عن مقال النحاس و احرار الشام و جبهة النصرة
بقلم : احمد ابو فرحة
لعل اكبر مشكلة تواجه الاسلاميين بشتى تفرعاتهم و افكارهم , هي اسقاط احداث و افعال فعلها النبي صلى الله عليه و سلم على واقع جماعاتهم الناقصة . فكلهم يعتبرون انفسهم مقام النبي و كلهم يستشهدون بافعال النبي . و النتيجة انه لا احد مثلهم كالنبي و لا تنظيماتهم تعكس تجربة النبي .فاذا ارادت جماعة معينة انتهاج اقصى درجات القوة قالوا : قال صلى الله عليه و سلم لكفار قريش : "جئناكم بالذبح" . نعم صحيح قالها . و اذا ارادت جماعة اخرى انتهاج اقصى درجات التميع لقالوا : الرسول صلى الله عليه و سلم عمل صلح الحديبية و الكل يعلم ما صلح الحديبية !! . نعم صحيح الرسول وقع صلح الحديبية .
و اننا لا نقول جئناكم بالذبح التي قالها النبي غلوا و لا صلح الحديبية التي وقعه انبطاحا او تميع . معاذ الله .
لكن الذي يغفلونه : لا تتجسد و تتلخص سيرة النبي بجئناكم بالذبح و لا بصلح الحديبية . هناك احداث اخرى و واقع اخر و ظروف اخرى و لكل حادثة ظرفها و مناسبتها.
قبل مدة كتب الاستاذ لبيب النحاس - احد قيادات احرار الشام السياسيين مقالا في احدى الصحف الامريكية الكبيرة . بالطبع سنجد هناك من سيبرر و هناك من سيهاجم و هناك من سيؤصل مع و سؤصل ضد . هذا طبيعي . و بالطبع فان الحساسية من الغرب و بالذات امريكا موجودة عند المسلمين و بالذات الجهاديين لاجرام الامريكان و الغرب بالمسلمين عبر السنين الطويلة بالمسلمين و ذبحهم .
لن اتطرق لمناقشة المقال بشكل شرعي , لان الشرع "شرائع" عند الاسلاميين و الكل يدعي صحة وجهة نظره , لكنني سأناقش المقال بالواقع الذي نراه و اعلق عليه .
اولا : لا مشكلة بالتحاور مع الغرب و فتح قنوات اتصال و اللعب بالسياسة ما دام هناك ثوابت اسلامية اهمها اقامة الشرع و حفظ دماء المسلمين و اعراضهم .المشكلة في ان كثيرا من التجارب السياسية فشلت و السبب ليس في السياسة نفسها انما فيمن فعل هذه السياسة . و مقال الاخ النحاس فيه نوع من الضعف من ناحية الصياغة و بالذات انه اول مقال يخرج من حركة مجاهدة الى الغرب . فبما ان الاخ النحاس سياسي و يراعي الوضع العالمي , كان لا بد له من مراعاة شريحة كبيرة من الناس و هم حلفاء له بالصياغة - و هذه سياسة ايضا. و ايضا توقيت المقال جاء في ظرف غير مناسب و الهدف من المقال ايضا غير واضح .
ثانيا : العمل الجهادي دون وجود نافذة على العالم الخارجي و تعاطي معقول مع الغرب سوف لن يطول و لنا في تجارب المجاهدين عبر العالم عبر كثيرة .اغلب النماذج الجهادية فشلت في تحقيق نموذج تمكين و لو نسبي . و التجربة الاكثر نجاحا للجهاديين كانت طالبان في افغانستان و ذراعها العالمي القاعدة . و ان لم تقل طالبان كذلك و ان لم تقل القاعدة كذلك , لكن كان ذلك الواقع .
ثالثا : كثيرة هي الاطراف السورية التي تتسابق ان تكون ممثلة للسوريين و تفتح علاقات مع الغرب . منها العلماني و منها الاسلامي . و لكن الغرب ينتظر من الاقوى ليثبت ثم يتعاطى معه . و الكل يتسائل : لماذا الغرب مجبورون للتعاطي معه ؟ اليس عدونا ؟ بلى عدونا , كان و سيبقى و سيظل حتى تقوم الساعة , لكن تعقيدات الوضع العالمي اكبر بكثير من التنظير . نحن كمسلمون يلزمنا ديمومة للوجود الجهادي و الاسلامي و لو تحت سقف "غير مثالي بالنسبة للاسلاميين" . نحتاج لبناء مجتمع اسلامي قبل بناء دولة اسلامية . نحتاج الى فترة راحة و نقاهة تجعلنا نرتب اوراقنا و نضع الخطط للمستقبل .
رابعا : لا بد من ترتيب الاولويات و الالتزام بها , و اولى الاولويات هي اسقاط نظام الاسد . و ينبغي ان لا ينشغل المجاهدون و الثوار بما يلهي عن هذه الاولوية . فبعد سقوط الاسد كاملا ستبدأ مرحلة جديدة و معطيات جديدة و تحالفات جديدة و صداقات جديدة و عداوات جديدة . المهم انجاز هذه المرحلة ايا كان الثمن .
خامسا : بالنسبة للنصرة و الاحرار فهم اخوة الدين و الجهاد و ان كان هناك اختلافات فكرية و منهجية . فكان لا بد للنصرة و شيوخها و منظريها حسن الظن بالاخوة الاصدقاء , و ان يعلموا ان هناك خير لهم في وجود الاحرار في الداخل و في الخارج ايضا . فربما ما لا استطيع فعله بنفسي لسبب منهجي يمنعني , يستطيع ان يفعله صديقي !! و ربما نكمل بعضنا البعض . فان تحالف الاحرار و النصرة على اختلاف مناهجهما تشكل اكبر صدمة للغرب و امريكا . ثنائي خطير !!
كان لا بد من حسن الظن و التعليق بأدب بل و افضل : الانتظار . و احرار الشام بمفكريها و شرعييها كان لا بد من فهم تنظيرات النصرة و شيوخها و ايضا الرد بأدب على شيوخ النصرة و ان اساؤوا الظن .خلافاتكم اكبر مطلب للاعداء فتنبهوا .
و يستحضرني موقف مبسط و لطيف اسرده لتقريب الفكرة اكثر . فالذي يهمني هم المجاهدون البسطاء لا كبار القادة . كان هنالك في مدينتنا فتاة منتقبة تربت على الالتزام و عدم مخالطة الرجال حتى اقرب اقربائها لا تكلمهم . صار الوقت لتدخل به الجامعة بما فيها من اختلاط و منكرات و عالم لا يتناسب مع الملتزمين . بعد شروط مشددة دخلت الفتاة الجامعة و تعرفت على صديقة غير منتقبة و لكنها ملتزمة و اكثر انفتاحا . في فترة دراسة الاربع سنوات , ساعدت الصديقة صديقتها بكل شيء و هي التي كانت تحضر الطعام و تناقش الزملاء و الدكاترة عنها و عن زميلتها و تذهب معها للسوق و تساعدها في شراء حاجياتها . فلا الفتاة الاولى معقدة لا تستحق الحياة , لكن لها ظروف معينة , و لا الفتاة الثانية عاهرة و ساقطة !! و لا الفتاة الاولى هي الصح المطلق و لا الفتاة الثانية هي الصح المطلق !!
قد يقول قائل ما علاقة هذه بالعقيدة و الدين و الايمان و الكفر !! نرجع للمربع الاول . الكل يدعي انه الحق القويم !!
المهم ان يحافظ الصديق على صديقه و يعينا بعضهما , و ان لا قدر الله و حدثت مفاصلة لا مفر منها بين الاصدقاء فلا حول و لا قوة الا بالله . و لا يستبقن احد الاحداث و ليغلب حسن الظن .
و همسة اخيرة الى الاحرار و النصرة : فيا جبهة النصرة دونكم تجربة داعش فاياكم ان تكرروها . كان سببها الاساسي الانغلاق و تخوين الآخر . و الى احرار الشام : دونكم تجربة اخوان تونس و العراق و شيخ شريف و غيرها . كان سببها الاساسي الانفتاح الزائد و ضياع الثوابت ...
v
ردحذفشركة تنظيف منازل بتبوك
شركة تنظيف خزانات بتبوك
شركة نقل عفش بتبوك
شركة رش مبيدات بتبوك
شركة تسليك مجاري بتبوك
ردحذفشركة امست للتنظيف
شركة امست للتنظيف بالدمام
شركة امست لمكافحةالحشرات بالدمام
شركة امست للتنظيف بالخبر
شركة امست لمكافحة الحشرات بالخبر
شركة امست للتنظيف بالقطيف
شركة امست لمكافحة الحشرات بالقطيف
شركة امست للتنظيف ومكافحة الحشرات ببقيق
شركة امست للتنظيف ومكافحة الحشرات بالجبيل