مرسي
و الكرسي و حكم الله المنسي !!
احمد
ابو فرحة
بعد
ما يسمى " الانقلاب العسكري " بحسب رؤية الإخوان , أو ما يسمى "
تصحيح مسار الثورة" عند القومجيين و الفلول و العلمانيين و ما لف لفيفهم , أو
بعد " الأحداث الغامضة " كما يؤثر طرف ثالث بتسميتها , نجد أنفسنا مرة أخرى
وسط معمعة جديدة محورها أو بطلها " الإخوان المسلمون" .
رئيس
إخواني منتخب أتى عبر صناديق الاقتراع الديمقراطية , يحمل منهج الإسلام الوسطي وصل
للحكم , يعتلي كرسي الرئاسة , يطبق القوانين الوضعية متذرعا بالتدرج في تطبيق حكم
الله من دون سقف زمني أو خطة حتى و لو لبعد ألف سنة !! ينتهج نهج أي رئيس عربي أو
غربي في الاحتكام للقانون و يحارب المجاهدين في سيناء و يقتل من يقتل منهم , و لا
تزال صورة المسلحين المتفحمة عالقة في الذاكرة لا تنسى . السينما كما هي في مصر
مزدهرة منتشرة في عهد الرئيس الاخواني . قرض ربوي لإنقاذ البلاد . العلاقات مع إيران
تزداد و الانفتاح الاقتصادي مع إيران في
ازدياد , و المذهب الشيعي ينتشر أكثر مما كان في عهد مبارك . السؤال هنا : ما الذي
تغير في حكم الإخوان المسلمين ؟ أو السؤال الأصح – بفهمهم – ما الذي ينوى تغييره
في عهد الإخوان المسلمين ؟
حسنا
, لنضع هذا جانبا , فقد يقول قائل : ليس هذا وقتا للمناكفات السياسية !! لا بأس .
و
لكن من حقنا أن نسأل أسئلة مشروعة , كوننا مسلمين إسلاميين نعد في هذه الفترة
بالذات في خندق مع الإخوان و لو كانت المسافة شاسعة , المهم انه نفس الخندق ,
محاربة العلمانيين و أتباع النظام القديم .
هل
الديمقراطية عند الإخوان وسيلة أم غاية ؟
سؤال
لا بد للإخوان يجاوبوه , قبل أن يتورط معهم محبو الشريعة و مطالبو تطبيقها من عوام
المسلمين . تذرع الإخوان طويلا بأنهم يريدون التدرج في الشريعة بخطة طويلة , و
العمل على إيجاد أجيال تحب الدين و التي بدورها هي التي ستطبق الشريعة , و كتبوا
الكتب في أن الديمقراطية سبيل للوصول إلى الحكم , حتى أن البعض ساواها بالشورى في
احد كتبه !!. فها هي الديمقراطية تخونكم , فماذا انتم فاعلون ؟ الصناديق التي أتت
بكم , ألغاها العسكر بدقيقة من خطاب , فأين هي السبيل البديلة لتطبيق حكم الله ؟
أم
أنها حقا عند الإخوان الديمقراطية غاية , و هنا أصبح من الخطورة بمكان أن ينزلق
معهم احد , فتزهق روحه هباء منثورا !! و هذه لا بد للإخوان من توضيحها . فالمعطيات
تقول أن الإخوان يتشدقون بالديمقراطية و " الشرعية " و صناديق الانتخاب
, حتى هذه اللحظة على لافتات و على السن و حناجر المعتصمين في ميدان رابعة العدوية
. سؤال لا بد للإخوان أن يجيبوا عنه و بوضوح هل الديمقراطية وسيلة أم غاية ؟؟
ماذا
لو قدر الله و أن توفي مرسي وفاة طبيعية هذه الأثناء ؟
سؤال
مهم أيضا لا بد له من إجابة . هل يتعلق الإسلاميون بشخص أم بفكرة أم بمنهج أم
بماذا ؟
هل
إذا توفي مرسي انتهى كل شيء ؟ و ما مصير الدماء التي تراق ؟ لماذا التركيز على شخص
الرئيس ؟
الإخوان
اليوم على أعتاب مرحلة مفصلية أخرى , بحكم أنهم القوة الأكبر في الطاقات الإسلامية
المصرية , و هم محور القضية . و اليوم يقف إلى جانبهم عوام المسلمين المتعاطفين
المحبين للإسلام و كثير من الحركات الإسلامية التي تنادي بشرع الله , و هم اليوم مسئولون
عن مصير الدماء التي تراق , و عن نجاح أو فشل القادم .
أمام
الإخوان المسلمين أكثر من مسار , إما أن يقتنعوا بأن الديمقراطية وهم و زيف , فلا
هي سبيل و لا هي غاية , و من أراد الإسلام فليعمل له بالطرق الشرعية , و اقلها
الثورات الشعبية الحقيقية التي لا تبرح الميادين حتى يطبق شرع الله براية واضحة لا
غبار عليها و بدستور واضح . و إما أن يستمر الإخوان في سلك الديمقراطية و السياسية
الفارغة و يقدموا تنازلات أكثر من ذي قبل , فتصبح كلمة "إسلامية" مجرد
اسم مستعار للحكم بأي طريقة . و إما أن يحل الإخوان أنفسهم و يعترفوا بأخطائهم و
فشلهم و ضياعهم و يتركوا لغيرهم المجال و
يساعدوهم في العودة إلى حكم الله و هذا أفضل و الله اعلم .
7 – تموز - 2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق