الجمعة، 2 نوفمبر 2012

لماذا الهجوم على الحركة السلفية ؟؟



لماذا الهجوم على تيارات  السلفية ؟؟
احمد ابو فرحة

كثير من العوام و الحركات و المفكرين و السياسيين يهاجمون " السلفيين " بشراسة و يصورونهم على أنهم من العصور الحجرية و يتهمونهم بالغلو و التطرف إما في السلوك كما يهاجمون " القاعدة " أو تطرف في الفكر و جهل بالسياسة و العمالة كما يهاجمون " السلفية التقليدية " , و يستطيع أي شخص لديه القدرة على الكتابة أن يصور نفسه صاحب الحضارة الراقية و صاحب الفهم السليم و صاحب الرؤية الثاقبة و السياسة البارعة بذكر موقفين أو ثلاثة عن السلفيين بشتى تياراتهم فيبدو للعامة أن ما يكتبه صحيح .
و قد اليت على نفسي في الرد أن أكون ( موضوعيا ) جدا و لأبعد الحدود حتى يحس القارئ بقلبه قبل فكره و يعرف من هم السلفيين .

اولا : مما لا شك فيه أن كثيرا من شباب الحركة السلفية يعاني من قصور في الفهم في السلفية التي يحملها , و مما لا شك فيه أيضا أن كثيرا من السلفيين يركزون على جوانب فرعية على حساب الأصول و هذا واضح جدا و يختلف من سلفي إلى آخر و يختلف أيضا بحسب التجربة و بحسب السن . هذه نقطة نأخذها على ( شباب ) السلفيين بشتى تياراتهم .

ثانيا : أيضا مما لا شك فيه انه يؤخذ على السلفية التقليدية و على مشايخها الوقوف بجانب الظلم و مؤازرته و تحريم الخروج عليه مستدلين بآيات و أحاديث و مواقف لعلماء و أئمة و إسقاطها في غير موضعها , فيفقد الناس أصحاب الفطرة السليمة في هذا الموقف الثقة في شيء اسمه سلفيين و تلقائيا يعتقدون أنهم مرتبطين بالمخابرات و الأجهزة الأمنية و وصفهم بالجبن و حب السلطة . و هذه أيضا مع منتقدي السلفية الحق الكامل بأخذها و تسجيلها عليهم .

ثالثا : كان حتى فترة قريبة جدا , مغالاة بعض الأخوة الصادقين الجهاديين في الأعمال المادية التي يقومون بها من عمليات و تفجيرات , و حرف البوصلة نوعا ما العدو الأصلي , و طبعا الظروف تختلف من بلد إلى آخر , فليست كل البلاد أفغانستان و لا العراق , و ليست تونس كفلسطين و لا الجزائر كسوريا , بمعنى أن كثيرا من الجهاديين كانوا يريدون عكس بلدانهم مثل النموذج الذي يتمنون العيش فيه و هو " أفغانستان " , و هذا خطأ كبير و في كثير من المرات كانت الأمور تنقلب عليهم و يفوتون الفرص لإنشاء جيل كما يريدون لو أنهم صبروا قليلا .
و كثيرا أيضا من التفجيرات التي قاموا بها كانت محل شبهة و الأفضل كان لو تركوها فاستغلها خصومهم. و هذه أيضا نقطة تؤخذ على الجانب الجهادي من السلفيين و لكن اليوم بحمد الله قد تنبه لها علماء الجهادية بحكم التجربة و أصبحوا يخاطبون الناس بشكل أفضل .
هذه الأمور الرئيسية في نقد السلفيين بشتى أطيافهم , و لكن بالمقابل لنرى و بعجالة من هم خصوم السلفية الذين يظهرون بمظهر الحداثة و العقل و الحنكة ؟؟؟
1- اليساريون : أناس منكوسو الفطرة , فاشلون اجتماعيا , يسقطون دوما واقع فشلهم على النظام المعمول به , فخرجوا شيئا فشيئا عن المجتمع و تقاليده و أدبياته و دينه , فأصبحوا يفكرون بطريقة لا رادع فيها و لا روحانيات , و تبنوا نظريات افشل علماء الغرب في السياسة و الاقتصاد و الفكر الاجتماعي , إذا فهم مسوخ بشرية و قد أضعت خمسة سطور و أنا اكتب عنهم .
2- التيار الحاكم , و هم مجموعة من المنتفعين و الوصوليون قادهم الجبن و حب الذات و المصلحة إلى التملق للحاكم , و هؤلاء الناس "براغماتيون" لا مبدأ لهم , يصفقون للحاكم اليوم و يهللون له , و يسبون منتقديه , فإذا أصبح منتقدوه في الحكم , رأيناهم يطبلون و يزمرون للخصوم القديمين و أصبحوا اليوم القادة الرموز . و هؤلاء لا يستحقون مقارنتهم أيضا بالسلفيين أيا كانوا .
3- الحركات الإسلامية , و التوجهات " الإسلامية " الأخرى , فالصوفيون قطعا يكرهون السلفية لأنها حدت من انتشارهم و بدعهم و خزعبلاتهم , و بقية التيارات الإسلامية الأخرى و حتى العلمانية كانت تتهم الإسلاميين بالدروشة و الهبل بسبب الصوفية  , فإذا رأينا نقدا للسلفية اجتمع الجميع مع الصوفيين و اتفقوا ضد السلفية !!
علما أن الصوفيون على مدار التاريخ كانوا مطايا للحكام !!

و أما الحركات " المحسوبة على الإسلام زورا و بهتانا , كالأحباش و الدروز و العلويون و الاحمديون القاديانيون  فهم مرتدون , و أكيد أن من حد انتشارهم الكفري و ابرز الذين واجهوهم هم السلفيون , فالأمر طبيعي أن نراهم يكرهون السلفية و يشوهون صورتها دوما بوسائل الإعلام الغربية التي تفتحها لهم .
نأتي هنا للحركة الإسلامية الأبرز في القرن الحالي و هم " الإخوان المسلمون " و مناصروهم و مؤيدوهم , علما أن مناصري الإخوان ليسوا على قلب رجل واحد في الفكر و لا حتى العقيدة , فمنهم من هو قريب جدا للسلفية و منهم من قريب جدا لليسار !!! طبعا هذه سمة تتسم بها الحركات الحاكمة لأنهم يقدمون الولاء على الانتماء , و لذلك ترى هؤلاء المؤيدين ضد السلفية مرة واحدة في هذا الموقف السياسي للحركة , و نراهم يمدحون السلفيين في ذاك الموقف , و نراهم مرة يحذرون من الشيعة و خطرهم , و موقف آخر يمدحون الشيعة , فيصاب ابن الحركة الإسلامية " الإخوان " بمرض يشبه مرض الفصام في علم النفس , اذ انه لم يستوعب إنها المصلحة البحتة التي أدت به إلى الموقف و ليست العقيدة كما يحاول أن يبرر , و كثير من المرات , يحسم المناصر نفسه في خانة معينة و لا يستطيع أن يتقلب , فتراه يؤيد الشيعة بكل ما أوتي من قوة و يدافع عن " إيران" و " سورية الأسد " و "حزب الله" و يكون قد قرب كثيرا إلى النهج اليساري الذي سبحان الله اصبح بدوره يتاجر بهؤلاء , علما أن اليسار هاجم قديما " نظام الملالي " في إيران , و نسي بطش البعثيين به , و لكنها السياسة التي لا تمت للعقيدة بصلة , و لذلك و بعد كل هذه التناقضات مجتمعة , نجدهم كلهم يهاجمون السلفيين و بشراسة مستغلين أخطائهم و ثغراتهم , و يبقى السلفيون وحدهم من ثبت على مبدأه بنسبة عالية , لا لشيء إلا أنهم يرجعون للقرآن و السنة , فلذلك تكاد تكون الفوارق بين مواقف السلفية قليلة تجاه القضايا عبر التاريخ .

و أريد الختام بنقطتين هامتين اختم بهما بعد شرح قصير مبسط لكل ما سبق :
1- سواء اتفقت أو اختلفت مع الجهاديين م همهما حملت من فكر تسميه " مقاوم " , فاعلم أنهم هم رأس حربة الجهاد ضد الامبريالية العالمية و ضد رأس الأفعى و ضد الشيطان الأكبر (أمريكا) , سواء أنكرت أم أقررت بذلك , سواء شككت أم صححت , هذه هي الشمس التي لا يمكن أن تغطى بقشة !! و لعل 11 سبتمبر اكبر شاهد على ذلك . و إذ يحسب لحماس في فلسطين أنها من ( عملت توازن في الرعب ) ضد اليهود بعملياتها البسيطة المباركة , فان الجهاديين هم من عملوا معادلة توازن الرعب مع قوى الشر العالمية التي تحيك بالمسلمين شرا أيا كان , هم من دحروا روسيا و قاتلوها في الشيشان و أفغانستان , هم من حاربوا الاتحاد الإفريقي العميل في الصومال و في نيجيريا , هم من وقف مع أهلهم في البوسنة و الهرسك , هم من ينتصر لقضايا المسحوقين من المسلمين في شتى بقاع العالم لان منظورهم أممي و ليس وطني كما غيرهم .
2- مهما كان توجهك أيها الإسلامي أو غيره , و إن أردت الرجوع إلى أمر فقهي فانك بفطرتك ترجع إلى العلماء السلفيين , و إن أبحرت في الفقه الذي تتبعه ترى أن جله مأخوذ عن السلفية إلا الأمور التي حرفها علماء الحركات كي تتماشى مع مصالحهم , و ستجد أن الثبات سمة من سمات السلفية تفتقر إليها أنت و غيرك .
و يوما ما سينشر هذا الإسلام في كل بقاع العالم و سيدخل ان شاء الله كل بيت , و طبعا بالرجوع إلى الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة .

2- نوفمبر - 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق