الجمعة، 8 يونيو 2012

كم يلزم اهل السنة مذبحة لمعرفة الحق ؟


كم مذبحة تلزم أهل السنة لمعرفة الحق ؟؟
احمد ابو فرحة

و الله لا اعلم من أين ابدأ ولا أين انتهي , فلقد أصبح من الذلة بمكان عند أهل السنة أن لا يراهم أعداؤهم إلا حشرات تباد على مرأى و مسمع كل العالم , و أن يجند هؤلاء الأعداء في كل مرة من يبرر هذه المجازر الخارقة من أناس معدودين على أهل السنة زورا و بهتانا , و مما لا شك فيه , و مما يحرق القلب , و مما لا يفهم شماتة لا سمح الله , أن أهل السنة يتحملون جزئا كبيرا من هوانهم و ذلهم , و لسبب بسيط , أنهم ابتعدوا عن دينهم و غيبوه عن حياتهم , فغيبهم الله عن العزة و الكرامة , و نسوا مفتاح النصر الفعال , نسوا وعد الله الذي لا يتحقق إلا بتنفيذ المسلمين ما أمرهم به رب البرية :" إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم " , فالآية معناها أوضح من وهج الشمس في عز ظهيرة يوم من اشد أيام آب , نحن منكوبون لأننا لم ننصر الله.
و فيما يلي اسرد بعضا من نماذج هوان المسلمين السنة و اعلق بما تيسر لنرى ماذا تعلمنا من بلاء الله علينا .

1- مجازر النصيرين و الشيعة في سوريا
أن ترى طفلا رضيعا عمره ستة أشهر مذبوحا من الوريد إلى الوريد في عنقه , اعلم التالي :
1- عدو حاقد فقد بشريته و إنسانيته , مشحون بعقيدة معينة تبيح له ذلك , يرى في إجرامه تقربا لمعبوده
2- استهتار منقطع النظير بالخصم و مباركة و تأييد من قوى رئيسية مهمة  فاعلة و غض طرف مخزي ممن يفترض أن يكون حليفا و مساندا للضحايا .
هل كانت تلزم هذه المجازر حتى يعلم أهل السنة من هم الشيعة و النصيريون ؟ هل فهم الآن أهل السنة انه لا تقريب بين السنة و الشيعة ؟ هل عرف أهل السنة قيمة من كان يقف ضد الشيعة؟ هل سيصبح الزرقاوي رحمه الله رمزا لكل أهل السنة بعد كل هذه المجازر ؟ هل سيتفهمون موقفه الذي كان يقفه في العراق ؟
مجزرة الشغور , مجزرة الحولة , مجزرة القبير , و القائمة تطول , و الشرح و الوصف لم يعودا نافعين , فالصور و الفيديوهات ملأت الشبكة العنكبوتية و الأخبار و البرامج , و كل هذا ما الذي نراه من أهل السنة ؟؟
انقسام بين مؤيد لبشار و معارض له ؟؟!! أو إمساك العصا من المنتصف ؟؟!! أو استنجاد بالغرب و استجداء للمجتمع الدولي ؟؟! أو تشكيل جيش حر في سوريا لا يرفع راية الإسلام ؟؟!!
رقص و غناء و هتافات و تجمعات و مظاهرات سلمية ؟؟!! سلمية ؟؟ هل بقى مجال للسلم ؟؟
حسن نصر اللات لا زال رمزا للمقاومة و العزة عند كثير من الناس؟؟!! إيران لا زالت أملا للكثيرين عند منتسبي أهل السنة ؟؟! السعودية و قطر من أطراف دعم الثورة ؟؟! كتيبة حمد بن جاسم تشكل في سوريا ؟؟!!
اقسم بالله أني لا استطيع تفسير هذه التناقضات و التخبيصات عند هؤلاء البشر , و أسأل مرة أخرى : كم مجزرة يلزم لنفهم أن عدونا لا يرحم و انه لا سبيل لنا إلا العزة و الجهاد تحت راية نقية صافية تدعوا لتحكيم الشريعة علنا جهارا نهارا مدوية , يسمعها كل من قطن هذا العالم ؟؟
إن لم يفهم أهل السنة في سوريا هذا اليوم في أقسى ظرف يعيشونه , هل سيفهمونه لاحقا ؟؟

2- مجازر الروس في الشيشان , مئات ألوف القتلى و المشردين , نسبة النساء إلى الرجال أربعة إلى واحد , قتل و اغتصاب و تدمير , ماذا رأينا بعد ذلك كله؟؟
رأينا خالد مشعل في موسكو يرد على صحفي أمريكي يسأله : انتم مجاهدون في فلسطين و الشيشان يعدون عند المسلمين مجاهدين , ما رأيك في قضية الشيشان ؟؟ يرد مشعل ( و هو رأس من رؤوس أهل السنة ) : الشيشان شأن روسي داخلي ؟!! يا لقذارة السياسة على حساب العقيدة .
و مع كل مجازر الروس نذكر أيضا ان الشعب الشيشاني نفسه منقسم ,فمنه من هو مع المقاومة الشيشانية , و منهم أيضا وهم من أهل السنة من هم موالون للروس, فكيف سينتصر هذا الشعب ؟ هل سيدرك يوما ؟؟

3- مذابح البوسنة و الهرسك 1995
لقد فعل الصرب في البوسنة و الهرسك و هم شعب مسلم سني افاعيلا لا يفعلها إلا ذئب في شياه , معسكرات للاغتصاب تضم ألوف النساء !! بطش و تنكيل و تهجير , يعد أفظع ما حدث في القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية , و السؤال : ماذا فعل أهل البوسنة ؟؟
لم يدرك الشعب البوسني أن الغرب الكافر عدو- بعد أن كانوا يعتبرونهم أصدقاء و شركاء في الوطن ( بغياب العقيدة طبعا ) - إلا بعد كل ما سبق , فجمع البوسنيون أنفسهم و قاتلوا و هب المئات من الشباب المسلم من أنحاء العالم ليدافعوا عن دين الله و عن شرف نساء البوسنة , و الخلاصة أن الحرب انتهت بإشارة من شرطي العالم أمريكا بعد أن أحرز المسلمون تقدما , لكن دورهم انتهى , و رأينا كيف بعد سنوات تم طرد المجاهدين العرب إلى ديارهم و هم غير مرغوب بهم , لا في البوسنة حيث قاتلوا و بذلوا , و لا في أوطانهم حيث أنهم يشكلون عبئا على حكامهم , و الآن يعيش البوسنيون بنظام علماني كافر متناسين كل ما حدث معهم و لا شريعة حكمت و لا عقيدة صافية رسخت بعد أحداث جسام . فمتى سيدرك البوسنيون السنة مفتاح العزة ؟

4- مجازر فلسطين
تاريخ فلسطين حافل بالمجازر منذ قيام دويلة " المسخ" و حتى اليوم , و خلاصة القول أن اغلب الفلسطينيين يعتبرون الصراع مع اليهود صراع أراضي و حدود , و القليلون من يعتبرونه صراع عقيدة , و خطورة الأمر في صراع الحدود انه لو افترضنا جدلا أن " إسرائيل" قررت أن تحل الصراع سلميا و يوافقوا على قرار 442 و 338 لرأينا أن غالبية الفلسطينيين سيوافقون !! و سيعيش الشعبين اليهودي و العربي جنبا إلى جنب بسلام متناسين الجروح و الآهات , فمتى ستتغير قناعة الفلسطينيين السنة تجاه عدوهم ؟؟!
و بالإشارة إلى فلسطين نفسها , نذكر أن من قام بمجزرة صبرا و شاتيلا عام 1982 هم اليهود و حلفائهم حزب الكتائب اللبناني النصرانيين , و حزب الكتائب اليوم حزب له احترامه في لبنان و هو حليف لتيار المستقبل السني الأكثر انتشارا في لبنان ؟؟! أليست هذه مفارقة ؟؟ فأين دماء 3500 فلسطيني بريء أريقت بوحشية في صبرا و شاتيلا ؟؟

5- مجازر الصين في الشعب الايجوري
آلاف الضحايا المسلمين من شعب الايجور المسلمين من قبل السلطات الشيوعية الصينية , فماذا فعل المسلمون ؟؟ ترى بعض المسلمين يراهن على الصين كقوة مناهضة للولايات المتحدة الأمريكية , و ترى الصين نفسها تقف مع النصيرين العلويين ضد أهل السنة في سوريا , فهل سنقف وقفة عقائدية ضد الصين ؟؟

مذابح أهل السنة في نيجيريا , مأساة المسلمين الأذربيجانيين من الأرمن , ألوف الضحايا المسلمين من نصارى اندونيسيا , مذابح الهندوس في كشمير , مذابح المسلمين في الحبشة , مذابح المسلمين في تايلاند ,تاريخ طويل و بكاء ما عاد ينفع .

لقد آن الأوان للمسلمين أن يفيقوا من سباتهم و أن يدركوا معادلة النصر , لا نصر إلا بعقيدة سليمة صافية , لا نصر إلا بشرع الله , لا تمكين إلا بتوحيد خالص , لا مكان للأهواء , لا مكان للتخاذل , ميزان العقيدة يجب أن يزن كل أمر , من اصغر الأمور إلى أعظمها , نصرة الموحدين واجبة في كل مكان , في اليمن العنوان " أنصار الشريعة " و في الصومال "الشباب المجاهدين" و في ازواد شمال مالي " أنصار الدين " , في الشيشان " المجاهدون الأبطال" , في أفغانستان و باكستان " طالبان و القاعدة " , في نيجيريا " بوكو حرام " , العنوان في سوريا "جبهة النصرة" التي لم تتضح راية الاها في الشام , لا مكان للوطنيين و العلمانيين اليوم و لو حملوا كل السلاح , هذا زمان الغربلة , في مصر الكنانة " كل من رفع لواء الشريعة و لم يدنس في انتخابات الشرك" , لا نصرة لأصحاب أنصاف الحلول , لا نصرة لمن يتلون على حساب دينه مهما طالت لحيته و مهما قصر ثوبه و مهما بلغ علمه , هذا زمان التوحيد و لا سواه .

خذلان هذه العناوين اليوم هي خيانة للدين و إن لم تستطع نصرتها بالنفس و المال , فنصرتها بالدعاء لها بإلحاح , و أخيرا فان كل مصيبة تحل على المسلم إما اختبار و بلاء و إما تكفير ذنب , اسأل الله أن يعيد للأمة مجدها و عزها و أن ينصر الموحدين في كل مكان , انه على كل شيء قدير و بالإجابة جدير.

6 –حزيران - 2012

هناك تعليقان (2):

  1. أ أحمد أبو فرحة والله انى أحببتك فى الله ولم أرك .

    ردحذف
  2. احبك الذي احببتني فيه و بارك الله فيك

    ردحذف