الاثنين، 8 يوليو 2013

مرسي و الكرسي و حكم الله المنسي



مرسي و الكرسي  و حكم الله المنسي !!
احمد ابو فرحة
بعد ما يسمى " الانقلاب العسكري " بحسب رؤية الإخوان , أو ما يسمى " تصحيح مسار الثورة" عند القومجيين و الفلول و العلمانيين و ما لف لفيفهم , أو بعد " الأحداث الغامضة " كما يؤثر طرف ثالث بتسميتها , نجد أنفسنا مرة أخرى وسط معمعة جديدة محورها أو بطلها " الإخوان المسلمون" .
رئيس إخواني منتخب أتى عبر صناديق الاقتراع الديمقراطية , يحمل منهج الإسلام الوسطي وصل للحكم , يعتلي كرسي الرئاسة , يطبق القوانين الوضعية متذرعا بالتدرج في تطبيق حكم الله من دون سقف زمني أو خطة حتى و لو لبعد ألف سنة !! ينتهج نهج أي رئيس عربي أو غربي في الاحتكام للقانون و يحارب المجاهدين في سيناء و يقتل من يقتل منهم , و لا تزال صورة المسلحين المتفحمة عالقة في الذاكرة لا تنسى . السينما كما هي في مصر مزدهرة منتشرة في عهد الرئيس الاخواني . قرض ربوي لإنقاذ البلاد . العلاقات مع إيران تزداد و الانفتاح الاقتصادي مع إيران  في ازدياد , و المذهب الشيعي ينتشر أكثر مما كان في عهد مبارك . السؤال هنا : ما الذي تغير في حكم الإخوان المسلمين ؟ أو السؤال الأصح – بفهمهم – ما الذي ينوى تغييره في عهد الإخوان المسلمين ؟
حسنا , لنضع هذا جانبا , فقد يقول قائل : ليس هذا وقتا للمناكفات السياسية !! لا بأس .
و لكن من حقنا أن نسأل أسئلة مشروعة , كوننا مسلمين إسلاميين نعد في هذه الفترة بالذات في خندق مع الإخوان و لو كانت المسافة شاسعة , المهم انه نفس الخندق , محاربة العلمانيين و أتباع النظام القديم .
هل الديمقراطية عند الإخوان وسيلة أم غاية ؟
سؤال لا بد للإخوان يجاوبوه , قبل أن يتورط معهم محبو الشريعة و مطالبو تطبيقها من عوام المسلمين . تذرع الإخوان طويلا بأنهم يريدون التدرج في الشريعة بخطة طويلة , و العمل على إيجاد أجيال تحب الدين و التي بدورها هي التي ستطبق الشريعة , و كتبوا الكتب في أن الديمقراطية سبيل للوصول إلى الحكم , حتى أن البعض ساواها بالشورى في احد كتبه !!. فها هي الديمقراطية تخونكم , فماذا انتم فاعلون ؟ الصناديق التي أتت بكم , ألغاها العسكر بدقيقة من خطاب , فأين هي السبيل البديلة لتطبيق حكم الله ؟
أم أنها حقا عند الإخوان الديمقراطية غاية , و هنا أصبح من الخطورة بمكان أن ينزلق معهم احد , فتزهق روحه هباء منثورا !! و هذه لا بد للإخوان من توضيحها . فالمعطيات تقول أن الإخوان يتشدقون بالديمقراطية و " الشرعية " و صناديق الانتخاب , حتى هذه اللحظة على لافتات و على السن و حناجر المعتصمين في ميدان رابعة العدوية . سؤال لا بد للإخوان أن يجيبوا عنه و بوضوح هل الديمقراطية وسيلة أم غاية ؟؟

ماذا لو قدر الله و أن توفي مرسي وفاة طبيعية هذه الأثناء ؟
سؤال مهم أيضا لا بد له من إجابة . هل يتعلق الإسلاميون بشخص أم بفكرة أم بمنهج أم بماذا ؟
هل إذا توفي مرسي انتهى كل شيء ؟ و ما مصير الدماء التي تراق ؟ لماذا التركيز على شخص الرئيس ؟
الإخوان اليوم على أعتاب مرحلة مفصلية أخرى , بحكم أنهم القوة الأكبر في الطاقات الإسلامية المصرية , و هم محور القضية . و اليوم يقف إلى جانبهم عوام المسلمين المتعاطفين المحبين للإسلام و كثير من الحركات الإسلامية التي تنادي بشرع الله , و هم اليوم مسئولون عن مصير الدماء التي تراق , و عن نجاح أو فشل القادم .
أمام الإخوان المسلمين أكثر من مسار , إما أن يقتنعوا بأن الديمقراطية وهم و زيف , فلا هي سبيل و لا هي غاية , و من أراد الإسلام فليعمل له بالطرق الشرعية , و اقلها الثورات الشعبية الحقيقية التي لا تبرح الميادين حتى يطبق شرع الله براية واضحة لا غبار عليها و بدستور واضح . و إما أن يستمر الإخوان في سلك الديمقراطية و السياسية الفارغة و يقدموا تنازلات أكثر من ذي قبل , فتصبح كلمة "إسلامية" مجرد اسم مستعار للحكم بأي طريقة . و إما أن يحل الإخوان أنفسهم و يعترفوا بأخطائهم و فشلهم و ضياعهم  و يتركوا لغيرهم المجال و يساعدوهم في العودة إلى حكم الله و هذا أفضل و الله اعلم .
7 – تموز - 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق