم عند أصحاب اللسان العربي , إلا أن مدى انطباقهما على حالة شباب الإسلاميين
بشكل عام كبير جدا , فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم , و نحن نرى عزيمة الشباب
الإسلامي فيم منشغلة , بعضها مشغول في دعم هذا المرشح أو ذاك , و بعضها منهمك في
الأحزاب و سجالاتها , و بعضها مشغول في قضايا تعتبر إسلامية , لكنها لا تساوي شيئا
في قضايا الأمة الكبرى و هي قضية الشريعة و تحكيمها و قضية الجهاد و قضايا الولاء
و البراء . جيد أن تأمر بالسواك و الخمار و الثوب القصير , فهذه كلها شعائر
إسلامية , أما أن تجعلها قضيتك المركزية , فهذه مصيبة و تدل على خواء فكري !!
جهود الشباب منصبة
الآن في مصر بالذات في صلب العملية الديمقراطية , هذه العملية التي لن تأتي بخير
للمسلمين حتى لو خاض فيها اطهر الناس , ببساطة لأنها خاضعة لقواعد الغرب الكافر ,
و آلياتها و قوانينها مدروسة من اكبر عقول الكفار المفكرين , فهم ببساطة لا يعلمون
دهاليز هذه اللعبة لأنها ليست أصيلة عندهم و ليست في شريعتهم , و قد تجير في الآخر
لمصلحة الكفار و برضا من الإسلاميين أنفسهم , فيقولون لهم : لقد قبلتم بقواعد
اللعبة الديمقراطية , و ها هي النتيجة فارضوا بها صاغرين !! هذه هي الحقيقة المرة.
كنت في الماضي عندما
ترى أي شاب ينتمي لهذه الدعوة , ترى في عينيه مسحة من مسحات الصحابة , في عينيه
عزم كبير و فكر عالي , أيا كان تياره , اتفقت أو اختلفت معه , كنت ترى في هذا
" الإسلامي" رجولة منقطعة النظير , تتكلم معه و تراه واع إلى حد كبير ,
أما اليوم , فيهولك مقدار السذاجة و البساطة و السطحية و التبعية التي يعاني منها
أفراد التيار الإسلامي , ببساطة لان عزيمتهم خائرة , أليس على قدر أهل العزم تأتي
العزائم ؟؟؟
ادخل على مواقع
التواصل الاجتماعي و انظر بأم عينك أسماء الصفحات التي يعد مناصروها بآلاف و انظر
إلى تعليقاتهم , خذ مثالا كهذا , صفحة اسمها " أنا سلفي ما بعضش ولا
بضرب" , و يعد أنصار هذه الصفحة بالآلاف , و تهدف إلى "تحسين" صورة
السلفيين في الرأي العام , استحلفكم بالله هل هذا عنوان لصفحة؟؟ هل تشبه نفسك
بالكلب؟؟! من الذي يعض ؟؟ أليس الكلب؟؟
ما هذه التفاهة و
السخافة , و من من ؟؟؟ من الذين يعدون أنفسهم سلفيين ؟؟ يعني يشبهون أنفسهم
بالصحابة و التابعين!!
صفحات أخرى كثيرة جدا
, تتسم بالسذاجة و السطحية " أنا
بحبك يا شاطر بس مش حنتخبك" , " أنا آسف يا ريس حسني " طبعا هذه من
سلفية المرجئة, و الكثير.
ما اقصده هنا , انك
تحس أن أنوثة فكرية عصفت بهؤلاء الشاب , يتحدثون مرات كإناث , و تلقى الرجل صورته
بلحية طويلة , و هو لا يعلم من مع من و لا من ضد من , ينتظر من حزبه أن يأتيه
بالخبر , حتى يردده كالببغاء!!
هل على مثل هؤلاء قام
هذا الدين الحنيف ؟؟ قطعا و الله . هل هؤلاء يستحقون نصرا مؤزرا و تمكينا ؟؟ لا
احسب ذلك .
انظر بالمقابل إلى
الذين يقدمون أرواحهم رخيصة لوجه الله , تسمع وصيته و هو خجل من الله عز و جل , و
كأن روحه ارخص شيء يقدمه لله تعالى , ثم يقدم على ما يقدم عليه و هو غير راض عن
نفسه يتذلل لبارئه عسى أن يرحمه و يتقبله!!
انظر إلى مجاهدي
الطالبان , كل يوم عملية ضد الكفار و المحتلين , تجدهم لا يتكلمون أو حتى لا
يصورون كل عملية يقومون بها , ببساطة لأنهم يبتغون وجه الله و عزيمتهم وقادة كبيرة
, تراهم لا يذكرون شيئا عن أنفسهم , فهذا واجبهم!!
على النقيض , ترى
الحزبيين الإسلاميين يرون كل سفيه أمر من قادتهم و كأنه انجاز تاريخي , سيقوم
وراءه نصر مؤزر , تجدهم يكتبون على المواقع الالكترونية : الله اكبر الشيخ فلان
سيدعم الشيخ فلان , الشيخ فلان يؤكد انه لا يحب إسرائيل " الله اكبر " ,
الشيخ فلان نفى أن يكون قد اتصل بالقناة العبرية " الله اكبر " , و تجد
الفرحة في عيونهم مرافقة للدموع من الفرحة , كل هذا لان الشيخ نفى انه اتصل , أو
الشيخ سيدعم أو أي شيء من سفاسف الأمور هذه !! أليس هذا عجيبا يا أخوتي؟؟ّ!
فعلا , تعظم في عين الصغير صغارها , إنهم صغار
فعلا و كما قيل ليسوا على مستوى الأحداث , و لا يعول عليهم لا في دين و لا في دنيا
, أما العظام الذين تصغر في أعينهم العظائم , هم من نثق أن النصر و التمكين سيأتي
على أيديهم بإذن الله عز و جل , اللهم مكن لهم دينهم الذي ارتضيت لهم , اللهم آمين
5 – ابريل
- 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق