الثلاثاء، 22 مايو 2012

اسلاميو مصر و سراديب النجاة


اسلاميو مصر و سراديب النجاة
احمد ابو فرحة

يحكى أن رجلا كان محبوسا عند ملك ظالم في غرفة في قاع القصر , و ذات يوم أتى الملك للرجل و قال له سأعطيك فرصة للنجاة بنفسك من هذا السجن , و سأفتح لك كل السراديب التي قد تؤدي إلى خارج السجن , بشرط أن تكون هذه الفرصة فقط حتى الصباح , و اتفق الرجل و الملك على هذا و فتح الباب و خرج الملك . بدأ هذا السجين بالدخول إلى السراديب واحدا تلو الآخر و بسرعة , كي يهرب قبل الفترة المحددة , و من نفق إلى آخر و من سرداب مظلم إلى سرداب أكثر ظلمة حتى خارت قوى هذا الرجل و استسلم للتعب بعد عناء شديد و نام و طلع الصباح دون أن ينفد بجلده و يهرب من السجن. أتى عليه الملك و وجده منهار القوى ثم سأله : لماذا لم تخرج من السجن ؟؟ سأله باستغراب و دهشة شديدين, فأجاب الرجل : لقد حاولت يا سيدي الهروب إلى الحرية من كل السراديب و لم يفلح أيا منها في الوصول إلى غايتي , فأجاب الملك : عجبا لك أيها الرجل !! كم أنت غبي !! حاولت في كل السراديب و نسيت الباب الذي أوصدته لك مفتوحا !!!!!!

لقد قاد تفكير هذا الرجل الأرعن إلى اللاشيء , لأنه لم يفكر بمنطقية و لا حكمة , فضاعت فرصته بالنجاة.
و إني لأجد حال إسلاميي مصر لا يختلف كثيرا عن هذا الرجل , فها هم يدخلون في السراديب المظلمة واحدا تلو الآخر أملا منهم في النجاة , أول السراديب كانت الوثوق في العسكر , ثم الانتخابات الشركية  و اللعبة الديمقراطية و لا ندري ما هي السراديب الأخرى التي سيدخلونها, و السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام : لماذا يتهرب إسلاميو مصر من الدخول إلى الباب الشرعي و المنطقي و الذي لا يوجد غيره للوصول إلى بر الأمان و إقامة شرع الله ؟؟
و قد  يقول قائل : ما هذا الباب ؟؟
قبل الحديث عن هذا الباب لا بد من بعض الأسئلة و الاستفسارات :
1- ما الذي يريده الإسلاميون حقا في مصر ؟؟ دولة مدنية أم وطنية أم إسلامية , أم ماذا ؟؟
2- و إن كانت إسلامية , فعلى أي غرار ؟؟ و هل هي إسلامية شكلا أم مضمونا أم شكلا و مضمونا ؟
3- هل هم إسلاميون حقا ؟؟ أم أنهم يلبسون هذا الثوب للوصول إلى مصلحة معينة و غاية في نفس يعقوب ؟؟
4- إذا كانوا إسلاميين حقا و لهم هدف مشترك و هو " تحكيم الشريعة" كما يزعمون, فلماذا نجدهم مشتتين في كل شيء , حتى بين أبناء المنهج الواحد ؟؟ السلفيون منقسمون و الإخوان كذلك , فلماذا هذا التشرذم و ما أسبابه ؟؟
 5- هل الإسلاميون حقا يملكون الخبرة الكافية و الحنكة الوافية و العقيدة الصافية لقيادة الأمة و في مصر بالتحديد ؟؟

إن كانت إجابات الأسئلة تفيد بالإيجاب , فنقول أنهم لو كانوا صادقين حقا, لكانوا خرجوا إلى بر الأمان من البوابة المفتوحة و ليس من الباب , و هي الوقفة الباسلة الصامدة من أول الطريق في وجه العسكر و أذناب النظام الحالي و لا أريد قول السابق لأنه لم يذهب منه شيء سوى " فاترينة العرض " , و أن لا يبرحوا الميادين في مصر إلا و شريعة الله تحكمهم و إن كلفهم ذلك النفوس و الأموال , و أن يطهروا البلاد من رجس أقذر العباد المتسلطين بأمر من الغرب , هذا هو الحل و لا حل غيره , و كل تلك المتاهات و السراديب لا تقود إلا إلى الخسارة في الدنيا و الآخرة , هذا ( إن ) افترضنا أنهم صادقين و يبحثون عن الحل و بالفعل أن شريعة الرحمن همهم الأول و الأخير.
اسأل الله أن نعيش و المسلمين تحت راية ( لا اله إلا الله ) و أن يمكن للموحدين الصادقين في شتى بقاع العالم , و أن يرزق المصريين قائدا صادقا فاتحا يأخذهم إلى بر الأمان , اللهم آمين .

20 – أيار - 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق