السبت، 21 أبريل 2012

نظرة الصغير و نظرة الكبير


نظرة الصغير و نظرة الكبير
الاسلاميون
احمد أبو فرحة

افتتح مقالي هذا ببيتي شعر المتنبي اللذان يصفان واقع شباب الإخوان و اغلب شباب السلفية , و واقع الشباب الإسلامي عامة , قال المتنبي :

عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِم*******    ُوَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ
وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها*******و تَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ

أظن أن معنى البيتين مفهوم عند أصحاب اللسان العربي , إلا أن مدى انطباقهما على حالة شباب الإسلاميين بشكل عام كبير جدا , فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم , و نحن نرى عزيمة الشباب الإسلامي فيم منشغلة , بعضها مشغول في دعم هذا المرشح أو ذاك , و بعضها منهمك في الأحزاب و سجالاتها , و بعضها مشغول في قضايا تعتبر إسلامية , لكنها لا تساوي شيئا في قضايا الأمة الكبرى و هي قضية الشريعة و تحكيمها و قضية الجهاد و قضايا الولاء و البراء . جيد أن تأمر بالسواك و الخمار و الثوب القصير , فهذه كلها شعائر إسلامية , أما أن تجعلها قضيتك المركزية , فهذه مصيبة و تدل على خواء فكري !!

جهود الشباب منصبة الآن في مصر بالذات في صلب العملية الديمقراطية , هذه العملية التي لن تأتي بخير للمسلمين حتى لو خاض فيها اطهر الناس , ببساطة لأنها خاضعة لقواعد الغرب الكافر , و آلياتها و قوانينها مدروسة من اكبر عقول الكفار المفكرين , فهم ببساطة لا يعلمون دهاليز هذه اللعبة لأنها ليست أصيلة عندهم و ليست في شريعتهم , و قد تجير في الآخر لمصلحة الكفار و برضا من الإسلاميين أنفسهم , فيقولون لهم : لقد قبلتم بقواعد اللعبة الديمقراطية , و ها هي النتيجة فارضوا بها صاغرين !! هذه هي الحقيقة المرة.

كنت في الماضي عندما ترى أي شاب ينتمي لهذه الدعوة , ترى في عينيه مسحة من مسحات الصحابة , في عينيه عزم كبير و فكر عالي , أيا كان تياره , اتفقت أو اختلفت معه , كنت ترى في هذا " الإسلامي" رجولة منقطعة النظير , تتكلم معه و تراه واع إلى حد كبير , أما اليوم , فيهولك مقدار السذاجة و البساطة و السطحية و التبعية التي يعاني منها أفراد التيار الإسلامي , ببساطة لان عزيمتهم خائرة , أليس على قدر أهل العزم تأتي العزائم ؟؟؟
ادخل على مواقع التواصل الاجتماعي و انظر بأم عينك أسماء الصفحات التي يعد مناصروها بآلاف و انظر إلى تعليقاتهم , خذ مثالا كهذا , صفحة اسمها " أنا سلفي ما بعضش ولا بضرب" , و يعد أنصار هذه الصفحة بالآلاف , و تهدف إلى "تحسين" صورة السلفيين في الرأي العام , استحلفكم بالله هل هذا عنوان لصفحة؟؟ هل تشبه نفسك بالكلب؟؟! من الذي يعض ؟؟ أليس الكلب؟؟
ما هذه التفاهة و السخافة , و من من ؟؟؟ من الذين يعدون أنفسهم سلفيين ؟؟ يعني يشبهون أنفسهم بالصحابة و التابعين!!
صفحات أخرى كثيرة جدا , تتسم بالسذاجة و السطحية  " أنا بحبك يا شاطر بس مش حنتخبك" , " أنا آسف يا ريس حسني " طبعا هذه من سلفية المرجئة, و الكثير.

ما اقصده هنا , انك تحس أن أنوثة فكرية عصفت بهؤلاء الشاب , يتحدثون مرات كإناث , و تلقى الرجل صورته بلحية طويلة , و هو لا يعلم من مع من و لا من ضد من , ينتظر من حزبه أن يأتيه بالخبر , حتى يردده كالببغاء!!
هل على مثل هؤلاء قام هذا الدين الحنيف ؟؟ قطعا و الله . هل هؤلاء يستحقون نصرا مؤزرا و تمكينا ؟؟ لا احسب ذلك .

انظر بالمقابل إلى الذين يقدمون أرواحهم رخيصة لوجه الله , تسمع وصيته و هو خجل من الله عز و جل , و كأن روحه ارخص شيء يقدمه لله تعالى , ثم يقدم على ما يقدم عليه و هو غير راض عن نفسه يتذلل لبارئه عسى أن يرحمه و يتقبله!!
انظر إلى مجاهدي الطالبان , كل يوم عملية ضد الكفار و المحتلين , تجدهم لا يتكلمون أو حتى لا يصورون كل عملية يقومون بها , ببساطة لأنهم يبتغون وجه الله و عزيمتهم وقادة كبيرة , تراهم لا يذكرون شيئا عن أنفسهم , فهذا واجبهم!!
على النقيض , ترى الحزبيين الإسلاميين يرون كل سفيه أمر من قادتهم و كأنه انجاز تاريخي , سيقوم وراءه نصر مؤزر , تجدهم يكتبون على المواقع الالكترونية : الله اكبر الشيخ فلان سيدعم الشيخ فلان , الشيخ فلان يؤكد انه لا يحب إسرائيل " الله اكبر " , الشيخ فلان نفى أن يكون قد اتصل بالقناة العبرية " الله اكبر " , و تجد الفرحة في عيونهم مرافقة للدموع من الفرحة , كل هذا لان الشيخ نفى انه اتصل , أو الشيخ سيدعم أو أي شيء من سفاسف الأمور هذه !! أليس هذا عجيبا يا أخوتي؟؟ّ!

 فعلا , تعظم في عين الصغير صغارها , إنهم صغار فعلا و كما قيل ليسوا على مستوى الأحداث , و لا يعول عليهم لا في دين و لا في دنيا , أما العظام الذين تصغر في أعينهم العظائم , هم من نثق أن النصر و التمكين سيأتي على أيديهم بإذن الله عز و جل , اللهم مكن لهم دينهم الذي ارتضيت لهم , اللهم آمين

5 – ابريل - 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق